“وقفًا للتحيز”.. مدرسة في بريطانيا تدافع عن منع الطلاب المسلمين من الصلاة!

تواجه مدرسة ميكايلا كوميونيتي في برنت، شمال لندن، تحديًا قانونيًّا من طالب مسلم بشأن سياسة الصلاة.
وزعمت مديرة المدرسة أن قرارها “حظر الصلاة على تلاميذها” جاء على “خلفية أحداث تشمل العنف والترهيب والمضايقات العنصرية المروعة” للمعلمين.
منع الطلاب المسلمين من الصلاة!

يُذكَر أن مدرسة ميكايلا المجتمعية في برنت شمال لندن، التي كانت توصف سابقًا بأنها الأكثر حزمًا في بريطانيا، تواجه تحديًّا قانونيًّا من طالب مسلم.
ويقول التلميذ، الذي لا يمكن الكشف عن اسمه لأسباب قانونية: إن موقف المدرسة هو “نوع من أنواع التمييز الذي يجعل الأقليات الدينية تشعر بالغربة عن المجتمع”، كما قيل للقاضي.
وفي خطوة مثيرة للجدل، دافعت كاثرين بيربالسينغ، مديرة مدرسة ميكايلا المجتمعية في ويمبلي، بقوة عن حظر المدرسة لشعيرة الصلاة.
وأثار هذا الحظر، الذي يسعى في الظاهر إلى الحفاظ على النظام ومنع الانقسام بين الطلاب، أسئلة حرجة بشأن الحرية الدينية ودور التعليم في تعزيز الشمولية.
وفي السياق ذاته، شاركت مديرة المدرسة بيانًا على وسائل التواصل الاجتماعي قالت فيه: إن الغاية من قراراتها “الحفاظ على بيئة تعليمية ناجحة ومستقرة، حيث يمكن للأطفال من جميع الأعراق والأديان أن يطوّروا مهاراتهم ليحقّقوا مستقبلًا زاهرًا”، على حد تعبيرها.
وتابعت كاثرين بيربالسينغ في منشور على موقع إكس: إن المدرسة اتخذت قرارًا “بحظر شعيرة الصلاة على خلفية أحداث العنف والترهيب والمضايقات العنصرية المروعة لمعلمينا”، حسَب زعمها.
وتتذرع بيربالسينغ، المعروفة بأنها “أكثر مديري المدارس حزمًا في بريطانيا”، بأن حالات العنف والترهيب هي من الأسباب الرئيسة للحظر، الذي تم في آذار/مارس الماضي.
وتدّعي أن “الممارسات الدينية خلال ساعات الدراسة، ولا سيما الصلاة، تقوّض روح الوحدة والعمل الجماعي التي تسعى المدرسة جاهدة لتعزيزها”!
الحريات الدينية
وجاء الحظر في أعقاب بعض المضايقات التي حدثت حينما صلى 30 طالبًا في فناء المدرسة على ستراتهم، ما أثار جدلًا واسع النطاق بشأن نهج المدرسة المتبع بشأن الدين.
وأدى هذا الحادث إلى إطلاق حملة على وسائل التواصل الاجتماعي وردود فعل مثيرة للقلق، تشمل التهديد بالعنف ومزاعم الإسلاموفوبيا.
وترى بيربالسينغ أن البيئة المدرسية يجب أن تكون علمانية، وخالية من أي ممارسات دينية قد تؤدي إلى الفصل أو الصراع بين الطلاب.
إلا أن أحد التلاميذ قدّم طعنًا إلى المحكمة العليا ضد قرار الحظر، قائلًا: إنه قرار تمييزي، وتركز الحجة القانونية على الحق في التعبير الديني وما إذا كانت سياسة المدرسة تنتهك هذا الحق الأساسي.
وقد لفتت هذه المسألة الانتباه إلى قضية أكبر، وهي الحريات الدينية في البيئات التعليمية والتوازن الذي يجب على المدارس تحقيقه بين الحفاظ على النظام واحترام المعتقدات الفردية.
ويثير دفاع بيربالسينغ أسئلة عن مدى قدرة المدارس على حماية الحرية الدينية، كما تسلط القضية الضوء على الصعوبات التي تواجهها المدارس في التعامل مع تعقيدات المجتمع البريطاني المتعدد الثقافات.
ويبدو أن نهج مديرة المدرسة يتجاهل أهمية استيعاب الممارسات الثقافية والدينية المتنوعة وجعلها وسيلة لإثراء التجربة التعليمية وتعزيز الاحترام والتفاهم المتبادلَين بين الطلاب، حسَب قول بعض المحللين.
جدير بالذكر أن حظر المدرسة للصلاة يخاطر بتنفير شريحة من طلابها وإرسال رسالة مفادها أن ممارساتهم الدينية غير مرحب بها أو مزعجة.
المصدر: The Standard
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇