خارج السيطرة: حوادث مأساوية تكشف الجانب المظلم للذكاء الاصطناعي
لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة تُستخدم للإنتاجية أو الترفيه، بل تحوّل في بعض الحالات إلى مصدر تهديد للصحة النفسية وللسلامة العامة. تقارير بريطانية حديثة، أبرزها ما نشرته صحيفة التلغراف، أثارت الجدل بعد تسليط الضوء على سلسلة من الحوادث المأساوية المرتبطة بتفاعل أفراد مع روبوتات المحادثة، وعلى رأسها ChatGPT، ما دفع خبراء للتحذير من “انزلاق نفسي خطير” قد تسببه هذه التقنيات.
“ذهان الذكاء الاصطناعي”.. ظاهرة تثير القلق
بحسب أبحاث وتقارير موثّقة، برزت ظاهرة أطلق عليها اسم “ذهان روبوت المحادثة”، حيث طوّر بعض المستخدمين أوهامًا بأن هذه الأنظمة واعية أو تمتلك رسائل خفية. بعض الحالات سجّلت تطور الأمر إلى سلوك خطير، من بينها حادثة فرد في بريطانيا حاول اغتيال الملكة بعد تأثره بدردشة مع تطبيق ذكي.
خبراء الصحة النفسية يحذّرون من أن التصميم التفاعلي لهذه الروبوتات، خاصة تلك التي تُقدّم نفسها كـ”رفيق افتراضي”، قد يعزّز الهواجس والأفكار الوهمية بدلًا من معالجتها أو الحد منها.
شركات التكنولوجيا تحت المجهر
مع تزايد هذه الحوادث، تتعرض شركات التكنولوجيا لضغوط متصاعدة من أجل تعزيز آليات الحماية وضمان ألا تُسهم خوارزمياتها في تثبيت الأوهام أو التحريض على سلوك ضار. بعض التحديثات الحديثة في النماذج، مثل GPT-4o، وُصفت بأنها “مفرطة في المهادنة” لدرجة قد تؤدي إلى تعزيز مشاعر الغضب أو الشكوك لدى المستخدمين.
في المقابل، تواصل الشركات المطوّرة الدفاع عن منتجاتها، مشيرة إلى أنها تضع ضوابط تقنية وأخلاقية، إلا أن النقاش العام يتسع حول الحاجة إلى تشريعات واضحة تحمي الأفراد من المخاطر النفسية المحتملة لاستخدام هذه التطبيقات.
بينما يواصل الذكاء الاصطناعي التغلغل في تفاصيل الحياة اليومية، تكشف هذه الحوادث أن الوجه المشرق للتكنولوجيا يخفي وراءه جانبًا مظلمًا يحتاج إلى رقابة صارمة. في العرب في بريطانيا (AUK) نرى أن الوقت حان لطرح نقاش مجتمعي وقانوني جاد، لا يقتصر على جدوى هذه الأدوات، بل يتناول أيضًا مسؤولية الشركات والدول في حماية الإنسان من آثارها النفسية والاجتماعية. فالتكنولوجيا إذا خرجت عن السيطرة، قد تتحوّل من وسيلة للتقدم إلى أداة خطر تهدد حياة البشر
المصدر: تلغراف
إقرأ أيّضا
عاصفة مطرية تجتاح بريطانيا: هل ستتأثر منطقتك بالعاصفة القادمة؟
بريطانيا تستعد لاستقبال أول دفعة من أطفال غزة لتلقي العلاج “خلال أسابيع”
السودان: حصار الفاشر يضع مئات الآلاف بين خيار الهروب أو الموت جوعًا
الرابط المختصر هنا ⬇