جمعية خيرية في بريطانيا تجمع التبرعات للجيش الإسرائيلي
أصدرت هيئة تنظيم الجمعيات الخيرية في بريطانيا تحذيرًا رسميًّا لجمعية خيرية في لندن بعد جمعها تبرعات لدعم جندي في الجيش الإسرائيلي، في انتهاك للقوانين البريطانية التي تحظر تقديم أي دعم للقوات المسلحة الأجنبية.
الجمعية، التي تعمل تحت اسم (Chabad Lubavitch Centres North East London and Essex Limited)، وتصف نفسها بأنها مكرسة لتعزيز الدين اليهودي الأرثوذكسي، جمعت أكثر من ألفَي باوند عبر صفحة تبرعات أطلقتها في أكتوبر 2023. وقد أثارت هذه الخطوة جدلًا واسع النطاق، حيث تلقت هيئة الرقابة أكثر من 180 شكوى بشأن القضية.
تفاصيل التبرعات وأوجه صرفها
أنشأت الجمعية صفحة التبرعات في الـ13 من أكتوبر 2023، بعد أقل من أسبوع من طوفان الأقصى الذي نفذته حركة حماس في الـ7 من أكتوبر. وجمعت الحملة نحو 2,280 باوند، منها 937 باوند أُرسلت مباشرة إلى الجندي، أما الباقي فاستُخدِم لشراء مُعَدات عسكرية غير قاتلة أُرسلت إلى الجندي نفسه في إسرائيل.
ومع ذلك، ذكرت هيئة تنظيم الجمعيات الخيرية أن أمناء الجمعية لم يتمكنوا من تقديم توضيح كامل بشأن كيفية إنفاق الأموال التي أُرسلت مباشرة، ما أثار تساؤلات عن الشفافية وسلامة إدارة الأموال.
وأكدت الهيئة أن تصرفات الجمعية تشكّل انتهاكًا صريحًا للقوانين البريطانية التي تسمح للجمعيات بجمع التبرعات لدعم القوات المسلحة البريطانية فقط، لكنها تحظر أي دعم مادي أو لوجستي للقوات المسلحة الأجنبية.
وقالت الهيئة: إن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها صلاحياتها لإصدار تحذير رسمي بشأن جمع تبرعات لمصلحة قوة عسكرية أجنبية.
وفي هذا السياق، صرحت مديرة الخدمات التنظيمية في الهيئة هيلين إيرنر: “لا يجوز قانونيًّا أو أخلاقيًّا لجمعية خيرية أن تجمع تبرعات لدعم جندي تابع لقوة عسكرية أجنبية. تحذيرنا الرسمي يستهدف إلزام الجمعية بتصحيح أخطائها، كما يُعَدّ رسالة واضحة للجمعيات الأخرى لضمان التزامها بأهدافها الخيرية”.
تحذيرات إضافية وتوضيح الجمعية
وطالبت الهيئة الجمعية باتخاذ خطوات لضمان أن تكون جميع أنشطتها، ويشمل ذلك جمع التبرعات، موجهة لأغراض خيرية بحتة ومتوافقة مع القوانين. كما نبهت إلى ضرورة وضع سياسة واضحة لإدارة المخاطر لضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات.
وحذّرت الهيئة من أن عدم الامتثال لتوصياتها قد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات تنظيمية إضافية، من بينها فتح تحقيق رسمي في نشاطات الجمعية.
وفي بيان رسمي، اعترف أمناء الجمعية بالمخالفات التي ارتكبوها، وأكدوا أن حملة التبرعات جاءت استجابة لمخاوف مجتمعية بشأن جنود الاحتياط الإسرائيليين.
وجاء في البيان: “في أعقاب هجمات الـ7 من أكتوبر، كانت هناك مخاوف، غذّتها تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي، بشأن نقص الملابس الشتوية والمُعَدات الواقية لجنود الاحتياط الذين استُدعُوا على عجل. ولكننا نعترف بأن حملتنا تجاوزت أهداف الجمعية الخيرية، ونثمن توجيهات الهيئة لضمان عدم تكرار ذلك في المستقبل”.
يُشار إلى أن هيئة الرقابة فتحت منذ أكتوبر 2023 أكثر من 200 قضية تتعلق بالصراع في الشرق الأوسط، شملت جمعيات خيرية ذات مواقف متباينة. كما أحالت أكثر من 40 قضية إلى الشرطة. ولكن في القضية الحالية أكدت الهيئة أنها تتعلق بمخالفة قانون الجمعيات الخيرية، ولا تستدعي إحالتها إلى السلطات الجنائية.
المصدر: الإندبندنت
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇