دراسة: توقعات بتقدم “الإصلاح” المتطرف على الحزب الحاكم في بريطانيا
كشفت دراسة حديثة أعدّتها مجموعة “هوب نوت هيت” بالتعاون مع شركة “فوكال داتا” للاستطلاعات عن تحولات كبيرة في المشهد السياسي البريطاني، حيث أظهرت احتمال تفوق حزب “الإصلاح” على حزب العمال الحاكم في العديد من الدوائر الانتخابية.
وقد أشارت الدراسة إلى أن حزب “الإصلاح” يتمتع بقدرة أكبر على جذب أصوات الناخبين المعتدلين مقارنة بالماضي، ما يعكس تغيرًا جذريًّا في نمط التصويت ودوافع الناخبين.
حزب “الإصلاح” يهدد مقاعد حزب العمال التقليدية
ووفقًا لنتائج النموذج الانتخابي المستند إلى تحليل شامل لكل دائرة على حدة، فإن حزب “الإصلاح” قد يفوز بـ76 مقعدًا إذا جرت الانتخابات الآن. ومن بين هذه المقاعد، 60 مقعدًا تعود لحزب العمال، تتوزع بين مناطق الحزب التقليدية المعروفة بـ”الجدار الأحمر”، ومناطق في جنوب إنجلترا وويلز. وتذهب الدراسة إلى أن تحولًا طفيفًا في التأييد لحزب “الإصلاح” قد يؤدي إلى اقتناص 76 مقعدًا إضافيًّا كان يشغلها حزب العمال.
وتلفت الدراسة الانتباه إلى أسباب هذا التحول، حيث يظهر تحليل عيّنة تضم نحو 4,000 ناخب يميلون حاليًّا لدعم حزب “الإصلاح” أن خُمس هؤلاء الناخبين هم من الفئة المعتدلة التي كانت عادةً أقرب إلى الأحزاب الكبرى. وعلى الرغم من مواقفهم الإيجابية نسبيًّا تجاه الهجرة ودعمهم لدور أكبر للدولة، فإنهم يشعرون بخيبة أمل متزايدة تجاه قدرة الأحزاب التقليدية على تحسين حياتهم اليومية.
ويبدو أن هذه التوجهات لا تقتصر على الأطراف السياسية فقط، بل تعكس غضبًا متزايدًا في أوساط الناخبين الذين يتطلعون إلى تغيير حقيقي في سياسات الحكومة. ومع وجود شريحة كبيرة من الناخبين تشعر بالاستياء من الأوضاع الراهنة، باتت قناعة الكثيرين بأن “الإصلاح” قد يكون الخيار البديل أكثر وضوحًا.
هل ينجح ستارمر في استعادة ثقة الناخبين؟
وبحسَب الدراسة، فإن هذه التحولات تشير إلى دخول السياسة البريطانية حقبة جديدة من تعدد الأحزاب، حيث لم يعد التنافس محصورًا بين حزب العمال والمحافظين، بل بات هناك حضور متنامٍ لحزب “الإصلاح” على الساحة السياسية. وقد حذّر القائمون على الدراسة من أن استمرار هذا الاتجاه سيشكل تهديدًا كبيرًا لحزب العمال في حال إخفاق الحكومة في تحسين مستويات المعيشة والخدمات العامة التي وعد بها رئيس الوزراء كير ستارمر.
وتعكس هذه الدراسة تغيرًا جوهريًّا في المزاج السياسي البريطاني، ما يضع الأحزاب التقليدية أمام عقبات جديدة في استعادة ثقة الناخبين وتحقيق وعودها، وإلا فإن حزب “الإصلاح” سيواصل تسجيل مزيد من المكاسب في المشهد السياسي البريطاني.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇