ديلي ميل تستحوذ على ديلي تلغراف بصفقة 500 مليون باوند
أعلنت مجموعة ديلي ميل آند جنرال تراست (DMGT)، الناشرة لصحيفة الديلي ميل، موافقتها على شراء صحيفتي الديلي تلغراف والصنداي تلغراف مقابل 500 مليون باوند.
وأكدت المجموعة أنها دخلت في مرحلة مناقشات مع شركة ريدبيرد IMI، وهو مشروع مشترك يجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة وشركة الأسهم الخاصة الأمريكية ريدبيرد كابيتال بارتنرز.
وكانت محاولة ريدبيرد كابيتال السابقة للاستحواذ على التلغراف قد فشلت الأسبوع الماضي، بينما يخضع الاتفاق الجديد لموافقة وزيرة الثقافة البريطانية ليزا ناندي، والتي ستراجع الصفقة وفقًا لقوانين المصلحة العامة وتأثير الاستثمارات الأجنبية في قطاع الإعلام.
عامان من عدم الاستقرار في ملكية التلغراف
تعيش صحيفة التلغراف حالة من الغموض منذ أكثر من عامين، عقب قيام تحالف ريدبيرد IMI بسداد ديون مالكيها السابقين، عائلة باركلي، بهدف الحصول على الملكية مستقبلاً.
وقالت دام كارولاين دينيدج، رئيسة لجنة الثقافة والإعلام والرياضة في مجلس العموم، إن حسم هذا الملف بات ضروريًا بعد سنوات من عدم اليقين، مؤكدة في الوقت ذاته أهمية حماية التعددية الإعلامية في بريطانيا.
وأضافت أن اللجنة بقيت على الحياد خلال فترة النقاشات، نظرًا للطابع شبه القضائي لعمليات الاستحواذ من حيث دور الحكومة.
رؤية DMGT لمستقبل الصحيفة
أعرب رئيس DMGT، اللورد روذرمير، عن تقديره لصحيفة الديلي تلغراف، واصفًا إياها بأنها “أكبر وأفضل صحيفة ورقية في بريطانيا”.
وأكد أن الصفقة ستوفر “اليقين والثقة” للعاملين فيها، مشيرًا إلى أن تحرير الصحيفة سيبقى تحت قيادة محررها الحالي كريس إيفانز، مع ضمان توفير الموارد اللازمة لتعزيز غرفة الأخبار.
وقال روذرمير إن طموح المجموعة هو جعل الديلي تلغراف علامة عالمية، على غرار توسع الديلي ميل في الأسواق الدولية.
موقع التلغراف ضمن محفظة DMGT الإعلامية
ستصبح التلغراف جزءًا من مجموعة متنامية تضم i Paper وMetro وNew Scientist، إلى جانب الديلي ميل وميل أون صنداي.
وأكدت DMGT أن الصحيفة ستحافظ على استقلاليتها التحريرية، مشيرة إلى أن الصفقة متوافقة مع القوانين البريطانية، إذ لا تتضمن أي تمويل مباشر من دولة أجنبية.
في المقابل، أشادت ريدبيرد IMI بسرعة التوصل إلى الاتفاق، مؤكدة أن الصفقة ستُرفع قريبًا إلى وزيرة الثقافة لاعتمادها بشكل رسمي.
تحفّظات سياسية حول تركز الملكية الإعلامية
ورغم الترحيب المبدئي بالصفقة، عبّر كريس فوكس، المتحدث باسم الديمقراطيين الأحرار في مجلس اللوردات، عن مخاوف تتعلق بتركيز القوة الإعلامية في يد عدد قليل من المؤسسات.
ودعا هيئة المنافسة إلى فحص بنود الصفقة لضمان عدم الإضرار بتوازن السوق الإعلامية.
محاولات ريدبيرد السابقة للاستحواذ على التلغراف
كانت ريدبيرد كابيتال قد انسحبت مؤخرًا من سباق الاستحواذ بعد اعتراضات سياسية على تمويلها المدعوم من مجموعة IMI الإماراتية، المملوكة للعائلة الحاكمة في أبوظبي.
وبعد التعديلات التشريعية التي حدّت من ملكية الصناديق السيادية الأجنبية في المؤسسات الإعلامية إلى 15%، تقدمت ريدبيرد بعرض جديد يمتثل للمعايير، إلا أنه كان سيُخضع لمراجعة حكومية متوقعة.
وأكدت مصادر قريبة من الشركة أنها كانت واثقة من اجتياز المراجعة، لكنها أشارت إلى أن نشر مقالات سلبية من داخل غرفة أخبار التلغراف إزاء عرضها ساهم في قرار الانسحاب.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن صفقة استحواذ DMGT على الديلي تلغراف تمثل لحظة مفصلية في المشهد الإعلامي البريطاني، خاصة في ظل الجدل المتواصل حول تركز الملكية وتأثير رأس المال على حرية الصحافة.
وبينما تُعد الصفقة فرصة لإنهاء حالة عدم الاستقرار التي عانت منها التلغراف خلال الأعوام الأخيرة، تؤكد المنصة ضرورة مراقبة تداعيات الاستحواذ لضمان الحفاظ على التعددية الإعلامية واستقلالية المؤسسات الصحفية عن النفوذ السياسي أو التجاري.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
