حكاية لاجئ سوري من الهجرة إلى العمل في مانشستر

يسعى لاجئ سوري فر من بلده، الذي مزقته الحروب وخاض معركة قانونية للحصول على اللجوء في المملكة المتحدة، إلى تحقيق حلمه في أن يصبح محاميًا في مانشستر.
في البداية حصل الشاب السوري البالغ من العمر 25 عامًا على منحة دراسية للدراسة في جامعة إيفانسفيل بالولايات المتحدة الأمريكية، قبل مجيئه إلى كلية هارلاكستون (Harlaxton College) بالمملكة المتحدة، في عام 2017 ضمن اتفاقية تبادل للطلاب بتأشيرة مؤقتة.
حلم لاجئ سوري

معاناة أحمد للحصول على اللجوء في بريطانيا كانت أحد المحركات التي دفعته للالتحاق بمهنة المحاماة، حيث أراد أن يستخدم خبرته القانونية لمساعدة المجتمعات الضعيفة والمهمشة.
وحلمه الكبير هو نشر العدالة والنهوض بالنظام القضائي، سواء في المملكة المتحدة أم في بلده الحبيب سوريا، الذي عانى من ويلات الحروب 11 عامًا وما يزال.
يتذكر أحمد بداية معاناته حينما رفضت وزارة الداخلية في البداية طلب لجوئه، فلم يستطع الدراسة أو السفر أو العمل، وتملّكه في ذلك الوقت الشعور بالعجز. وقال بهذا الصدد: “كنت بمفردي، وكانت سوريا تعاني من الحروب، ولم يكن لدي أي مكان أذهب إليه”.
خلال عام 2018، حصل أحمد في النهاية على حق اللجوء، وبدأ دراسة القانون في جامعة ساسكس (University of Sussex).
وبعد تحصيله ليسانس الحقوق بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف في العام الماضي، خطط لإجراء امتحان تأهيل المحامي (SQE)، الذي يسعى للحصول على تمويل له، بعد اكتساب عامين من الخبرة القانونية في شركة الاستثمارات العالمية (Barings).
سوريا والحرب

لم يرَ أحمد عائلته القاطنة في سوريا منذ أربع سنوات، لكنه دائم التواصل معها، وبخاصة بعد الزلزال الأخير الذي كان مُدمرًا.
ويأمل أن يعود إلى وطنه سوريا ويلتحق بفرق الإغاثة؛ ليساعد الأسر المنكوبة جراء هذا الزلزال المُدمر. ويقول: “لحسن الحظ فإن عائلتي بخير. تضامني ودعائي للمتضررين”.
وبعد الزلزال الأخير بدأ الناس يرون المعاناة الكبيرة التي شهدتها سوريا والحاجة الملحة للإغاثة والإصلاح وإرساء العدالة، ولكن سوريا في رأي أحمد كانت بحاجة إلى هذه المساعدة قبل وقت طويل من وقوع الكارثة.
وتشهد سوريا حربًا طاحنة منذ 11 عامًا، وكان أحمد من المحظوظين الذين استطاعوا الخروج من دائرة الحرب والدمار والذهاب إلى بلدٍ آمن.
ويُعرِب أحمد عن حسرته وحزنه على الوضع في سوريا قائلًا: ” يا للأسف! فقدت كثيرًا من الأصدقاء في هذا الصراع، وعندما أرى الصور في الأخبار، يصعب عليَّ أن أصدق أن تلك الأماكن التي كنت ألعب فيها وأمشي فيها أصبحت الآن أنقاضًا وركامًا!”.
حلم مستمر!

بعد التأهل والحصول على رخصة مزاولة مهنة المحاماة، يخطط اللاجئ السوري الطموح لمواصلة العمل مع شركة الاستثمارات العالمية (Barings)، إضافة إلى المنظمات التي تدعم المجتمعات الفقيرة والمهمشة.
ويرى أنه يتحتَّم عليه أن يكون مدافعًا عن حقوق الإنسان بتعزيز مفهوم العدالة وتطبيق القانون من خلال نظام قضائي مُنصف وعادل للجميع.
ويضيف أحمد: “بعد العمل على تحقيق هذا الهدف في المملكة المتحدة سأشعر بثقة كبيرة، وسيكون لدي مزيد من الموارد للتركيز على أهدافي الطويلة الأمد المتمثلة في نشر العدالة في بلدي الحبيب سوريا”.
قصة لاجئ سوري تُضاف إلى قصص نجاح اللاجئين
المصدر: I Love Manchester
اقرأ أيضًا:
لاجئ سوري في بريطانيا يتحدث عن عائلة أخيه الذين يسكنون في سيارة منذ الزلزال
الرابط المختصر هنا ⬇