دعوات لتشديد ضوابط الإعلام بعد تغطيات “غير مسؤولة” للهجمات الإرهابية

أطلق ناجون من الهجمات الإرهابية وأسر الضحايا دعوات لوسائل الإعلام البريطانية لاعتماد مدونة سلوك جديدة، تُلزم الصحفيين بتغطيات أكثر حساسية ومسؤولية في أعقاب الهجمات، وذلك بعد أن أبلغ عدد من العائلات عن تعرّضهم لمضايقات إعلامية، بل ووصول أنباء وفاة أحبّائهم عبر صحفيين قرعوا أبواب منازلهم.
مدونة جديدة: 48 ساعة احترام وحد أدنى للخصوصية

المدونة الجديدة، التي تقف خلفها مجموعة “الناجون ضد الإرهاب” Survivors Against Terror، تحظى بدعم من شخصيات بارزة في مجال الشرطة والإعلام، وتوصي بعدم اقتراب الصحفيين من العائلات المفجوعة خلال أول 48 ساعة بعد الحادث. وبدلًا من ذلك، يجب أن تُوجه الاستفسارات من خلال الشرطة.
كما تدعو التوصيات إلى تنسيق طلبات المقابلات مع الضحايا والناجين، وتجنّب التجمهر أمام منازلهم، بالإضافة إلى تقليل التغطيات التي تركز على أسماء وصور وبيانات الإرهابيين، منعًا لمنحهم الشهرة التي يسعون إليها.
شهادات مؤثرة: “لم أكن في حالة تسمح بالكلام”
من بين الأصوات الداعمة لهذه التوصيات، إيلا يونغ، إحدى الناجيات من تفجير قطار “سيركل” المتجه غربًا بالقرب من إدجوير رود في هجمات 7 يوليو بلندن. روت يونغ كيف اقترب منها رجل أثناء انتظارها للإسعاف مدعيًا مساعدتها للاتصال بزوجها، لكنها اكتشفت لاحقًا أنه صحفي استغل صدمتها وظل يلاحقها بطلبات إعلامية حتى اضطرت إلى تغيير رقم هاتفها ومعلومات تواصلها.
وفي حالة أخرى، تحدثت فيغن موراي، والدة مارتن هيت الذي قُتل في هجوم مانشستر أرينا، عن تلقي ابنتها الصغيرة خبر وفاة شقيقها من صحفي طرق باب منزلهم. وقالت: “لا يمكنني تغيير ما حدث، لكن يمكنني المساهمة في حماية الآخرين عبر التعلم من أخطاء الماضي”.
أبطال وناجون يطالبون بالكرامة
دعم هذه المدونة أيضًا دارين فروست، الذي واجه أحد الإرهابيين على جسر لندن باستخدام ناب حوت، في الهجوم الذي وقع في 3 يونيو 2017 وأسفر عن مقتل ثمانية أشخاص. وشدد فروست على أهمية احترام كرامة الضحايا والناجين، لا سيما في الأيام الأولى بعد وقوع المأساة.
الانتقادات تطال مدونات السلوك الحالية
رغم وجود مدونة سلوك لدى منظمة “إيبسو” (المنظمة المستقلة لمعايير الصحافة)، إلا أن التوصيات الحالية تكتفي بالإشارة إلى ضرورة التعامل بـ”تعاطف ولباقة” مع الضحايا. ولا تحظر بشكل صارم الملاحقة الإعلامية في اللحظات الأولى بعد الحادث.
كما أن بعض المؤسسات الإعلامية الكبرى مثل “فاينانشيال تايمز” و”الغارديان” لا تتبع “إيبسو”، بل تعتمد مواثيق داخلية خاصة بها، ما يزيد من التفاوت في ممارسات التغطية الصحفية.
رأي منصة العرب في بريطانيا AUK
تؤكد المنصة على أهمية حرية الصحافة ودورها في كشف الحقائق وخدمة الصالح العام، لكنها في الوقت ذاته تشدد على ضرورة ممارسة هذه الحرية بمسؤولية، خاصة في حالات الحداد والكوارث. ترى AUK أن احترام خصوصية الضحايا وأسرهم هو خط أحمر أخلاقي لا يجب تجاوزه، وأن التغطية الإعلامية يجب أن تتجنب الإثارة والمطاردة في سبيل السبق الصحفي.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇