ديفيد هيرست: لا بد لستارمر من تغيير السياسات المتعلقة بفلسطين وإسرائيل وأوكرانيا
في مقال رأي نُشِر في موقع ميدل إيست آي، يرى ديفيد هيرست أن كير ستارمر لديه الفرصة لإظهار تغيير واضح في حكم المملكة المتحدة، من خلال اتباع خمسة تدابير حاسمة.
وحدد هذه التدابير فيما يأتي: الاعتراف بفلسطين، وإعادة تمويل وكالة الأونروا، واحترام القانون الدولي، والانخراط في علاقات طيبة مع الجالية المسلمة، ومشاركة الأساس المنطقي القانوني لمبيعات الأسلحة إلى إسرائيل علنًا.
دعوة إلى ستارمر من أجل تغيير سياساته
ويرى الكاتب ديفيد هيرست أن هذه الإجراءات ستؤدي إلى الابتعاد عن السياسات القائمة منذ مدة طويلة، والتي أدت إلى تفاقم الرأسمالية في أسوأ صورها، ووسّعت فجوة الثروة، وأخفقت في الحفاظ على الاستقرار المجتمعي.
ويشير الكاتب إلى أن هناك رسالة عالمية تُرسل إلى الحكومات المعتدلة، مفادها أن السياسات القائمة منذ الحرب العالمية الثانية باتت مخيبة للآمال وغير ناجعة.
وقد تجلى هذا في فرنسا؛ فعلى عكس التوقعات، حقق اليسار النصر في الانتخابات البرلمانية، ما يشير إلى شهية قوية لتغيير حقيقي وجوهري.
وعلى نحو مماثل، في المملكة المتحدة، حصل حزب العمال بزعامة ستارمر على أغلبية برلمانية بنسبة 34 في المئة فقط من الأصوات، ما يشير إلى قدر كبير من السخط، ويتضح هذا بصفة خاصة في الدوائر الانتخابية ذات الأغلبية المسلمة، حيث انخفض دعم حزب العمال كثيرًا.
مواقف ستارمر المثيرة للجدل
وسلط الكاتب ديفيد هيرست الضوء على تقلبات موقف حزب العمال في عهد ستارمر، من القضايا الدولية الكبرى، التي توافقت بصفة ملحوظة في بعض الأحيان مع موقف المحافظين، وبخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وقد صرح ستارمر بأن حزب العمال لن يعترف إلا بما تقبله إسرائيل، ما يؤدي إلى تهميش حركة المقاطعة ومعاداة الصهيونية، وكلاهما كان يدعمه سابقًا بوصفه محاميًا في مجال حقوق الإنسان.
فضلًا عن ذلك، أيد ستارمر خلال الحرب الأخيرة على غزة الأعمال العسكرية الإسرائيلية، وعارض وقف إطلاق النار، حتى إنه أكد حق إسرائيل في الحصار المفروض على القطاع، وهو موقف يتناقض بشكل صارخ مع وجهات النظر الإنسانية الدولية.
إضافة إلى ذلك، ينتقد هيرست الاستراتيجية الغربية تجاه أوكرانيا، مشيرًا إلى أن الإخفاقات العسكرية الأخيرة هناك تجسد الحاجة إلى إعادة كتابة قواعد اللعبة الخاصة بالعلاقات الدولية، التي لم يعالجها ستارمر بعد كما ينبغي.
تحولات السياسة العمالية
يقول هيرست: إن التحول في سياسة حزب العمال أدى إلى تآكل كبير في دعم الناخبين المسلمين للحزب، وهي قاعدة ناخبين مهمة تاريخيًّا للحزب.
وقد تضخم استياء هذا المجتمع بسبب إحجام ستارمر عن التعامل مباشرة مع ممثلي المسلمين وموقفه من الحرب على غزة، حيث كان ينظر إليه على أنه رافض لمخاوف الجالية المسلمة.
وقد واجهت شخصيات بارزة في حزب العمال مثل ويس ستريتينغ، وزير الصحة الحالي، انتقادات بسبب مواقفها بشأن غزة، ما يعكس الصراعات الداخلية الكبيرة داخل الحزب بشأن هذه القضايا.
الحاجة إلى تغيير جذري
ولكي يعيد ستارمر بناء الثقة والمصداقية، يقترح هيرست العديد من الإجراءات الحاسمة:
1. الاعتراف بفلسطين، متابعة لاقتراح اقترحه الزعيم الأسبق لحزب العمال إد ميليباند سابقًا، للتوافق مع معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
2. إعادة تمويل الأونروا، وهو أمر ضروري لتوفير التعليم والرعاية الصحية والتغذية للاجئين الفلسطينيين، وتفنيد ادعاءات إسرائيل التي لا أساس لها ضد الوكالة.
3. الالتزام الصارم بالقانون الدولي، ويشمل ذلك دعم إجراءات المحكمة الجنائية الدولية المحتملة ضد القادة الإسرائيليين، ونشر المشورة القانونية للحكومة البريطانية بشأن مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل.
4. المشاركة الحقيقية مع المجتمع المسلم في بريطانيا، والابتعاد عن إنشاء كيانات بديلة، والانخراط في علاقات مباشرة مع المنظمات الإسلامية في البلاد.
5. إبراز الشفافية في السياسة الخارجية، وبخاصة فيما يتعلق بمبيعات الأسلحة إلى مناطق النزاع، ما يُبرِز الالتزام بالعلاقات الدولية الأخلاقية.
ويؤكد هيرست أنه دون تحول كبير في كل من السياسة الداخلية والخارجية، وبخاصة تجاه الشرق الأوسط، يجازف ستارمر بمواصلة إخفاقات الإدارات السابقة.
ويقول: إن قدرة زعيم حزب العمال على تنفيذ السياسات التي تعكس مطالبة الناخبين بتغيير كبير، ستكون حاسمة في التعامل مع الصعوبات الجيوسياسية الحديثة، وإبعاد قيادته عن الأساليب التي عفا عليها الزمن وفقدت مصداقيتها.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇