خطة لتحويل شارع أوكسفورد إلى وجهة تسوق خالية من السيارات
شهد شارع أوكسفورد في لندن يوم الأحد تجربة غير مسبوقة تمثلت في حظر حركة المركبات على امتداد نصف ميل من الطريق، بين محطة أوكسفورد سيركس وشارع أوركارد، وذلك من الساعة الثانية عشرة ظهرًا وحتى الثامنة مساءً، ضمن فعالية حملت اسم “هذا هو شارع أكسفورد”.
تصريحات عمدة لندن

وأكد عمدة لندن صادق خان، الذي حضر الفعالية، أن الشارع كان “رائعًا” في الماضي، إلا أنه يعاني منذ فترة من حالة “تراجع مُدار”. وأوضح أن التحول الكبير في سلوك المستهلكين نحو التسوق الإلكتروني والمراكز التجارية البعيدة، إلى جانب مغادرة متاجر كبرى، ثم تداعيات جائحة كورونا، كلها عوامل أسهمت في هذا التراجع.
وأشار خان إلى أن التجربة الأخيرة تمثل “لمحة عن المستقبل”، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالمساحات المخصصة للمشاة، بما يسهم في زيادة عدد الزوار والإنفاق، ويجعل من الشارع مكانًا مثاليًا للتسوق والترفيه وإقامة الفعاليات الخارجية. وقال: “هذا اليوم سيُسجَّل في التاريخ باعتباره اليوم الذي بدأ فيه القتال لإنقاذ هذا الشارع.”
خطط موسعة للمشاة
وكشف العمدة عن خطة مستقبلية لحظر المركبات على امتداد أطول يصل إلى 0.7 ميل بين أوكسفورد سيركس وماربل آرتش، مع إمكانية إدخال تغييرات إضافية تمتد باتجاه طريق توتنهام كورت. وأكد أن المقترحات التفصيلية المتعلقة بخطة المشاة ستُطرح للاستشارة العامة في وقت لاحق من هذا العام.
ردود فعل السكان

وفيما أبدى بعض السكان مخاوفهم بشأن الازدحام وإمكانية الوصول، شدد خان على تفهمه لهذه المخاوف، مؤكداً أن السلطات استشارت السكان بالفعل، وستواصل التعاون مع المجتمع المحلي والجهات المختلفة. وأضاف: “سنعمل مع السكان والمجلس المحلي، وكذلك مع تجار التجزئة ومالكي الأراضي، لضمان إعادة هذا الشارع إلى مجده السابق.”
تجارب مشابهة في لندن
وأشار العمدة أيضًا إلى تجارب سابقة في العاصمة لتحويل مناطق إلى ممرات مشاة، مثل المنطقة المحيطة بسومرست هاوس، إضافة إلى دعم أنشطة تناول الطعام في الهواء الطلق خلال الصيف الماضي. كما أكد استمرار التنسيق مع الحكومة للحصول على مزيد من الصلاحيات المتعلقة بالتراخيص، مشدداً على أهمية قطاعي الضيافة والتجزئة للاقتصاد المحلي ولجاذبية لندن كوجهة سياحية وتجارية.
الأهمية الاقتصادية لشارع أوكسفورد
يُعد شارع أوكسفورد واحدًا من أكثر مناطق التسوق ازدحامًا في العالم، إذ يستقطب نحو نصف مليون زائر يوميًا. وكانت محاولة سابقة لتحويل جزء منه إلى ممر مشاة قد أُجهضت عام 2018 من قبل مجلس مدينة وستمنستر المحافظ آنذاك. أما الآن، فإن نجاح الخطة يعتمد على موافقة الحكومة على إنشاء “مؤسسة تطوير تابعة للعمدة” تمنحه صلاحيات تخطيطية جديدة، مع استهداف بدء عملها مطلع العام المقبل.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن خطة تحويل شارع أوكسفورد إلى وجهة خالية من السيارات تمثل خطوة جريئة وضرورية لإعادة إحياء أحد أهم شوارع التسوق في لندن. فالمساحات المخصصة للمشاة تعزز تجربة الزوار وتدعم التجارة المحلية، كما أنها تسهم في تقليل التلوث والازدحام.
ومع ذلك، تؤكد المنصة على أهمية إشراك السكان وأصحاب المتاجر في صياغة الخطة النهائية، لضمان التوازن بين مصالح المجتمع المحلي والهدف الأوسع المتمثل في إعادة المكان إلى مجده السابق كمركز عالمي للتسوق والترفيه.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
