حرج في كامبردج بعد حذف كلمة “احتلال” عن وصف إسرائيل بندوة حوارية

وبخ الكاتب والباحث الفلسطيني وضاح خنفر القائمين على اتحاد كامبردج، لحذفهم كلمة “احتلال” بتوصيف إسرائيل في ندوة حوارية عقدت بالجامعة بشأن فلسطين.
هذا وتفاجأ الحاضرون بحذف كلمة “احتلال” من عنوان الندوة، ما أثار غضب بعض الناشطين والطلاب الذين رأوا أن تعديل العنوان يشكِّلُ مساسًا بحرية التعبير.
الباحث الفلسطيني وضاح خنفر ينتقد تحيز اتحاد كامبردج
A change to the title of a debate discussing the Israel-Palestine conflict at The Cambridge Union took guest speaker and political analyst Wadah Khanfar by surprise. pic.twitter.com/fvaX2UqMPs
— Middle East Eye (@MiddleEastEye) May 5, 2023
وكان الاتحاد المرموق في بريطانيا قد عقد مناقشة حول الصراع في فلسطين يوم الخميس، بعد دعوة اثنين من المتحدثين وهما آفي شلايم أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أكسفورد، ووضاح خنفر، رئيس منتدى الشرق غير الربحي، حيث انتقد خنفر قرار القائمين على المناقشة بحذف كلمة احتلال من عنوان المناقشة.
وكان العنوان المقترح للمناظرة كالتالي: “يرى هذا المنبر أنه يجب على الغرب ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال، وخضع العنوان لتعديل ليصبح على الشكل التالي: “يرى هذا المنبر أنه لا بدَّ من الضغط على إسرائيل استنادا إلى مبدأ الأرض مقابل السلام”.
ولم يتضح بعد متى أجري التعديل على العنوان، لكن وفقًا للموقع الإلكتروني والمجلة التابعة لاتحاد كامبردج، فإن العنوان الأخير للمناقشة طرح للعلن في 24 نيسان/ أبريل الماضي.
https://www.youtube.com/watch?v=L7wtsadheMY
وقال شلايم للاتحاد خلال كلمته التي استمرت 14 دقيقة:” كنت سأتحدث بخطاب معادٍ لمفهوم الأرض مقابل السلام، لو علمت أنه العنوان المقترح للمناقشة، لأني لا أؤمن بذلك المفهوم”.
وأضاف:” لقد صرحت إسرائيل منذ 55 عامًا، بأنها مستعدة لإعادة الأرض مقابل السلام، لكنها لم تفعل ذلك، أنا أؤيد الحل الديمقراطي، وهو إنشاء دولة واحدة ديمقراطية تمنح مواطنيها حقوقًا متساوية بغض النظر عن الدين أو العرق”.
“لكنني في هذه المناقشة سأتحدث وفقا للعنوان المقترح الأصلي، والذي كان أكثر وضوحًا ومنطقية وهو أن هذا المنبر يعتقد بأنه لا بدَّ من ممارسة ضغوط على إسرائيل من أجل إنهاء احتلالها، لأن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو الأكثر وحشية في العصر الحديث”.
وقارن وضاح خنفر المدير العام السابق لشبكة الجزيرة الإعلامية، بين نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، ونضال الشعوب المضطهدة من قبل الاستعمار عبر التاريخ.
وقال خنفر:” إن جميع الهيئات والحكومات المحترمة بالإضافة إلى القانون الدولي يقرّون باحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية عام 1967، باستثناء المدافعين عن إسرائيل”.
“خيبة أمل”
هذا وتعتبر المستوطنات الإسرائيلية خارجة عن القانون الدولي، الذي يمنع سلطات الاحتلال من نقل سكانها المدنيين إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها العسكرية.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد صرحت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بأن الاحتلال الإسرائيلي غير قانوني بسبب استمرار سياسات مصادرة الأراضي”.
ومن بين الفريق المدافع عن إسرائيل خلال المناقشة كان هناك طالبتان بالإضافة إلى ناتاشا هاوسدورف مديرة مجموعة “محامون من أجل إسرائيل” البريطانية (UKLFI)، والتي لم تذكر التعديل الذي طرأ على العنوان، بينما طرحت أفكارها بناءً على العنوان المعدل.
هذا وتواصل موقع (Middle East Eye) مع اتحاد كامبردج وهو مجموعة منفصلة تمامًا عن اتحاد طلاب جامعة كامبردج، من أجل التعليق على ما جرى، دون أي رد من الاتحاد.
انتقادات لاتحاد كامبردج
وعبر العديد من الناشطين عن غضبهم من الاتحاد، حيث انتقد أحد أعضاء الاتحاد عنوان المناقشة ووصفها بالعار.
وقال باسيل علاء الدين وهو طالب من أصول فلسطينية حضر المناقشة إنه يشعر بخيبة الأمل بعد المسّ بحرية التعبير في واحدة من أشهر المؤسسات المعروفة بمراعاة حرية التعبير”.
وأضاف:” هل بات من الخطأ أن نسمي الاحتلال احتلالا؟!، هذا جزء من التحيز الذي يواجهه الطلبة الفلسطينيون في جامعة كامبردج”.
كذلك قال رئيس جمعية “التضامن مع فلسطين في جامعة كامبريدج” (Cambridge University Palestine Society) إنه من المخيب للآمال حذف كلمة احتلال من عنوان المناقشة، رغم أن كلمة احتلال تصف بالتحديد ما يحدث في الضفة الغربية وقطاع غزة”.
وأضاف:” يعمد الإعلام إلى تأطير مفهوم الأرض مقابل السلام، ويتجاهل حق الفلسطينيين في العودة، كما يصور ما يجري في فلسطين على أنه نزاع إقليمي، ضاربًا عرض الحائط رأي الغالبية العظمى من المفكرين المؤيدين للقضية الفلسطينية والذين يؤكدون على أن لا بدَّ من إقامة دول ديمقراطية تضمن حقوق الجميع”.
وواجه اتحاد كامبردج انتقادات فيما مضى لاستضافته مسؤولين إسرائيليين.
يأتي ذلك بعد عام من اعتصام أكثر من 100 طالب من جامعة كامبريدج تنديدًا بقرار دعوة السفيرة الإسرائيلية تسيبي هوتوفلي إلى الجامعة، والتي وصفت النكبة الفلسطينية بالكذبة العربية.
https://youtu.be/Xo9FAU_gF18
اقرأ أيضاً :
معارضة طلابية واسعة لاستضافة مسؤولين إسرائيليين في جامعة كامبريدج
طلبة كامبريدج ينجحون بتعطيل ندوة للسفيرة الإسرائيلية في جامعتهم
التونسية شيماء دلالي رئيسة للاتحاد الوطني لطلبة بريطانيا
الرابط المختصر هنا ⬇