العرب في بريطانيا | حكومة حزب العمال تسرّع ترحيل المجرمين الأجانب م...

1446 شوال 1 | 31 مارس 2025

حكومة حزب العمال تسرّع ترحيل المجرمين الأجانب من بريطانيا

الحكومة البريطانية تنهي عقدًا سنويًا بقيمة ملياري باوند لإيواء طالبي اللجوء أعلنت الحكومة البريطانية إنهاء عقدٍ سنويٍّ بقيمة ملياري باوند مع شركة "ستاي بلفيدير هوتيلز" (SBHL)، المسؤولة عن إيواء طالبي اللجوء، بسبب مخاوفٍ تتعلق بأداء الشركة. وتدير شركة (SBHL) نحو 25 في المئة من المرافق السكنية المخصصة لطالبي اللجوء، والتي تشمل 51 فندقًا في إنجلترا وويلز، إضافةً إلى ثكنات "نابير" في مقاطعة كينت، التي تستضيف عددًا من طالبي اللجوء في انتظار البت في طلباتهم. ويعود أصل هذا العقد إلى اتفاق أبرمته الحكومة السابقة عام 2019 مع شركة "كليرسبرينغز"، المتخصصة في توفير المرافق السكنية، وقد بلغت قيمة العقد ملياري باوند سنويًا. ما سبب إنهاء عقد إيواء طالبي اللجوء؟ ورغم عدم تقديم وزارة الداخلية تفاصيل محددة بشأن التجاوزات التي أدت إلى إنهاء العقد، فإنها أكدت أن القرار جاء في سياق تعزيز الرقابة على أماكن إقامة طالبي اللجوء. من جانبها، قالت وزيرة الأمن الحدودي واللجوء، أنجيلا إيغل، إن الحكومة لن تتردد في اتخاذ مزيدٍ من الإجراءات لضمان الامتثال للمعايير الحكومية. وأضافت إيغل، خلال جلسة في مجلس العموم، أن "الخدمات التي تقدمها شركة (SBHL) لم تكن على مستوى التوقعات المطلوبة"، مؤكدةً أن الحكومة ستراجع بشكل دقيق برنامج الشركة الخاص بإيواء طالبي اللجوء. ارتفاع عدد طالبي اللجوء منذ الانتخابات العامة في المقابل، وجه وزير الداخلية في حكومة الظل، كريس فيلب، انتقادات حادة للحكومة، مشيرًا إلى أن عدد طالبي اللجوء المقيمين في الفنادق قد ارتفع بمقدار 8,000 شخص منذ الانتخابات العامة، رغم تعهّد حزب العمال بإنهاء هذه الممارسات. وأضاف فيلب: "يقيم حوالي 38,000 مهاجرٍ غير شرعي في هذه الفنادق، بتكلفةٍ سنويةٍ تقدر بحوالي ملياري باوند يتحمّلها دافعو الضرائب، وهو وضع غير مقبول على الإطلاق". ولا تستطيع وزارة الداخلية إنهاء عقود الشركات التي توفر مرافق السكن لطالبي اللجوء دون تكبد غرامات مالية حتى أيلول/ سبتمبر 2025، وهو ما يضع الحكومة أمام تحديات مالية وسياسية كبيرة. وكان حزب العمال قد وعد خلال حملته الانتخابية بالعمل على إفراغ الفنادق من طالبي اللجوء، بهدف تقليص التكاليف العامة. وردًا على استفسارات مجلس العموم، أكدت إيغل أن الحكومة تظل ملتزمة بهذا الهدف، لكنها رفضت تحديد جدول زمني واضح لتنفيذه. أنواع الإقامة المتوفرة لطالبي اللجوء ووفقًا لبيانات حصلت عليها هيئة "بي بي سي" عبر قانون حرية المعلومات، بلغ عدد الفنادق المستخدمة لإيواء طالبي اللجوء في يونيو الماضي 213 فندقًا. ورغم انخفاض العدد بعد الانتخابات، فإنه عاد للارتفاع ليصل إلى 218 بحلول كانون الأول/ ديسمبر. وفي نهاية عام 2024، بلغ إجمالي عدد طالبي اللجوء الذين يتلقون دعمًا في المملكة المتحدة 112,187 شخصًا، يتوزعون على النحو التالي: 38,079 شخصًا (34 في المئة) يقيمون في الفنادق، وهو انخفاض بنسبة 32 في المئة مقارنة بالرقم المسجل في أيلول/ سبتمبر 2023. 70,986 شخصًا (63 في المئة) يقيمون في مساكن أولية أو طارئة أو موزعة. 3,122 شخصًا (3 في المئة) يحصلون على دعم مالي فقط دون توفير سكن. وفي سياق متصل، تدرس الحكومة خططًا لترحيل طالبي اللجوء المرفوضين الذين استنفدوا جميع الطعون القانونية إلى دول في منطقة البلقان، ضمن جهودها لخفض أعداد المهاجرين غير الشرعيين. ووفقًا لأحدث الإحصاءات، فقد تجاوز عدد المهاجرين الذين عبروا القناة الإنجليزية إلى المملكة المتحدة هذا العام 5,000 شخص، بينما سجل عام 2024 وصول 36,816 مهاجرًا عبر القوارب الصغيرة.
لين مخيمر March 29, 2025

أظهرت بيانات رسمية أن حكومة حزب العمال البريطاني نجحت في تسريع وتيرة ترحيل المجرمين الأجانب من بريطانيا متفوقة بذلك على أداء حكومة المحافظين السابقة.

وكشفت وزارة الداخلية عن ترحيل أكثر من 2,925 مجرمًا أجنبيًا منذ الانتخابات الأخيرة، بزيادة نسبتها 21% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. وشدد متحدث باسم الوزارة قائلًا: “على الأجانب الذين يرتكبون جرائم أن يدركوا تمامًا أننا سنبذل كل ما في وسعنا لضمان عدم بقائهم طلقاء في شوارع بريطانيا”.

 

عقبات قانونية تعترض مسار الترحيل

حكومة حزب العمال تسرّع ترحيل المجرمين الأجانب من بريطانيا

وفقًا لمصادر حكومية، تواجه عمليات الترحيل تحديات قانونية كبيرة. فقد نجح مزارع قنب ألباني في تجنب الترحيل بعد قضائه ثلاث سنوات في السجن، حيث قرر القضاة أن إبعاده سيحرم ابنته من حنان الأب.

في قضية مماثلة، طعن تاجر المخدرات الجامايكي شون ريكفورد ماكليود (40 عامًا) في قرار ترحيله، ووافق القاضي على أن ذلك يشكل انتهاكًا لحقه في الحياة الأسرية كونه والد لثلاثة أطفال. لكن وزارة الداخلية استأنفت ضد هذا الحكم، وستتم إعادة النظر في القضية قريبًا.

 

حكومة ستارمر بين الوعود والتنفيذ

 

تأتي هذه الإجراءات في وقت تواجه فيه حكومة كير ستارمر انتقادات في ملفات أخرى، خاصة فيما يتعلق بالوفاء بوعودها الانتخابية. ومن أبرز هذه الملفات الجدل المثار حول “قانون هيلزبره” الذي وعد ستارمر بتمريره لتحقيق العدالة لضحايا كارثة ملعب هيلزبره.

تعود قضية هيلزبره إلى عام 1989 حين لقي 97 مشجعًا لفريق ليفربول مصرعهم في تدافع بملعب هيلزبره. وبدلًا من الاعتراف بالإهمال الأمني، ألقت السلطات آنذاك باللوم على المشجعين أنفسهم، واستغرق الأمر عقودًا حتى تُكشف الحقيقة عام 2016، عندما أظهرت تحقيقات جديدة أن كبار ضباط الشرطة أمروا مرؤوسيهم بالكذب وتشويه سمعة الضحايا.

وعد حزب العمال خلال حملته الانتخابية بإصدار “قانون هيلزبره” الذي يجبر المسؤولين على الكشف الكامل عن المعلومات، لكن تنفيذ هذا الوعد واجه تعثرًا في الأسابيع الأخيرة، ما أثار احتجاجات عائلات الضحايا.

 

تناقض في استراتيجيات الحكومة البريطانية

حكومة حزب العمال تسرّع ترحيل المجرمين الأجانب من بريطانيا

تبرز أزمة قانون هيلزبره ونجاح سياسة ترحيل المجرمين الأجانب التناقض في استراتيجيات الحكومة البريطانية الحالية. فبينما تظهر الحكومة صرامة متزايدة في التعامل مع المجرمين الأجانب وقدرة على تحقيق نتائج ملموسة تفوق سابقتها، تواجه انتقادات حادة بشأن تراجعها عن التزاماتها تجاه ضحايا مأساة وطنية.

هذا التباين يضع حكومة ستارمر في موقف صعب أمام الرأي العام، خاصة مع اقتراب انتخابات فرعية مهمة. فالنجاح في ملف الأمن والهجرة قد يتلاشى أمام الإخفاق في الوفاء بوعود قطعتها للناخبين بشأن العدالة والشفافية.

 

المصدر: الميرور


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
9:47 pm, Mar 31, 2025
temperature icon 9°C
scattered clouds
Humidity 71 %
Pressure 1029 mb
Wind 12 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 36%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 6:37 am
Sunset Sunset: 7:31 pm