العرب في بريطانيا | ديفيد لامي: لا نستطيع تبرير منع المساعدات عن غزة

1446 رمضان 26 | 26 مارس 2025

ديفيد لامي: لا نستطيع تبرير منع المساعدات عن غزة

ديفيد لامي: لا نستطيع تبرير منع المساعدات عن غزة
خلود العيط March 21, 2025

حذّر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي من أن منع إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة يثير تساؤلات عن مدى توافقه مع القانون الإنساني الدولي، لكنه تجنّب تأكيد أن تل أبيب خرقت القانون الدولي، مكتفيًا بالإشارة إلى أن هناك “خطرًا واضحًا” لحدوث ذلك.

تصريحات لامي، التي جاءت خلال جلسة لمجلس العموم في معرض الحديث عن انهيار الهدنة بين إسرائيل وحماس، قوبلت بانتقادات من بعض نواب المعارضة الذين طالبوا بموقف أكثر حزمًا ضد إسرائيل، ويشمل ذلك فرض عقوبات.

تصعيد إسرائيلي وخسائر بشرية فادحة

وزير بريطاني يواجه استجوابًا حول دعم سلاح الجو الملكي لإسرائيل في غزة

وفي حديثه أمام البرلمان، أشار وزير الخارجية البريطاني إلى أن استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة أدى إلى “خسائر فادحة في الأرواح”، موضحًا أن الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل ليلة الـ18 من مارس أسفرت عن مقتل عدد من قيادات حماس، لكن التقارير تشير إلى أن أكثر من 400 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، استشهدوا نتيجة القصف الجوي والمدفعي.

وقال لامي: “يبدو أن هذا اليوم كان الأكثر دموية للفلسطينيين منذ بدء الحرب. هذا أمر مروع، ونحن نأسف لخسارة كل روح مدنية”.

كما أكد إصابة مواطن بريطاني في قصف استهدف مجمعًا تابعًا للأمم المتحدة، داعيًا إلى تحقيق شفاف لمحاسبة المسؤولين عن الهجوم.

وأوضح لامي أن بريطانيا تعمل مع فرنسا وألمانيا لإيصال رسالة واضحة إلى إسرائيل تعبر عن “معارضة قوية” لاستمرار العمليات العسكرية، مضيفًا: “نريد بشدة العودة إلى وقف إطلاق النار، فإراقة مزيد من الدماء لا تخدم مصلحة أحد. يجب على حماس إطلاق سراح جميع الأسرى، ويجب استئناف المفاوضات، فالدبلوماسية هي السبيل الوحيد لتحقيق الأمن للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء”.

لامي: منع المساعدات يتعارض مع القانون الدولي

وتطرّق وزير الخارجية إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، مشيرًا إلى أن المفاوضات بين الأطراف بقيت متعثرة لأسابيع. وأوضح أن حماس رفضت الإفراج عن مزيد من الأسرى مقابل تمديد الهدنة، في حين لم تلتزم إسرائيل بالانسحاب من ممر فيلادلفيا كما اتُّفق عليه.

وأضاف: “في الثاني من مارس، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها ستمنع جميع شحنات المساعدات حتى توافق حماس على شروطها. ومنذ أسابيع، مُنعت الإمدادات الأساسية والكهرباء، ما ترك أكثر من نصف مليون مدني بلا مياه شرب نظيفة، وأدى إلى ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية بنسبة 200 في المئة، وهو ما استغلته الجماعات التي تتحكم في الإمدادات”.

وتابع لامي: “هذا الوضع مروع وغير مقبول. وبالرغم من أن هذه القضايا تُحسَم قانونيًّا في المحاكم لا عن طريق الحكومات، فمن الصعب تصور أن منع المساعدات الإنسانية عن السكان المدنيين يتوافق مع القانون الإنساني الدولي”.

دعوات لفرض عقوبات وتشديد الموقف البريطاني

وخلال الجلسة، طالب عدد من نواب حزب العمال الحكومة البريطانية باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل، ويشمل ذلك فرض عقوبات إضافية عليها.

وقالت إميلي ثورنبيري، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان: “القصف المتجدد على غزة لا يمكن تبريره، والحصار المتجدد لا يمكن تبريره. من الصعب رؤية كيف يمكن أن يتوافق أي منهما مع القانون الدولي. الأمر متروك للمحاكم، ولكن ستكون هناك مساءلة”.

أما النائب عمران حسين، فاتهم الحكومة باتباع “ازدواجية المعايير”، قائلًا: “من الواضح أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي، كما أكد جميع الخبراء القانونيين الدوليين الجادين. من المخزي حقًّا أن ترفض الحكومة الإقرار بذلك، في حين أنها تتخذ موقفًا واضحًا تجاه انتهاكات روسيا في أوكرانيا”.

وتساءل: “متى سنرى فرض عقوبات على إسرائيل بما يتناسب مع جرائم الحرب التي تُرتكب”؟

في المقابل، ردّ لامي مؤكدًا أنه يدرك “مدى الغضب” إزاء مقتل أكثر من 49 ألف شخص في غزة، لكنه نبّه إلى أن الحكومة “تراقب هذه القضايا عن كثب” دون التعليق على أي عقوبات جديدة محتملة.

مطالب بوقف التعاون التجاري والعسكري مع إسرائيل

كيف تقارن القوة العسكرية لأوكرانيا بروسيا ولماذا ينأى الناتو عن الدخول في الحرب ؟

ودعت النائبة العمالية سارة سميث إلى مراجعة العلاقات التجارية مع إسرائيل، قائلة: “إسرائيل تواصل انتهاك شروط وقف إطلاق النار، وما دام خطر التطهير العرقي للفلسطينيين قائمًا، فلا ينبغي لنا أن نُبرم أي اتفاق تجاري معها. أدعو الوزير إلى النظر في فرض عقوبات على بعض الكيانات الإسرائيلية الأساسية”.

أما النائب المستقل شوكت آدم، فدعا الحكومة إلى اتخاذ إجراءات صارمة تشمل تعليق تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، قائلًا: “لقد تحدث الوزير بحماس عن تراثه وأجداده الذين كانوا مكبلين بسلاسل العبودية، لذا أطلب منه أن يحرر نفسه من قيود السياسة وأن يوقف فورًا جميع تراخيص الأسلحة، وأن يفرض عقوبات اقتصادية، ويمهد الطريق للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين”.

لكن لامي رد قائلًا: “يأتي (آدم) بخطاب قوي إلى هذا المجلس، ولكن رغم فظائع الصراع الحالي، فإننا ما زلنا في اليوم الثالث منه، ومهمتي هي بذل كل ما بوسعي لاستعادة وقف إطلاق النار”.

المصدر: الإندبندنت 


اقرأ أيضًا:

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
12:57 am, Mar 26, 2025
temperature icon 11°C
overcast clouds
Humidity 86 %
Pressure 1024 mb
Wind 3 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 9 km
Sunrise Sunrise: 5:49 am
Sunset Sunset: 6:22 pm