تقرير حكومي يتضمن 13 تحذيرًا مرعبًا للبريطانيين للاستعداد للحرب بنشاط

في سابقة تُعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة، وجّهت الحكومة البريطانية دعوة مباشرة إلى مواطنيها للاستعداد النشط لاحتمال اندلاع حرب على الأراضي البريطانية، مشيرةً إلى “عصر من عدم اليقين الجذري” يتطلب جاهزية شعبية ومؤسسية شاملة. التقرير، الذي نُشر تحت عنوان “استراتيجية الأمن القومي”، تضمّن 13 إنذارًا صريحًا يُمهّد لتحول جذري في مفهوم الأمن البريطاني في الداخل والخارج.
في مقدمة الوثيقة، أكد رئيس الوزراء كير ستارمر أن المرحلة الحالية تُمثّل “حقبة من الغموض العميق”، داعيًا إلى مواجهة هذا الواقع بـ”المرونة والسرعة والبصيرة الوطنية الواضحة”، متعهدًا برفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035.
1. احتمال الحرب على الأراضي البريطانية
لأول مرة منذ عقود، أشارت الاستراتيجية إلى ضرورة الاستعداد لسيناريو حرب تشمل الأراضي البريطانية، ما يفتح الباب أمام تحولات غير مسبوقة في الخطط الدفاعية المدنية والعسكرية.
2. التهديد النووي يتجاوز تعقيدات الحرب الباردة
أبرز التقرير فشل المعاهدات الدولية في الحد من الانتشار النووي، مشيرًا إلى أن الخطر في الوقت الحالي أكثر تنوعًا وتعقيدًا، مع دخول فاعلين جدد وتطور أسلحة نووية وتكنولوجيات مدمّرة.
3. ازدياد فرص التدخل العسكري البريطاني
تُرجّح الوثيقة ارتفاع احتمالية استخدام بريطانيا لقواتها المسلحة، سواء بدعوة دولية أو بقرار داخلي، مستشهدةً بحوادث في البحر الأحمر تتعلق بهجمات الحوثيين على الملاحة البحرية وردود الفعل العسكرية البريطانية.
4. تعاون بين دول معادية وتنظيمات إرهابية
تتزايد صعوبة تتبع أنشطة الدول المعادية، مع اعتمادها على جماعات إرهابية وعصابات إجرامية كأذرع غير رسمية، ما يضاعف المخاطر الأمنية ويُعقّد جهود الاستخبارات.
5. احتمال نشوب صراع مباشر بين القوى الكبرى
توقّع التقرير اندلاع صراعات مفتوحة بين قوى عالمية، مستشهدًا بتصاعد التوتر بين الهند وباكستان، والحرب المفتوحة بين إسرائيل وإيران، مع الإشارة إلى أن أي تصعيد في هذه المناطق قد يُربك سوق الطاقة ويؤثر على مستوى المعيشة البريطاني.
6. سباق على السيطرة في الفضاء، والفضاء الرقمي، وأعماق البحار
اتُهِمت كل من الصين وروسيا بالسعي لفرض هيمنتهما على “المجالات العالمية المشتركة”، مثل الفضاء، والقطبين، والفضاء السيبراني، مما يُهدد قواعد التجارة العادلة والتعاون المناخي والتكنولوجي الدولي.
7. البنية التحتية البريطانية هدف محتمل
نبه التقرير إلى أن كابلات الاتصالات البحرية، وأنابيب الطاقة، والموانئ والمطارات، جميعها تقع ضمن أهداف محتملة لهجمات سيبرانية أو عمليات تخريبية مدروسة.
8. الحاجة إلى روح “التعبئة الشاملة” كما في الحرب العالمية الثانية
أشار التقرير إلى ضرورة حشد جهود المجتمع بكامله، مستحضرًا نماذج تاريخية من التضامن الوطني، مؤكّدًا أن “السنوات المقبلة ستختبر المملكة المتحدة، لكن يمكنها النجاح بعزيمة شعبها”.
9. خصوم بريطانيا يعززون تعاونهم
أوضح التقرير أن كوريا الشمالية تُقدّم دعمًا عسكريًا لروسيا في أوكرانيا، ما يدل على تنامي تحالفات عسكرية واقتصادية بين خصوم لندن.
10. تغيّر طبيعة الصراع بفعل التكنولوجيا
حذّرت الوثيقة من أن الذكاء الاصطناعي والصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيّرة باتت متاحة لعدد أكبر من الفاعلين، ما يضعف من قدرة الردع التقليدية.
11. تغيّر المناخ كعامل تهديد إضافي
يُضيف تغيّر المناخ ضغطًا غير مسبوق على الأمن البريطاني، من خلال تهديد الصحة العامة، وتسريع الهجرات، وتعميق عدم المساواة، وتفاقم النزاعات على الموارد.
12. تغذية الإرهاب المحلي عبر الفوضى الخارجية
أشارت الاستراتيجية إلى أن فراغ السلطة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى جانب الهجرة غير النظامية، يساهم في نشر التطرّف، خصوصًا لدى فئات الشباب المستهدفة من قبل خطاب العنف اليميني أو الجهادي.
13. الأنظمة السلطوية تسعى للتفوّق على الديمقراطيات
اختُتم التقرير بتحذير من أن دولًا مثل روسيا والصين تطوّر استراتيجيات شاملة طويلة الأمد لتجاوز الديمقراطيات الغربية في مجالات الدفاع، والاقتصاد، والمجال الإعلامي، ما يُهدد مستقبل النموذج الديمقراطي.
حين تُستدعى الذاكرة الإمبراطورية لمواجهة العالم
فيما تتجه بريطانيا إلى تعبئة داخلية لمواجهة “خطر عالمي شامل”، يتعيّن عدم تجاهل الأثر الخارجي للسياسات البريطانية، لا سيّما في الشرق الأوسط وأفريقيا. وبينما تُطالب الدولة بمزيد من الجاهزية الشعبية، يبقى منصفًا التذكير بأن كثيرًا من أزمات العالم المعاصر – من المهاجرين إلى الأمن السيبراني – لها جذور في اختلالات صنعها الغرب ذاته.
وفي الوقت الذي تُحذر فيه لندن من تحالف خصومها، فإن العدالة تقتضي مساءلة إرثها في دعم بعض الأنظمة القمعية، والتغاضي عن حروب تُشعلها المصالح. في خضم الاستعداد للحرب، يبقى السلام العادل والمراجعة الأخلاقية ضروريين، لا فقط الأسلحة والخنادق.
المصدر دايلي ريكورد
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇