دراسة: هل نرى بشكل أفضل عند خفض الموسيقى؟
تُعَد منصة تيك توك مصدرًا للأفكار المثيرة للجدل وغير التقليدية، ومن أمثلة ذلك ما يتداوله المستخدمون من أن حاسة البصر تؤثر على حاسة السمع، وحاسة السمع تؤثر على حاسة البصر. وقد يكون لوضع النظارات أو نزعها أثر إيجابي على السمع، وقد يؤثر تخفيض مستوى الصوت بشكل إيجابي على البصر. ويثير هذا الاعتقاد تساؤلات عن العلاقة المعقدة بين أعيننا وآذاننا، وما إذا كانت هذه الظواهر مثبتة علميًّا.
التفاعل بين الأعين والآذان
يُذكَر أن العديد من الأشخاص يخفضون صوت المذياع إذا كانوا يرغبون “بالرؤية بشكل أفضل” والتركيز على اتجاههم.
وفي هذا السياق قال اختصاصي البصريات، مالكولم ماكإيفر في (Leightons Opticians): “على الرغم من عدم فهمنا الكامل لهذه الظاهرة، فإن الارتباط المعتاد بين أعيننا وآذاننا قد لوحظ منذ العصور القديمة. وفي دراسة نُشِرت عام 2015 في (Scientific Reports)، كُشِف عن تأثير اتجاه النظر على السمع من خلال تقييم وضع المشاركين في غرفة مظلمة، سواء كانوا ينظرون مباشرة إلى المتحدث أو ينظرون إلى اتجاه آخر. وأظهرت الدراسة أن الدماغ يبذل جهدًا مضاعفًا لمعالجة الصوت عند تحويل النظر عن المصدر.
“وبصفة ملحوظة أظهر المشاركون ردود فعل أبطأ وزيادة في النشاط الدماغي عندما كانوا يحوّلون نظرهم، ما يشير إلى الجهد العقلي المتزايد في معالجة المحفزات السمعية. وتقدم هذه الدراسة أدلةً قويةً على أن أعيننا وآذاننا ليست مجرد أعضاء حسية منفصلة بل متصلة بشكل معقد. ويفترض الدماغ أن يكون ما نراه متناسبًا مع ما نسمع، وإذا كان هناك أي اختلاف، فيجب على الدماغ العمل بجد لفهمه”.
“ويفسر هذا سبب أن كثيرين يجدون صعوبة في السمع عندما لا يرتدون نظاراتهم، سواء كانوا يقرؤون شفاه الشخص الذي يتحدث إليهم أو عندما لا يدركون مصدر الصوت. إضافة إلى هذه الدراسة، تسلط أبحاث فنتريلوكويزم الحديثة الضوء على العلاقة المعقدة بين حواسنا”.
“يشار إلى أن فنتريلوكويزم الضوء هي الخدعة التي يظهر فيها الصوت كأنه يأتي من فم الدمية بدلًا من المتحدث الفعلي، وتُظهر هذه الطريقة كيف يدمج دماغنا المعلومات البصرية والسمعية. وفي دراسة أُجريت في عام 2019، أُعيد إنشاء هذا التباين عن طريق عرض الأمور على المشاركين في حين يُشغّلون أصواتًا من أماكن مختلفة.
تأثير العلاقة المعقدة بين الرؤية والسمع على حواسنا
“وأظهرت النتائج أن دماغنا يربط الصوت بالمكان الذي نرى فيه شيئًا، حتى لو كان ذلك غير دقيق، وهي ظاهرة تُعرَف باسم تأثير فنتريلوكويزم. وبعد التعرض لهذه الرؤية وسماع الأصوات المختلطة، يدرك دماغنا كيفية تحديد المصدر السمعي.
ويبرز هذا ترابط حاسة الرؤية بحاسة السمع، وأن الدماغ يعتمد على إشارات بصرية لمعالجة المعلومات السمعية بكفاءة.
إذن ففكرة نزع النظارات لتحسين السمع قد يكون لها أساس من الصحة. إذ إن الدراسات تشير إلى وجود ارتباط بين حاستي البصر والسمع، وقد لا يعزز نزع النظارات الإدراك السمعي كثيرًا، ولكنه يسمح للدماغ بالتركيز على حاسة السمع. وفي النهاية يظهر أن الترابط بين حواسنا يسهم إسهامًا بارزًا في تصورنا وتحسين التفاعل بين حاستَي البصر والسمع. ومن خلال تقليل الضوضاء وتحسين بيئتنا المحيطة، يمكن تعزيز كفاءة حاستي البصر والسمع.
فهل يمكن أن تكون هذه الاكتشافات مدعاة للتفكير بطريقة مختلفة بشأن كيفية تحسين تفاعلنا مع البيئة من حولنا؟ إن البحث المستمر في هذا المجال قد يسفر عن فهم أعمق للعلاقة بين حواسنا وكيفية تأثير بيئتنا على تفاعلاتنا الحسية.
وفي النهاية يتبين أن هناك ترابطًا واضحًا بين البصر والسمع، إذ يعتمد الدماغ على إشارات بصرية لمعالجة المعلومات السمعية بكفاءة. وتدعم الدراسات فكرة أن نزع النظارات يمكن أن يفيد حاسة السمع، وأن التنسيق الجيد لحواسنا يُسهِم إسهامًا بارزًا في تحسين تجربتنا الحسية. وبإدراك تفاعلات حواسنا، يمكن أن نعزز جودة حياتنا اليومية من خلال إدارة بيئتنا بطريقة أفضل.
المصدر ويلز
اقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇