حملة ضرائب صارمة على حسابات التوفير.. ما الذي تعنيه القواعد الجديدة؟

أعطت وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز الضوء الأخضر لتطبيق قواعد جديدة تشدد الإجراءات الضريبية على حسابات التوفير، في خطوة تسعى إلى تمكين هيئة الضرائب البريطانية (HMRC) من تحصيل الضرائب المستحقة على دخل المدخرات بطريقة أكثر كفاءة.

ووفق الخطة، ستبدأ البنوك بمشاركة بيانات مشتركيها مع الهيئة، بما يتيح اقتطاع الضرائب المستحقة على الفوائد مباشرة من رواتب بعض الأشخاص.

اقتطاع مباشر من الرواتب

بموجب التغييرات الجديدة، قد يشهد المدخرون مستقبلًا اقتطاع الضريبة على الفوائد مباشرة من رواتبهم، وهو ما يأتي ضمن مسعى وزارة الخزانة لتسهيل عملية التحصيل الضريبي.

وتشير التقديرات إلى أن هناك نحو 300 ألف شخص إضافي -مقارنة بما كان عليه الوضع قبل خمس سنوات- تجاوزوا الحد الذي يفرض عنده دفع هذه الضريبة.

حاليًّا يتمتع دافعو الضرائب من الشريحة الأساسية بإعفاء شخصي قدره 1000 باوند من دخل الفائدة، في حين ينخفض الإعفاء إلى 500 باوند لأصحاب الشريحة العليا، ويُلغى تمامًا للشريحة الإضافية.

كما يوجد إعفاء ابتدائي بقيمة 5 آلاف باوند، لكنه يتناقص تدريجيًّا مع ارتفاع الدخل ويُلغى كليًّا لمن تتجاوز رواتبهم السنوية 17,570 باوند.

ومع ارتفاع الأجور، دفع ما يُعرف بـ”السحب المالي” الكثيرين إلى شرائح ضريبية أعلى، ما قلّص الإعفاءات وزاد من احتمالات مواجهة فواتير ضريبية مفاجئة.

توصيات لتجنب الفواتير المفاجئة

ينصح الخبراء بالاستفادة من حسابات التوفير المعفاة من الضرائب (Cash ISA) بوصفها خيارًا أساسيًّا للادخار، إذ تُعفى جميع الأرباح فيها من الضريبة، مع حد سنوي يبلغ 20 ألف باوند للشخص الواحد عبر جميع أنواع الـISA، ويشمل ذلك حسابات الاستثمار أو الحسابات المخصصة للتقاعد أو شراء المنزل الأول.

ووفق تقديرات شركة (AJ Bell)، سيحقق البريطانيون هذا العام نحو 20 مليار باوند من الفوائد على حسابات التوفير غير المعفاة، فيما تتوقع هيئة الضرائب جمع أكثر من 6 مليارات باوند من هذه الأرباح.

وسترسل الهيئة خطابات إلى الأشخاص الذين ستُعدل رموزهم الضريبية، ما قد يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في صافي رواتبهم.

تغيّر المشهد المالي

توضح لورا سوتر، مديرة الشؤون المالية الشخصية في شركة (AJ Bell)، أن “سنوات طويلة مضت دون أن يفكر معظم المدخرين في دفع ضرائب على الفوائد، لكن ارتفاع أسعار الفائدة، وتجميد حدود الشرائح الضريبية، وارتفاع المداخيل، وإهمال حسابات الـISA، أدت إلى دخول كثيرين في نطاق الضريبة للمرة الأولى”.

وأضافت أن العاملين بنظام (PAYE) ستُقتطَع الضرائب منهم تلقائيًّا بعد تعديل رموزهم الضريبية، ما قد يسبب صدمة لبعضهم عند ملاحظة انخفاض رواتبهم.

وبحسَب صحيفة “التليغراف”، ستلتزم البنوك ابتداء من عام 2027 بطلب أرقام التأمين الوطني من أصحاب حسابات التوفير، وإرسالها مباشرة إلى هيئة الضرائب.

ومع تحول هذه القواعد إلى قانون -في العام المقبل بحسَب التوقعات- لن يُطلب من أصحاب الحسابات أي إجراءات إضافية، إلا في حال صدور تغييرات جديدة.

عقبات تقنية وتكاليف

تشير التقارير إلى أن نحو 20 في المئة من بيانات الفوائد التي تصل إلى هيئة الضرائب حاليًّا تكون “غير مقروءة”، ما يمنع التحصيل التلقائي.

وتقدر الحكومة أن تنفيذ التغييرات سيكلف 35 مليون باوند، فيما ستتحمل البنوك نفقات كبيرة لإجراء التعديلات التقنية اللازمة.

هذا وقال المتحدث باسم هيئة الضرائب: إن “هذه الإصلاحات ستسهل على أصحاب الحسابات سداد ضرائبهم بطريقة صحيحة من المرة الأولى، ويشمل ذلك الضريبة على دخل المدخرات، عبر تحسين القدرة على مطابقة بيانات الطرف الثالث مع سجلات دافعي الضرائب، كما ستساعد على منع الأخطاء والاحتيال لمصلحة الأغلبية”.

نصائح حول التغييرات الضريبية على حسابات التوفير

مع دخول القواعد الجديدة حيز التنفيذ التي تشدد الإجراءات الضريبية على حسابات التوفير في بريطانيا، تقدم منصة العرب في بريطانيا (AUK) مجموعة من النصائح للمدخرين لضمان إدارة مالية أكثر ذكاءً وتفادي المفاجآت:

• الاستفادة من حسابات التوفير المعفاة من الضرائب (Cash ISA):
  ننصح جميع المدخرين بالتركيز على حسابات الـISA، التي تسمح بجني الأرباح والفوائد دون أي ضرائب، مع حد سنوي يصل إلى 20 ألف باوند. هذا الخيار هو الأفضل للحفاظ على مدخراتك وتنميتها دون القلق من الضرائب المفاجئة.

• مراجعة وضعك الضريبي بانتظام:
  مع ارتفاع الأجور وتجمد حدود الشرائح الضريبية، قد تنتقل إلى شريحة ضريبية أعلى غير متوقعة، ما يقلص الإعفاءات ويزيد من الضرائب على دخل الفوائد. لذلك، من المهم مراجعة رموزك الضريبية بانتظام والتأكد من دقتها لتجنب الاقتطاعات غير المتوقعة.

• التخطيط المالي والاستعداد لتغييرات الراتب:
  القواعد الجديدة قد تؤدي إلى انخفاض في صافي الرواتب بسبب اقتطاع الضرائب مباشرة على الفوائد. لذا ننصح بوضع ميزانية مالية تسمح لك بالتكيف مع هذا التغيير وعدم التعرض لصدمات مالية مفاجئة.

• التواصل مع البنك ومتابعة الرسائل الرسمية:
  بدءًا من 2027، ستلتزم البنوك بمشاركة بيانات حسابات التوفير مع هيئة الضرائب، وقد تُعدَل رموزك الضريبية تلقائيًا. تأكد من متابعة أي خطابات أو إشعارات من البنك أو هيئة الضرائب للرد بسرعة على أي استفسارات وضمان تحديث بياناتك بشكل صحيح.

• البحث عن نصيحة مالية متخصصة عند الحاجة:
  مع تعقيد بعض القواعد الضريبية، قد يكون من الحكمة استشارة مستشار مالي معتمد لمساعدتك في فهم تأثير هذه التغييرات على وضعك المالي ووضع خطة مناسبة لإدارة مدخراتك.

المصدر: الإندبندنت

اقرأ أيضًا:

• هل تؤدي ضرائب الأغنياء إلى أزمة مالية جديدة في بريطانيا؟
• هيئة الرقابة تهاجم HMRC لفشلها في تتبّع ضرائب المليارديرات
• شركات بريطانية تطالب الحكومة بخفض الضرائب وإنقاذ قطاع الأعمال