دراسة: تصاعد الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا إلى مستوى قياسي في 2024

كشفت دراسة حديثة أجرتها منظمة Tell Mama، المعنية برصد جرائم الكراهية ضد المسلمين، عن ارتفاع حاد في حوادث الإسلاموفوبيا في المملكة المتحدة خلال عام 2024، حيث بلغ إجمالي الحالات المسجلة 6,313 حالة، بزيادة 43 في المئة عن العام السابق.
وأكدت المنظمة أن 5,837 حادثة تحققت منها، ما يعكس تصاعدًا غير مسبوق في الهجمات التي تستهدف المسلمين، سواء عبر الإنترنت أو في الأماكن العامة.
ووفقًا للتقرير، شهدت الاعتداءات المباشرة، بما في ذلك السلوك المسيء، والاعتداءات الجسدية، والتمييز، والتخريب، زيادة ملحوظة بنسبة 72 في المئة خلال العامين الماضيين، حيث سُجلت 3,680 حالة من هذا النوع. وأوضح التقرير أن معظم هذه الحوادث وقعت في الأماكن العامة مثل الشوارع والحدائق، بينما استهدف عدد أقل من الضحايا في أماكن العمل.
تحول في أنماط الاستهداف: الرجال أكثر عرضة للهجمات لأول مرة

في تطور لافت، أظهرت البيانات لأول مرة منذ تأسيس المنظمة في عام 2012 أن الرجال كانوا أكثر استهدافًا من النساء في حوادث الإسلاموفوبيا.
وربط التقرير بين تصاعد الكراهية ضد المسلمين وأحداث سياسية وأمنية شهدتها بريطانيا والعالم، أبرزها العدوان الإسرائيلي على فلسطين في غزة الذي اندلع في أكتوبر 2023، وجرائم القتل التي وقعت في ساوثبورت في يوليو من العام ذاته.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من نصف حوادث الإسلاموفوبيا عبر الإنترنت في 2024 حدثت بعد مقتل ثلاث فتيات في حصة رقص في ساوثبورت. وقد تفاقمت الأزمة بعد انتشار معلومات مغلوطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن هوية الجاني، ما أدى إلى اضطرابات مدنية في عدة مناطق بالمملكة المتحدة.
وكان أكسل روداكوبانا، البالغ من العمر 18 عامًا والمولود في كارديف لأبوين روانديين، قد أدين بتنفيذ الهجوم، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 52 عامًا على الأقل. ورغم وضوح الحقائق بشأن الجريمة، استغل البعض الحادثة لنشر خطاب الكراهية والتحريض ضد المسلمين.
دعوات لاتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة تصاعد الكراهية
دعت إيمان عطا، مديرة منظمة Tell Mama، إلى تحرك حكومي فوري ومنسق لمواجهة موجة الكراهية المتزايدة ضد المسلمين، مؤكدة أن “الإسلاموفوبيا باتت ظاهرة تؤثر على عدد متزايد من المسلمين البريطانيين في حياتهم اليومية، سواء على الإنترنت أو في الشوارع”.
وشددت على أهمية دور الشخصيات العامة ووسائل الإعلام في الحد من التصعيد، قائلة: “من الضروري أن يدرك أصحاب النفوذ مدى تأثير خطابهم على تشكيل الرأي العام، وتجنب استخدام لغة تعزز الصور النمطية الخاطئة أو تؤجج التوترات المجتمعية”.
الحكومة: الكراهية ضد المسلمين غير مقبولة وسنعمل على مكافحتها

من جهتها، أعربت الحكومة البريطانية عن قلقها إزاء نتائج التقرير، مؤكدة رفضها القاطع للهجمات والتمييز ضد المسلمين. وقال متحدث باسم الحكومة:
“الهجمات على المسلمين والكراهية ضدهم غير مقبولة تمامًا في مجتمعنا. نحن ملتزمون بالعمل على سد الفجوات بين المجتمعات وتعزيز التعايش، ونعمل بشكل وثيق مع المنظمات المجتمعية والجهات المعنية لمواجهة جميع أشكال الكراهية والعنصرية.”
وأكدت الحكومة أنها ستواصل دعم الجهود الرامية إلى مكافحة الإسلاموفوبيا وتعزيز التفاهم بين مكونات المجتمع البريطاني، في خطوة تهدف إلى الحد من التوترات المتزايدة وضمان بيئة أكثر أمانًا لجميع المواطنين.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇