أعلنت الحكومة البريطانية عن إطلاق خدمة رقمية جديدة ضمن هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في إنجلترا، تهدف إلى تسريع الوصول إلى الأطباء وتقليل فترات الانتظار الطويلة في المستشفيات. ويأتي هذا الإعلان في إطار جهود حزب العمال لتقديم خدمات صحية أكثر سهولة وراحة للمرضى، عبر الاستشارات الطبية الافتراضية من المنزل.
كيف تعمل الخدمة؟

ستتاح الخدمة لبعض المرضى فقط، وفقًا لما أوضحه وزير الصحة، ويس ستريتنج، وذلك للمرضى الذين يعانون من حالات محددة يمكن متابعتها عن بُعد بأمان وملاءمة. عبر تطبيق NHS، يمكن للمريض تلقي الاستشارة الطبية، ليتم بعدها إما وصف خطة علاجية أو توجيهه لإجراء فحوصات إضافية في مركز تشخيص مجتمعي.
يُتوقع أن توفر الخدمة الجديدة ما يصل إلى 8.5 مليون موعد واستشارة خلال السنوات الثلاث الأولى، أي أربعة أضعاف المتوسط في أي مؤسسة صحية، مع تعزيز قدرة المرضى على اختيار نوع الرعاية والتحكم فيها.
تجارب ناجحة في بعض المستشفيات
أشارت الوزارة إلى نجاح تجربة النظام في مستشفى جامعة ساوثامبتون مع مرضى التهاب الأمعاء المزمن، حيث أدى اعتماد المتابعة الافتراضية إلى تخفيض 73% من المواعيد الخارجية بقيادة الاستشاريين، وإدارة أكثر من 75% من المرضى افتراضيًا، وتقليص فترات الانتظار بنسبة 58%.
كما طبّق برنامج مشابه في مستشفيات Barking وHavering وRedbridge، حيث أتيح فرز افتراضي لـ 99% من التحويلات إلى عيادة الكسور خلال 48 ساعة، مما مكّن 79% من المرضى من الاستشارة عن بُعد، و82% من الخروج دون الحاجة لموعد وجهًا لوجه.
أبرز المزايا

- تسريع الوصول إلى الأطباء وتقليل قوائم الانتظار الطويلة.
- توفير الراحة للمرضى بإمكانية تلقي الاستشارات من المنزل أو المكتب.
- تحرير مواعيد وجهًا لوجه للمرضى الذين يحتاجون إليها بشكل عاجل.
- إدارة فعّالة للأعداد الكبيرة من المرضى عبر الفرز الرقمي.
التحديات والعيوب
رغم الإيجابيات، يشير الخبراء إلى عدة تحديات محتملة:
- قلة الأطباء المتاحين للعمل على الخدمة الجديدة، في ظل ضغط العمل على النظام الصحي.
- ضرورة محاكاة دور أطباء الرعاية الأولية في إحالة المرضى للاختصاصيين وإدارة المخاطر.
- مخاوف من تأثير الخدمة على كبار السن أو من لا يمتلكون قدرة رقمية كافية، ما قد يحد من استفادتهم.
- الحاجة إلى دمج التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والأجهزة القابلة للارتداء لضمان فعالية الخدمة.
الخدمات وجهًا لوجه ستظل متاحة
أكدت NHS أن المواعيد التي تتطلب فحصًا جسديًا، مثل فحوصات النساء والولادة، وفحوصات الأطفال، ومراجعات أمراض مزمنة مثل الربو والسكري، ستظل متاحة كما هي. بينما ستقدم المواعيد الرقمية فقط عند التأكد من سلامتها وفعاليتها سريريًا.
تعد خدمة المستشفيات الرقمية الجديدة خطوة مهمة نحو تحديث النظام الصحي في بريطانيا، لكنها تحتاج إلى وقت طويل لتصبح جزءًا أساسياً من تجربة المرضى. ويعتبر الخبراء أن الاستثمار في هذه التقنية يمثل مستقبل NHS، خصوصًا في وقت يطالب فيه الموظفون بتحسينات عاجلة للخدمة.
المصدر: inews
إقرأ أيضًا: