العرب في بريطانيا | طالب بريطاني يحوّل كرة القدم إلى صرخة تضامن مع غزة

1447 محرم 11 | 07 يوليو 2025

طالب بريطاني يحوّل كرة القدم إلى صرخة تضامن مع غزة

final_image_682eeef5242e66.46256430
مروة كنيفد May 22, 2025

اختار حيدر، الطالب في جامعة شيفيلد، أن يخوض تحديًا شخصيًا استثنائيًا: أداء مئة ألف رفعة كرة (kick-ups) بهدف جمع التبرعات لأهالي غزة. مبادرته، التي أطلق عليها اسم (أهداف لأجل غزة) “Goals 4 Gaza”، تتجاوز مجرد جمع الأموال؛ إذ تسعى إلى تعزيز الوعي، وترسيخ روح التضامن مع الفلسطينيين الذين يرزحون تحت وطأة الاحتلال.

وحين سُئل عن مصدر الإلهام لهذا التحدي، أوضح حيدر أن الدافع كان تجربة شخصية تركت في نفسه أثرًا عميقًا؛ إذ زار الضفة الغربية في عام 2023، قبل اندلاع أحداث 7 أكتوبر بشهر واحد فقط. وقد تحدّث بشغف عن الكرم الاستثنائي الذي لقيه خلال رحلته القصيرة التي امتدت خمسة أيام، وكيف بدّلت هذه الرحلة نظرته جذريًا.

قال: “هناك لحظة واحدة لن أنساها ما حييت. في آخر يوم لي في القدس، ذهبت إلى المقهى الصغير ذاته الذي اعتدت ارتياده كل ليلة بعد صلاة العشاء. وعندما أخبرت صاحب المقهى بأنني لن أعود في اليوم التالي لأني سأغادر إلى بلدي، اقترب منّي، وعانقني، ثم قال: “حين تعود إلى وطنك، أخبر الناس عنا… أخبرهم بقصتنا”.

تلك اللحظة العابرة، بما حملته من صدق وإنسانية، كانت كفيلة بإشعال شرارة داخل حيدر. لقد أدرك أن دعم فلسطين لا يقتصر على المال، بل يتجاوز ذلك إلى حمل الرواية، وتثقيف الآخرين، ونقل الحقيقة إلى من لا يعرفها.

وبعد عودته إلى بريطانيا، أسّس حيدر حملة “Goals 4 Gaza”، التي تمزج بين التحديات البدنية والمبادرات التوعوية. وعلى مدى السنوات الماضية، ظل يزيد من حجم التحدي تدريجيًا؛ فبدأ بـ12 ألف رفعة خلال فترة الإغلاق في جائحة كورونا، وبثّها مباشرة من غرفته، ثم رفع العدد إلى 20 ألف، ثم 25 ألف، ثم 30 ألف، واليوم، في عامه الدراسي الأخير، يخوض تحديه الأكبر: 100 ألف رفعة.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by Goals 4 Gaza (@goals_4_gaza)

لكن المبادرة لم تظل حبيسة الأرقام. فقد تطوّرت لتصبح منصة للتوعية، حيث ينظّم حيدر وفريقه محاضرات في الجامعات، لتعريف الطلاب بتاريخ القضية الفلسطينية وسياقها، وحثّهم على التفكير النقدي والتفاعل الواعي. يقول: “أنا مؤمن أن التغيير الحقيقي يبدأ من التعليم. كثيرون يدعمون فلسطين، لكنهم لا يعرفون الخلفيات التاريخية. وإن تمكنت من إقناع شخص واحد بزيارة فلسطين، أو جعله أكثر وعيًا من خلال كلمة قلتها، فحينها سأشعر أنني أوفيت بوعدي لأهلها”.

ورغم ضخامة التحدي هذا العام، إلا أن حيدر يرى أن التحدي الأكبر كان لوجستيًا. “الاتحاد الطلابي قدم لنا دعمًا جيدًا، ولم نواجه عراقيل كبيرة، لكن التحدي الحقيقي كان في تأمين عدد كافٍ من المتطوعين، والحفاظ على الزخم المعنوي”.

وبينما كان يسترجع مشاهد رحلته إلى الضفة الغربية، تحدّث حيدر عن لقائه بشاب فلسطيني في مثل سنه تمامًا—23 عامًا—لكن بينهما فارقٌ جوهري: يقول حيدر “قال لي ذلك الشاب إنه لكي يصلي في المسجد الأقصى، عليه عبور عدة حواجز عسكرية. حينها صدمتني الحقيقة: أنا القادم من أقصى الأرض، أتمكّن من الدخول بحرية بجواز سفري البريطاني، بينما هو، المولود هناك، يضطر لتجاوز المعاناة من أجل أبسط حق… الصلاة. هذا غير عادل. علينا أن نكون صوتًا لمن لا صوت له. من واجبنا أن نحمل مسؤولية التعريف بحقيقتهم، وأن ننقل معاناتهم إلى العالم”.

وعندما سُئل حيدر عن الرسالة التي يود توجيهها إلى شعب غزة وفلسطين، ساد الصمت لحظة، ثم قال وهو يتنهد: “هذا سؤال صعب جدًا… لا أظن أن هناك كلمات تكفي. أفكارنا ودعواتنا معهم دائمًا”.

وختم حديثه بالقول: “قد يكون هذا آخر تحدٍّ لي كطالب، لكنني أرجو ألا يكون آخر ما أقدّمه لفلسطين، إن شاء الله”.

 


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
9:34 pm, Jul 7, 2025
temperature icon 18°C
overcast clouds
57 %
1014 mb
7 mph
Wind Gust 17 mph
Clouds 100%
Visibility 10 km
Sunrise 4:52 am
Sunset 9:18 pm