خطأ في خريطة إسرائيل يتسبب بـ318 شكوى ضد برنامج “صباح الخير بريطانيا”

تلقّى برنامج “صباح الخير بريطانيا” (Good Morning Britain) الذي يُعرض على قناة ITV أكثر من 318 شكوى أُرسلت إلى هيئة تنظيم البث البريطانية أوفكوم (Ofcom)، بعد عرض خريطة خاطئة خلال تغطية للصراع في فلسطين المحتلة في 19 يونيو الماضي.
وقد أكّدت متحدثة باسم Ofcom لصحيفة The Mirror أن هذه الشكاوى جاءت ردًا على خريطة عرضها البرنامج بشكل غير دقيق، حيث ظهرت هضبة الجولان على أنها جزء من “إسرائيل”، في تجاهل واضح للواقع القانوني والسياسي للمنطقة.
تُعد هضبة الجولان منطقة تقع في الركن الجنوبي الغربي من سوريا، وتحدّها فلسطين ولبنان والأردن. وتُصنّف دوليًا، بما في ذلك من قبل الحكومة البريطانية، على أنها أرض سورية محتلة.
وقد ظهر الخطأ خلال تقديم الإعلامية رانفير سينغ للمراسل ريتشارد جيسفورد الذي كان يبثّ تحديثات مباشرة من تل أبيب، حيث استُخدمت خريطة تُظهر الجولان ضمن حدود “إسرائيل”، ما أثار موجة غضب عارمة بين المشاهدين.
غضب واسع على وسائل التواصل
سرعان ما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا من البث، وأرفقوها بانتقادات شديدة اللهجة للبرنامج.
فقد كتب أحد المشاهدين: “قرار مجلس الأمن رقم 497 ينص على أن ضم إسرائيل للجولان لاغٍ وباطل ولا يترتب عليه أي أثر قانوني دولي. الجولان أرض سورية، ولا تعترف بضمّها سوى دولتين فقط: إسرائيل والولايات المتحدة. فلماذا يُصرّ برنامج GMB على إظهارها كجزء من إسرائيل؟”
وأضاف آخر: “البرنامج يعرض صورًا تُظهر زورًا أن الجولان – وهي أراضٍ سورية قانونيًا – تابعة لإسرائيل! إسرائيل تحتل هذه الأرض بشكل غير قانوني أيضًا.”
وغرّد ثالث بغضب: “تغطية مقززة ومضلّلة من @GMB وتحريف كامل لحقيقة الجولان.”
اعتذار متأخر وتصحيح على الهواء
وعقب الانتقادات الواسعة، قدّم شون فليتشر، أحد مقدمي البرنامج، اعتذارًا رسميًا للمشاهدين في نشرة إخبارية في اليوم التالي.
وقال: “أمس عرضنا خريطة تتضمّن هضبة الجولان كجزء من إسرائيل. نُودّ التوضيح بأن الحكومة البريطانية تعتبر الجولان أرضًا محتلة، ولا تعترف بضم إسرائيل لها. نحن سعداء بتصحيح هذا الخطأ.”
تعتبر منصة “العرب في بريطانيا (AUK)” أن الخطأ الذي ارتكبه برنامج صباح الخير بريطانيا لا يمكن اعتباره مجرد زلة تقنية، بل يُعدّ انحرافًا خطيرًا عن المعايير المهنية في التغطية الإخبارية، خاصة حين يتعلق الأمر بقضية سياسية وقانونية بحجم احتلال هضبة الجولان.
وترى المنصة أن تكرار عرض خرائط تُضفي شرعية زائفة على احتلال غير معترف به دوليًا، يُساهم في تضليل الرأي العام البريطاني، وتطبيع الرواية الإسرائيلية على حساب الحقيقة التاريخية والحقوق المشروعة للشعوب.
وفي الوقت ذاته، تُشيد AUK بتزايد وعي الجمهور البريطاني، عربيًا وغير عربي، الذي بات أكثر تيقظًا وغضبًا إزاء هذه التجاوزات الإعلامية، كما ظهر في سيل الشكاوى المقدمة إلى Ofcom. وهو ما يؤكد أن الرأي العام لم يعد صامتًا أمام محاولات تشويه الحقائق، وأن الرقابة الشعبية باتت قوة ضغط حقيقية تدفع الإعلام إلى تصحيح مساره والعودة إلى المهنية.
المصدر: ديلي ميرور
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇