دراسة: ظروف سوق العمل في 2025 هي الأسوأ منذ الجائحة

أظهرت دراسة حديثة أن سوق العمل البريطاني يواجه أصعب الظروف منذ جائحة كوفيد-19، حيث تتزايد مؤشرات التباطؤ الاقتصادي وتراجع ثقة الشركات في التوظيف، دون بوادر واضحة على التحسن.

ووفقًا لمسح شهري أجرته KPMG واتحاد التوظيف (REC)، انخفض الطلب على الموظفين في يناير 2025 إلى أدنى مستوى له منذ أغسطس 2020. وسجل مؤشر الوظائف الشاغرة 41.6 نقطة مقارنة بـ 42.9 نقطة في ديسمبر، ما يعكس استمرار ضعف سوق التوظيف. ويشير أي رقم أقل من 50 إلى أن عدد الشركات التي تشهد تراجعًا في التوظيف يفوق عدد الشركات التي ترى تحسنًا في ظروف السوق.

انخفاض التوظيف في الوظائف الدائمة والمؤقتة

أكدت الدراسة أن التباطؤ طال جميع أشكال التوظيف، حيث سجلت التعيينات في الوظائف الدائمة والمؤقتة تراجعًا حادًا. وانخفض مؤشر فواتير التوظيف المؤقت من 46.3 إلى 41.5، وهو أدنى مستوى له منذ يونيو 2020، في حين أن الانخفاض تجاوز المعدلات التقليدية المتوقعة في فترة ما بعد عيد الميلاد.

وأشار نيل كاربري، الرئيس التنفيذي لـ REC، إلى أن العديد من الشركات قامت بتجميد خطط الاستثمار بسبب عدم اليقين الاقتصادي، مضيفًا أن خفض بنك إنجلترا لأسعار الفائدة بمقدار 0.25 نقطة مئوية إلى 4.5 في المئة قد يساعد في استعادة بعض النشاط، إلا أن تأثيرات السياسة المالية للحكومة لا تزال تضغط على سوق العمل.

السياسات الضريبية وتأثيرها على التوظيف

يرى الخبراء أن الظروف الصعبة في سوق العمل تعود جزئيًا إلى السياسة المالية التي أعلنتها المستشارة راشيل ريفز في أكتوبر 2024، والتي تضمنت زيادة بقيمة 25 مليار باوند في مساهمات التأمين الوطني لأصحاب العمل. ورغم دفاع الحكومة عن هذه الإجراءات إلى جانب رفع الحد الأدنى للأجور الوطنية، فإن قطاع الأعمال حذر من أن هذه السياسات ستزيد من تكاليف التشغيل، ما سيدفع العديد من الشركات إلى تقليص أعداد الموظفين بدلاً من التوظيف.

وانعكست تداعيات سوق العمل على الحكومة، حيث أعربت نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر عن تفهمها لخيبة أمل المواطنين، مؤكدة أن الحكومة تعمل على تحقيق التغيير المطلوب، لكنها شددت على أن تحقيق النتائج يتطلب وقتًا أطول من بضعة أشهر فقط.

تراجع الطلب على الوظائف في مختلف القطاعات

أظهر تقرير KPMG/REC أن جميع القطاعات تقريبًا سجلت انخفاضًا في عدد الوظائف الشاغرة، بما في ذلك قطاع الضيافة، الذي كان يعاني سابقًا من نقص حاد في العمالة، والقطاع الصحي، نتيجة لتشديد القيود على توظيف العمالة المؤقتة في هيئة الصحة الوطنية (NHS).

لكن الانخفاض الأكبر سُجل في الوظائف المهنية والتكنولوجية، حيث يواصل قطاع التكنولوجيا معاناته من ركود طويل الأمد. وفي المقابل، تزايد عدد الباحثين عن عمل مع تناقص الفرص المتاحة، ما أدى إلى تراجع الضغوط على الأجور.

المصدر: ft

إقرأ أيضًا:

• وقف موظفين عن العمل بسبب دعمهم لمظاهرات مؤيدة لفلسطين
• أهم الفحوصات والعمليات الطبية في بريطانيا.. كم تكلفتها؟
• وزارة العمل تعلن عن تغييرات ستؤثر على آلاف المستفيدين من يونيفرسال كريديت