جمعيات خيرية مسلمة في بريطانيا توزع الطعام في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية

في ظل غلاء المعيشة والأعباء المالية التي أثقلت كواهل الأسر البريطانية، توزع جمعيات خيرية مسلمة في بريطانيا وجبات طعام خلال شهر رمضان مبارك.

يصطف آلاف الناس خارج مسجد شرق لندن في حي تاور هامليتس (Tower Hamlets)؛ للحصول على الوجبات الغذائية، حسب ما ذكر موقع (Middle East Eye).

وفي هذا السياق قالت إدارة المسجد: إنها اضطرت إلى مضاعفة عدد الوجبات التي تقدمها مقابل وجبة الإفطار اليومية التي يتناولها المسلمون عند الإفطار.

جمعيات خيرية مسلمة

تقف طوابير من النساء، كثير منهن يحملن عربات أطفال فارغة، خارج المسجد لجمع الطعام! ويرتدي بعضهن أقنعة، ويرتدي بعضهن الآخر أوشحة لتغطية وجوههن؛ حتى لا يتمكن أحد من التعرف عليهن.

منذ جائحة كوفيد-19، يدير مسجد شرق لندن بنكًا للطعام تحت اسم: (Maryam Center). وقد أُطلِق المشروع في البداية في عام 2020 لمساعدة الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بسبب الإغلاق، ولتوصيل الطعام إلى كبار السن الذين كانوا يعزلون أنفسهم لأسباب صحية.

لكن ارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة في المملكة المتحدة دفع الطلب على خدمات بنك الطعام إلى مستويات غير مسبوقة، ما ترك المتطوعين يواجهون صعوبات جمة لتلبية احتياجات مجتمع يعاني من أعلى مستويات الحرمان في العاصمة البريطانية.

وبهذا الصدد قالت صوفيا علام، التي تدير مشاريع في بنك الطعام (Maryam Center): إن عدد الأشخاص الذين يلجأون إلى بنك الطعام ويحصلون على وجبات الإفطار المجانية التي يقدمها مسجد شرق لندن كان في أعلى مستوياته على الإطلاق.

وأشارت علام إلى أن نحو ألف شخص يأتون إلى المركز كل يوم لتناول الإفطار.

وفي اليوم الأول من شهر رمضان نفدت وجبات الطعام، فهرع المتطوعون إلى سوبر ماركت “تيسكو” القريب؛ لشراء الشطائر الجاهزة وتقديمها للناس حتى يتمكنوا من الإفطار، حسب ما قالت علام.

الظروف المعيشية لمسلمي بريطانيا

أظهرت بيانات من مكتب الإحصاءات الوطنية أن أكثر من ثلثي سكان إنجلترا وويلز المسلمين البالغ عددهم 2.6 مليون نسمة يعيشون في مناطق ترتفع فيها معدلات البطالة.

وفي كانون الأول/يناير، بلغ التضخم في المواد الغذائية والمشروبات غير الكحولية 16.8 في المئة، وارتفعت أسعار الكهرباء في المملكة المتحدة بنسبة 66.7 في المئة وأسعار الغاز بنسبة 129.4 في المئة، وفقًا لمكتب الإحصاءات الوطنية.

وقد تفاقمت المشكلة أكثر فأكثر مع ارتفاع أسعار الضروريات، مثل الأرز وزيت الطهي، بأكثر من 10 في المئة خلال العام الماضي، وارتفع أسعار المواد الغذائية الأساسية في رمضان -ويشمل ذلك الدقيق والحمص- بنسبة 20 في المئة تقريبًا.

يُذكَر أن زيادة التكاليف هذه تؤثر تأثيرًا بالغًا على المسلمين البريطانيين، وفقًا لمجلس تنمية الزراعة والبستنة في المملكة المتحدة، حيث لجأ 19 في المئة من المسلمين إلى بنوك الطعام في العام الماضي.

وفي الشهر الماضي، كشفت أبحاث شبكة المعونة الغذائية المستقلة (IFAN) أن بنوك الطعام استقبلت طلبات قياسية لإعانة عدد كبير من الناس العاملين، ومنهم المعلمون والأطباء.

جدير بالذكر أن العمال الذين ينفذون الإضرابات يشكلون جزءًا كبيرًا من أولئك الذين لجأوا إلى بنوك الطعام، وتُعَد إضرابات القطاع العام هذه هي الأكبر منذ عقود.

المصدر: Press TV

اقرأ أيضًا:

المسلمون البريطانيون يتبرعون بمبلغ مليار باوند كل عام للأعمال الخيرية.

افتتاح مكتب مؤسسة خيرية لتمكين النساء المسلمات في جلاسكو

شاهينة هارون.. أول امرأة مسلمة تتولى منصب عمدة بيري البريطانية