د. محمد طاهر: الطبيب البريطاني الذي تخلى عن مستقبله لإنقاذ جرحى غزة
![final_image_67a6f9f2973397.47920653](https://alarabinuk.com/wp-content/uploads/2025/02/final_image_67a6f9f2973397.47920653-scaled.webp)
أكثر من 18 عامًا وأنا أُجري مقابلات مع شخصيات مؤثرة وملهمة، قابلت خلالها أصحاب تجارب فريدة، وتعلمت من كل حوار درسًا لا يُنسى. لكن ما عشته خلال مقابلتي مع الدكتور محمد طاهر كان شيئًا آخر تمامًا، شيئًا لم أختبره من قبل، ولم أكن مستعدًّا له بالكامل.
عندما جلست أمام هذا الطبيب العراقي البريطاني، العائد من غزة، لم أكن أمام مجرد جرّاح أعصاب، بل أمام إنسان صاغته التجربة، وحملته الأقدار ليكون شاهدًا على معاناة لا توصف. كانت كلماته مزيجًا من الألم العميق والأمل الصادق، لم يكن مجرد ضيف على البودكاست، بل كان رسولًا يحمل شهادةً من قلب المأساة.
خلال الحوار، لم يكن من السهل حبس الدموع. كانت لحظات البكاء أكثر من أن تُحصى، ومع كل قصة رواها عن الأطفال الجرحى، عن العائلات التي فقدت كل شيء، عن الطبيب الذي يُجري عمليات جراحية تحت القصف، كانت الكلمات تخرج وكأنها جروح مفتوحة، تذكرنا بمدى قسوة العالم، وبمدى صمود أهل غزة في وجه المستحيل.
الدكتور محمد لم يكن طبيبًا في غزة فقط، بل كان إنسانًا تعلّم أن غزة لا تحتاج إلى من يساعدها فحسب، بل إلى من يفهمها. ذهب لينقذ أرواحًا، فاكتشف أن غزة هي التي أنقذته. ذهب ليعطيها من علمه، فعاد وقد نَهَل من علمها، بعد أن منحته دروسًا في الإنسانية. كان يروي حكاياته بانكسار، لكنه في الوقت نفسه كان يتحدث عن العودة بإصرار، كأن شيئًا فيه لم يعد ينتمي للعالم الخارجي، وكأن غزة أصبحت جزءًا من كيانه لا يمكن انتزاعه.
لقاء مع الدكتور محمد طاهر
تناولت هذه الحلقة من بودكاست عرب مقابلة مع الدكتور محمد طاهر، جرّاح الأعصاب البريطاني من أصل عراقي، الذي تخلى عن مسيرته الطبية الواعدة في بريطانيا والبرازيل للتطوع في غزة. تضمنت الحلقة شهادة مؤثرة ومؤلمة عن تجربته المباشرة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.
أبرز محاور اللقاء:
1. المآسي داخل مستشفيات غزة:
- شهادة حية عن المجازر التي استهدفت الأطفال والنساء.
- القصف الممنهج على المستشفيات سعيًا لتدمير المجتمع الفلسطيني.
- جهود إعادة بناء المرافق الطبية رغم الحصار والقصف.
2. تجربته الشخصية مع معاناة السكان:
- مشاهد مؤلمة عن نقص الغذاء والدواء وتأثير ذلك على المرضى.
- قصص إنسانية عن الجرحى والناجين الذين فقدوا كل شيء.
3. تحوله من جراحة الأعصاب إلى طب الحروب:
- كيف ترك مستقبله الطبي الواعد لينتقل إلى إنقاذ الجرحى في غزة.
- تجربته في العمل وسط ظروف الحرب والطوارئ.
4. صعوبات الدخول إلى غزة والخروج منها:
- معاناة الفرق الطبية في الوصول إلى غزة ومغادرتها بسبب الحصار الإسرائيلي.
5. ارتباطه العاطفي والروحي بالقضية الفلسطينية:
- كيف شكلت فلسطين وعيه منذ طفولته، ولماذا أصبحت جزءًا من قضيته الشخصية.
6. توثيق جرائم الحرب:
- شهادات عن دمار شامل طال مدنًا بأسرها.
- مشاهد مروعة عن ضحايا القصف، وشهادات صادمة عن جرائم الاحتلال.
7. إصراره على العودة رغم المخاطر:
- بعد خروجه من غزة، لم يستطع البقاء بعيدًا، وسرعان ما بدأ رحلة جديدة للعودة.
- استمراره في دعم الجرحى ومطالبته بتكثيف الجهود الإغاثية.
يحمل مسار الدكتور محمد طاهر رسالة سامية في التضحية وإيمانًا راسخًا وعزيمة لا تلين والتزامًا إنسانيًّا كبيرًا. فقد تخلى عن مستقبله المهني الواعد ليكرس نفسه لخدمة الجرحى والمصابين في غزة، مقدمًا شهادة حية على بشاعة العدوان الإسرائيلي. لبّى نداء الإنسانية، ليكون جزءًا من الواقع الميداني، شاهدًا وعاملًا على تخفيف معاناة الفلسطينيين، في رحلة غيرت مسيرته المهنية والإنسانية بشكل جذري.
هذه الحلقة من بودكاست عرب ليست مجرد مقابلة، بل شهادة للتاريخ. ستلمس قلوبكم كما لمست قلوبنا، وستجعلكم تنظرون إلى فلسطين بعين مختلفة، بعين الدكتور محمد طاهر، الطبيب الذي دخل غزة لإنقاذها، فخرج وهو مدين لها بروحه وقلبه.
شاهدوا الحلقة الكاملة على الرابط الآتي:
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
الدكتور نموذج للشاب المسلم الذي لم ُتغرِه حياة الغرب ولم يفتن ويبتعد عن دينه ولا قوميته ولاعروبته هو حر من احرار الأمة في زمن عز فيه الأحرار جزاك الله خيراً أستاذ عدنان على المقال وكذلك على الحلقة المؤثرة نفع بكم الامة https://alarabinuk.com/?p=162480
الله اكبر
هل يسمع حكام العرب هذه الشهادة ان ما حدث في غزة إبادة جماعية حكام العرب شركاء فيها