خبراء يحذرون من تنامي خطر الفيضانات المحتملة في مدينة لندن
الخبراء يحذرون من مخاطر الاعتماد على نظام قنوات الصرف القديمة، ومن نقص الموارد، والوعي بتلك المخاطر
نبّه الخبراء في مدينة لندن من تداعيات الأمطار و الفياضات المحتملة بسبب الأحوال الجوية الأخيرة. ويقول تقرير صدر في هذا الشهر عن فرقة العمل التابعة لمجلس لندن: إن خطورة الوضع تكمن في غياب خطة أو هيئة كاملة للتعامل مع مخاطر الفياضات في المدينة.
وفي تحليل للفوضى العارمة التي سادت مدينة لندن عدة مرات في تموز/ يوليو الماضي بسبب الأمطار الغزيرة، قالت فرقة العمل: إن المدينة شهدت حينها على مدار أيام هطولًا لأمطار يفوق معدلها في الساعة الواحدة معدل الأمطار في شهر! على سبيل المثال: وصل معدل الأمطار في “Shepherd’s Bush” يوم 12 تموز/ يوليو إلى 48.5 ملم في ساعة واحدة، في حين كان معدل الأمطار في ذلك الشهر 46.8 ملم.
وقد غمرت المياه حينها أكثر من ألف منزل، و محطات مترو الأنفاق في جميع أنحاء لندن، وأُغلِقت المستشفيات نتيجة الفيضانات التي سببها الاحتباس الحراري. وتعيش لندن الآن خطرًا مماثلًا؛ بسبب التداعيات المحتملة لفيضانات المياه السطحية.
غياب خطة شاملة للتعامل مع الفيضانات
كما قدمت فرقة العمل – وهي مجموعة متعددة الأحزاب تمثل 32 منطقة في العاصمة ومدينة لندن – تقريرها إلى مجالس لندن في وقت سابق. وأظهر التقرير أن أسوأ آثار للفيضانات شوهدت في شمال وشرق المدينة، مضيفًا أنه لم يكن واضحًا “إذا كان السكان في المناطق المعرضة للخطر يدركون حقًّا مستوى المخاطر التي يواجهونها الآن، وكيفية التعامل معها”.
و سلّط بوب وارد نائب رئيس شركة لندن لتغير المناخ الضوءَ على هذه النقطة. وقال لصحيفة the Observer: “هناك خطر حقيقي الآن يتمثل في امكانية غرق الناس لدى حدوث فيضان كبير ومفاجئ في منتصف الليل، وخصوصًا في شقق الطوابق السفلية. كما أن هذه المشكلة تدعو إلى قلق كبير؛ لأنه ليس لدينا أيّ فكرة عن عدد الأشخاص الذين يعيشون في الطوابق السفلية وفي الأقبية في لندن”.
كما حذر التقرير من أن “لندن لديها مناطق واسعة تفتقر الى مجاري الصرف، ولا تزال تعتمد بشكل أساسي على نظام الصرف الفيكتوري الذي لم يُصمَّم ليجاري شكل المدينة الجديد وسكانها الحاليين”. وسلط التقرير الضوء على حقيقة عدم وجود منظمة واحدة مسؤولة عن معالجة فيضانات المياه السطحية في لندن؛ فلم يكن هناك تمويل كافٍ لإدارة المخاطر، إلى جانب الافتقار إلى فهم المخاطر التي تشكلها فيضانات المياه السطحية. هناك حاجة ماسة إلى إجراء تحسينات كبيرة في كل هذه المجالات إذا أرادت المدينة التعامل بنجاح مع الفيضانات في المستقبل.
ويدور الحديث عن الخطر الذي يواجه المدينة عندما يعمد علماء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) إلى إعداد المسودة النهائية لتقرير يحدد كيفية تعامل الدول وتكيُّفها من أجل تجنُّب الآثار التي تخلفها أسوأ العواصف وأنماط الطقس المتغيرة التي ستحدث في السنوات القادمة.
وقد نشرت الحكومة الشهر الماضي تقييمها الثالث – الذي يُجرَى كل خمس سنوات – للمخاطر التي تواجهها بريطانيا بسبب تغير المناخ، وتوقعت مستقبل الاضطرابات الشديدة وآثارها المكلفة. وقد أشار التقرير إلى أن أزمة المناخ من المرجح أن تضرب 1 في المئة على الأقل من اقتصاد المملكة المتحدة سنويًّا بحلول عام 2045 إذا استمر ارتفاع درجات الحرارة عالميًّا بمعدل درجتين مئويتين (3.6 فهرنهايت).
وحذر التقرير من أن تكون التكلفة المحتملة لنقص إنتاج الغذاء واضطراب البنية التحتية أكثر من مليار باوند سنويًّا لكل منهما.
في حين ردّت مجموعات البيئة على تقرير الحكومة بالإلحاح على الوزراء لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي تعريض البلاد لمخاطر تغير المناخ قدر الإمكان.
وبدوره قال دوج بار مدير السياسات في منظمة Greenpeace UK: “”يوضح هذا التقرير أن الزيادات الطفيفة في درجات الحرارة عالميًّا سيكون لها تأثيرات عميقة في كل جوانب حياتنا”. “لم يَعد مجرد الاعتماد على التكيُّف فكرة صحيحة. يجب أن تضطلع الحكومة بكامل مسؤولياتها نحو العمل الجاد لتقليص مخاطر التغير المناخي الى حدها الادنى.
الرابط المختصر هنا ⬇