حكومة العمّال فشلت في تلبية طموحات الشعب.. وسيقود حزبنا التحوّل المنشود

قلناها ذات صيف بعد فوزنا في دائرة إزلنغتون نورث: “هذه مجرد البداية”. ولم تكن كلمات عابرة.
لقد كان العام المنصرم كاشفًا للحقائق، قاسيًا في أحكامه. فحكومة العمّال لم تفشل فقط في إحداث التغيير المنشود، بل تعمّدت الإصرار على مظاهر الظلم واللامساواة.
رفضت رفع الحدّ عن استحقاق إعانة الطفلين، وسحبت الدعم عن ذوي الإعاقة، وقدّمت دعمًا سياسيًّا وعسكريًّا لإسرائيل بينما يُقتل الفلسطينيون جوعى في شوارع غزة.
منذ لحظاتها الأولى، مارست هذه الحكومة سياسات لا أخلاقية داخل البلاد وخارجها.
لكن ما شهدناه في المقابل هو نهضة شعبية صامتة تعيد تعريف المشهد السياسي من جديد.
في شتى أنحاء بريطانيا، بدأت الحركات المجتمعية تتشكّل وتُناضل لأجل واقع أكثر عدلًا وكرامة.
نقابات العمّال واتحادات المستأجرين تصدّت لجشع الشركات والمالكين في ظلّ أزمة غلاء المعيشة.
نشطاء حقوق ذوي الإعاقة تحدّوا تخفيضات الرفاهية، والمدافعون عن المهاجرين واجهوا سياسات رئيس الوزراء العنصرية، أما أنصار البيئة، فكشفوا عن التهديد الوجودي الأكبر الذي يهدد البشرية.
وفي صدارة هذه الحركات، تقف قضية فلسطين، التي جمعت مئات الآلاف في تظاهرات غير مسبوقة ترفض تواطؤ الحكومة مع العدوان الإسرائيلي.
ما يوحّد هذه التحركات ليس مجرد الغضب، بل إيمان راسخ بأن النظام السياسي الحالي لم يعُد صالحًا للحياة.
وأنا، بعد أربعة عقود في البرلمان، أعلم جيدًا أن السياسة في جوهرها يجب أن تكون أداة لتحرير الناس وتمكينهم، لا لإقصائهم وتهميشهم.
لكن الأحزاب المركزية عبر عقود، سلبت الناس حقّهم في اتخاذ القرار، وقدّمت سياسات تُكرّس الخصخصة والتقشّف، فبات ربع أطفال البلاد يعيشون في فقر، في واحدة من أغنى دول العالم.
لقد حُرم المواطنون طويلاً من بديل حقيقي. إلّا أن هذا الحرمان قد انتهى.
في الأسبوع الماضي، أعلنّا عن ولادة حزب جديد – حزبٌ للشعب، لا على حسابه.
وفي غضون ثلاثة أيام فقط، انضم أكثر من نصف مليون شخص عبر موقع yourparty.uk، دعمًا لمشروع يُعيد تعريف السياسة، لا كشكلٍ من السلطة، بل كمساحة للعدالة والكرامة والمشاركة.
حزب ديمقراطي حقيقي هو وحده القادر على احتضان السياسات التي تُحدث التغيير البنيوي المنشود.
الناس يريدون إعادة بناء الاقتصاد:
أن تعود المياه والطاقة والنقل إلى أيدي المجتمع،
أن يُستثمر في الرعاية لا في الحروب،
أن يُرفع الصوت ضد التواطؤ في جرائم الإبادة،
وأن يُطالَب الأثرياء بدفع نصيبهم العادل من الضرائب، لئلا يُترك أحد خلف الركب.
هذا هو الأمل الذي نحتاجه اليوم: أمل لا يُبنى على الخوف، بل على الحقّ.
يريد دعاة الكراهية أن نقنع أنفسنا بأن المهاجرين والأقليات هم سبب مشاكلنا.
لكن الحقيقة أن من يُفسد حياتنا هو نظام اقتصادي مشوَّه يحمي أصحاب المليارات ويُقصي باقي الناس.
وحين يُحمّل حزب العمّال مسؤولية الفشل للمهاجرين، فإنما يُمهّد الطريق لصعود التيارات الشعبوية كحزب الإصلاح اليميني المتطرف “ريفورم”.
هم يسعون لإرضاء ريفورم – ونحن نسعى لهزيمته.
نحن في مفترق مصيري، ولا وقت للانتظار.
كثيرون يظنون أن عليهم الاختيار بين البرلمان والميدان، بين العمل المؤسسي والنضال الشعبي.
لكننا نؤمن بأن التغيير الحقيقي لا يأتي من أحدهما دون الآخر.
نحن نريد بناء القوة في كلّ مكان – في مواقع العمل، في الأحياء، في المجالس المحلية، وفي قلوب الناس.
لهذا، نحن لا نُؤسس حزبًا فقط، بل نُؤسس حركة.
حركةٌ توحّد كل من وقف في وجه التقشف والتمييز والعنصرية والحروب.
تخيلوا ما يمكننا فعله إذا اجتمعنا، نحن الذين نُقاتل من أجل الكرامة، كلٌ في مجاله.
المستقبل الذي نحلم به ليس خيالًا، بل واقعًا قادمًا.
نحن لا نُطالب بالفتات، بل نُصارع من أجل التغيير الجذري – ولن نتراجع، ولن نختفي.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇