حزب الإصلاح اليميني تحت النار لتعيينه مراهقين في مناصب حساسة

تواجه قيادة حزب الإصلاح اليميني المتطرف، بزعامة نايجل فاراج، موجةً جديدة من الانتقادات، بعد أن كشفت تقارير صحفية عن إسناد مناصب حيوية في عدد من المجالس المحلية إلى مراهقين وطلاب جامعيين يفتقرون إلى الخبرة، فضلاً عن تفجر فضيحة قروض حكومية طالت أحد نواب الحزب في وستمنستر.
وتزامن الجدل مع استمرار الانقسامات الداخلية والاستقالات المتكررة داخل الحزب، في وقت تُظهر فيه استطلاعات الرأي أن شعبية الحزب ما تزال تتصاعد، رغم العواصف التي تضربه.
مراهقون يديرون خدمات الأسر والأطفال
أثار تعيين المستشار تشارلز بَغزلي، البالغ من العمر 19 عامًا، عضوًا تنفيذيًا مسؤولًا عن خدمات الأطفال والأسرة في مجلس مقاطعة ليسيسترشير، وتعيين جوزيف بوَم، البالغ من العمر 22 عامًا، نائبًا لزعيم المجلس ومسؤولاً عن الرعاية الاجتماعية للبالغين، صدمةً واسعة في الأوساط المهنية والسياسية؛ إذ يتحكم هذان المنصبان في مئات الملايين من الباوندات المخصصة لرعاية الفئات الأكثر هشاشة.
وفي وارويكشير، وجد جورج فينتش نفسه، في سن الثامنة عشرة، قائدًا مؤقتًا للمجلس بعد استقالة المفوَّض الأصلي.
انتقادات حادة من الخبراء والمعارضة
وصف أكثر من مئة أخصائي اجتماعي، وسياسيون من أحزاب أخرى، هذه التعيينات بأنها «مجازفة خطيرة» قد تضر بالخدمات، مشيرين إلى افتقار المعينين إلى الخبرة الحياتية والمهنية اللازمة لاتخاذ قرارات تمس أطفالًا وعائلات تعيش أوضاعًا معقدة.
كما انتقدت مستشارة محافظة سابقة للقطاع نفسه ما وصفته بـ«التعجل» في إلقاء مسؤوليات كهذه على عاتق شباب لم يمضِ على دخولهم العمل العام سوى أسابيع، بينما حذرت جمعية الأخصائيين الاجتماعيين البريطانية من أن إدارة ميزانيات تتجاوز 70 ٪ من إنفاق المجلس تتطلب فهمًا متعمقًا للتشريعات والضمانات الواجب توفيرها لحماية الفئات الضعيفة.
تداعيات فضيحة القروض على صورة الحزب
وسط الجدل حول التعيينات، أُعلِن عن تعليق عضوية النائب جيمس ماكموردوك، البالغ من العمر 39 عامًا، من الكتلة البرلمانية للحزب، بعد أن كشفت تحقيقات صحفية نيته اقتراض 70 ألف باوند من «قروض العودة السريعة» خلال جائحة «كوفيد‑19» عبر شركتين يملكهما، إحداهما بلا موظفين أو أصول تُذكر.
من جانبه، نفى ماكموردوك ارتكاب أي مخالفة، وأكد استعداده للتعاون الكامل، لكن المعارضة العمالية طالبت فاراج بتوضيح ما إذا كان النائب ما يزال لائقًا لتمثيل دائرته.
خلافات داخلية وتماسك انتخابي غير متوقع
تأتي هذه التطورات بعد سلسلة من الاستقالات والصراعات، أبرزها استقالة ثم عودة رئيس الحزب ضياء يوسف، وانشقاق النائب روبرت لوو، الذي وصف فاراج بـ«الأفعى»، وأسس تيارًا يمينيًا جديدًا.
كذلك، استقال عدد من مستشاري الحزب المحليين بعد أسابيع من فوزه بعشر مجالس في انتخابات أيار/ مايو، متهمين القيادة بـ«استعراض سياسي» يفوق اهتمامها بتقديم الخدمات.
ومع ذلك، يشير أحدث استطلاع صادر عن مؤسسة «يوغوف» إلى أن حزب الإصلاح اليميني المتطرف سيتصدر نتائج أي انتخابات عامة حالية، مع احتمال فوزه بـ271 مقعدًا وتشكيل حكومة أقلية، متجاوزًا الأحزاب التقليدية للمرة الأولى.
رأي منصة العرب في بريطانيا
تعرب منصة “العرب في بريطانيا” (AUK) عن قلقها البالغ إزاء ما كشفه التقرير من تعيين مراهقين يفتقرون إلى الخبرة في مناصب إدارية حساسة داخل المجالس المحلية البريطانية، معتبرةً أن هذه الخطوة تمثل تهديدًا مباشرًا لجودة الخدمات المقدمة للفئات الأكثر هشاشة في المجتمع، لا سيما الأطفال وكبار السن.
وتؤكد المنصة أن هذا النمط من التعيينات يعكس استخفافًا بمسؤوليات الحكم المحلي، مشيرةً إلى أن إدارة ميزانيات ضخمة تُقدّر بمئات الملايين من الباوندات تتطلب تأهيلًا مهنيًا وخبرة متراكمة، وليس مجرد اندفاع سياسي أو مكافآت حزبية
المصدر: الإندبندنت
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇