العرب في بريطانيا | جوناثان كوك: غريتا تونبرغ تحرج قادة الغرب المتو...

1447 محرم 10 | 06 يوليو 2025

جوناثان كوك: غريتا تونبرغ تحرج قادة الغرب المتواطئين في العدوان على غزة

استطلاع: 45٪ من البريطانيين يرون أن أفعال إسرائيل في غزة تُشكّل إبادة جماعية
اية محمد June 13, 2025

تسعى إسرائيل إلى تعزيز دور العصابات الإجرامية في غزة، وذلك لإعدادهم لدور أكبر في ما كان يُسمى سابقًا بـ “اليوم التالي” للمرحلة التي ستمر بها غزة بعد اكتمال الإبادة الجماعية الإسرائيلية.

هذه الخطط أصبحت أكثر وضوحًا بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أكد أن إسرائيل كانت تزود العصابات الإجرامية في غزة بالسلاح، بما في ذلك بعض العصابات المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية.

الرؤية الإسرائيلية طويلة الأمد: الحرب اللوردية المدروسة 

جوناثان كوك: غريتا تونبرغ تحرج قادة الغرب المتواطئين في العدوان على غزة
العدوان الإسرائيلي على غزة (الأناضول/ Mustafa Hassona)

كان لدى إسرائيل رؤية طويلة الأمد تجاه الفلسطينيين، تتضمن العمل على تحويل الأراضي الفلسطينية إلى فوضى مدمرة. إذا لم يكن بالإمكان طرد الفلسطينيين بشكل كامل من وطنهم التاريخي، فإن إسرائيل كان لديها خطة لتحويل الفلسطينيين إلى حالة من “الحرب اللوردية المدروسة”. كانت إسرائيل تسلح بعض العائلات الإجرامية في غزة لتتنافس مع بعضها البعض على النفوذ، في حين تبقى إسرائيل القوة الأكبر التي تضمن السيطرة.

وكان الهدف الرئيسي لهذا المخطط هو تحطيم الهويات الوطنية الفلسطينية، ما يجعل من الصعب تحقيق أي نوع من الاستقرار أو السيادة الفلسطينية. من خلال دعم إسرائيل للعصابات الإجرامية، كانت تأمل في أن يتمكن هؤلاء من إخضاع المجتمع الفلسطيني للحرب الداخلية المستمرة، وبالتالي تفتيت الوحدة الاجتماعية والسياسية للفلسطينيين.

إسرائيل تسعى للقضاء على التماسك الاجتماعي الفلسطيني

على مدار سنوات، كانت إسرائيل تعمل على تدمير المؤسسات الفلسطينية في الضفة الغربية وشرق القدس. وكان الهدف من ذلك هو جعل فكرة الدولة الفلسطينية غير قابلة للتحقيق. عبر دعم العصابات الإجرامية، كانت إسرائيل تسعى إلى دفع المجتمع الفلسطيني إلى حالة من الحروب الأهلية المستمرة، حيث يتم تقسيم الفلسطينيين إلى فصائل متناحرة تتنافس من أجل البقاء، دون أي أمل في الوحدة أو الاستقرار.

ويصف المحلل السياسي الفلسطيني محمد شحادة ما يحدث في غزة بقوله: “إسرائيل لا تستخدم العصابات لمحاربة حماس، بل تستخدمهم لتدمير غزة من الداخل”.

إسرائيل تواصل تراث الاستعمار الأوروبي في العصر الحديث

تعكس السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين امتدادًا لسياسة الاستعمار الأوروبي التاريخية، حيث كانت القوى الاستعمارية الأوروبية تسعى لاحتلال الأراضي وسرقة الموارد واستعباد أو إبادة الشعوب الأصلية. لطالما كانت الشعوب الأصلية تُعتبر “همجية” أو “حيوانات بشرية” لتبرير الأعمال الوحشية ضدهم.

وتعتبر إسرائيل في هذا السياق امتدادًا لهذا التراث الاستعماري، حيث تتبنى نفس الممارسات من إذلال وقتل واحتلال تجاه الفلسطينيين. وتحاول إسرائيل أن تبرر أفعالها باستخدام نفس الادعاءات التي استخدمها المستعمرون الأوروبيون في الماضي، وهي أن أعمال القتل والاضطهاد هي دليل على “التفوق الأخلاقي” و”العدالة الإلهية”.

غريتا تونبرغ تفضح التواطؤ الغربي

في خضم العدوان الإسرائيلي على غزة، خرجت الناشطة البيئية غريتا تونبرغ وطاقم السفينة “مادلين” ليكسروا الحصار الإسرائيلي على غزة. كانت هذه المبادرة محاولة من تونبرغ لإظهار تواطؤ الحكومات الغربية في جرائم إسرائيل، حيث حاولت السفينة كسر الحصار البحري المفروض على غزة، في تحدٍ لسياسات الدول الغربية المتواطئة مع إسرائيل.

واستخدمت إسرائيل وسائلها الإعلامية لتشويه سمعة هذه المبادرة، حيث وصفت السفينة بأنها “يخت سيلفي للمشاهير” وادعت أن غريتا تونبرغ كانت تقوم بحيلة إعلامية. لكن هذه المحاولة لم تفلح في إخفاء حقيقة تواطؤ الغرب في العدوان على غزة.

ردود فعل القادة الغربيين على العدوان

رغم الجريمة الإسرائيلية الواضحة ضد الفلسطينيين في غزة، لم يظهر قادة الغرب أي استعداد حقيقي للتحرك ضد إسرائيل. ففي الوقت الذي صرح فيه وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن “الوضع في غزة لا يُحتمل”، لم يتخذ أي من القادة الغربيين خطوات حقيقية لوقف العدوان أو فرض عقوبات قوية على إسرائيل.

وكذلك، لم يظهر أي رد فعل حقيقي من قِبل بريطانيا أو الدول الغربية الأخرى على الهجوم الإسرائيلي على السفينة البريطانية “مادلين”. في الواقع، لم تعبر هذه الدول عن أي استنكار فعلي للانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان.

رأي منصة العرب في بريطانيا AUK

تدين المنصة بشكل قاطع العدوان الإسرائيلي على غزة وتؤكد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف هذه الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.

كما ترفض المنصة محاولات التشويه التي تمارسها إسرائيل ضد نشطاء حقوق الإنسان، مثل غريتا تونبرغ وطاقم السفينة “مادلين”، الذين يحاولون كسر الحصار الإسرائيلي على غزة.

منصة AUK تؤكد على أهمية الوقوف إلى جانب حقوق الفلسطينيين ودعم جهودهم في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وتشدد على ضرورة تبني مواقف أكثر جرأة من قبل الحكومات الغربية لوقف تواطؤها مع إسرائيل ومحاسبتها على انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

المصدر: ميدل إيست آي 


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
9:56 pm, Jul 6, 2025
temperature icon 18°C
broken clouds
68 %
1007 mb
10 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 60%
Visibility 10 km
Sunrise 4:51 am
Sunset 9:18 pm