قضت محكمة الاستئناف في مدينة مانشستر لمصلحة الطالبة الفلسطينية دانا أبو قمر، وألغت قرار الحكومة البريطانية بسحب تأشيرتها الدراسية وإبعادها عن البلاد، مؤكدةً أن وزارة الداخلية أساءت استخدام سلطتها في هذه القضية.
وجاءت القضية على خلفية مشاركة دانا أبو قمر في تجمع لدعم فلسطين بمدينة مانشستر، حيث أدلت بتصريح أثار جدلًا واسع النطاق، إذ قالت: “نحن فخورون حقًّا بما حدث”، ما جعلها عرضةً لانتقادات شديدة. وأوضحت لاحقًا في مقابلة مع شبكة (BBC) أن تصريحاتها فُهمت على نحو خاطئ، منبّهة إلى أن “مقتل أي مدني بريء يجب ألا يُقبل أبدًا”.
محكمة مانشستر تنصف دانا أبو قمر وتلغي قرار ترحيلها
وفي قرارها أكدت القاضية ميلاني بليمير أن وزارة الداخلية قد انتهكت حقوق دانا أبو قمر، التي تحمل الجنسيتين الكندية والأردنية، في حرية التعبير من خلال إلغاء تأشيرتها. وأشارت إلى أن الطالبة لم تكن تنوي دعم العنف ضد المدنيين. وذكرت المحكمة أن شهادة دانا أبو قمر ركزت على إيمانها بضرورة سعي الفلسطينيين لنيل حقوقهم بطرق قانونية، معتبرةً أن أي مقاومة يجب أن تكون ضمن إطار القانون.
وعلقت دانا أبو قمر على الحكم بقولها: إن “العدالة قد تجلّت”، مضيفة: إن هذا القرار يعزز حق الفلسطينيين في الدفاع عن قضيتهم الوطنية، ويمنع الخلط بين الدعم السياسي المشروع والتهم بالإرهاب. كما أعربت عن أملها في أن يدعم هذا الحكم المدافعين عن القضية الفلسطينية، وبخاصة في ظل الإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة، والتي فقدت فيها دانا أبو قمر 15 شهيدًا من أسرتها.
محكمة الاستئناف في مانشستر تلغي قرار ترحيل الطالبة دانا أبو قمر
وكانت وزارة الداخلية البريطانية قد ألغت تأشيرة دانا أبو قمر العام الماضي لأسباب تتعلق “بالأمن القومي”، مستندةً إلى تدخل الوزير السابق للهجرة، روبرت جينريك، الذي أحال قضيتها إلى وحدة القضايا الخاصة. وأظهرت وثائق المحكمة أن الوزارة اعتمدت على استشارات من وحدات الأمن الداخلي، ويشمل ذلك وحدة البحث والمعلومات، التي لم تجد أي تهديد مباشر من وجود دانا أبو قمر في بريطانيا.
وقالت دانا أبو قمر في تصريحها للمحكمة: “زعمت وزارة الداخلية أن وجودي يهدد الأمن القومي، مدعيةً أن تصريحاتي تدعم آراءً متطرفة. لكنني مجرد طالبة شابة في سن الـ19، أدرس وأدعم حملات العدالة الاجتماعية وأدافع عن حقوق الإنسان”.
وفي ختام تصريحاتها، شكرت دانا أبو قمر مركز الدعم القانوني الأوروبي وفريقها القانوني، وأصدقاءها وعائلتها الذين ساندوها خلال هذه القضية التي أصبحت مثالًا على حق الفلسطينيين في التعبير عن قضاياهم والدفاع عن حقوقهم القانونية والإنسانية.