جامعات بريطانية قد تدفع ملايين الجنيهات كتعويضات للطلبة الخريجين
كشفت صحيفة (The Mail On Sunday) أن جامعات بريطانية قد تضطر إلى دفع ملايين الباوندات؛ لتعويض الطلاب عن الفاقد التعليمي الذي عانوا منه نتيجة الوباء والإضرابات.
وشارك نحو 20 ألف طالب في رفع دعوى قانونية؛ لمطالبة الجامعات بتعويضهم عن الفاقد التعليمي، وفي حال ربح الطلاب الدعوى القانونية فسيحق لأي طالب التحق بالجامعة بعد عام 2018 الحصول على تعويض قدره 5000 باوند.
وقد راسلت المحكمة 18 جامعة -من بينها كوليدج لندن وإمبريال كوليدج لندن وجامعتا مانشستر وليدز- لإخطارها بالدعوى القضائية التي رُفعت ضدها.
جامعات بريطانيا قد تدفع 5000 باوند لكل طالب بعد إهدار الكثير من ساعات الدراسة
ومن المحتمل أن تشمل الدعوة عددًا أكبر من الجامعات، حيث يطالب مزيد من الطلاب بتعويض مادي عن ضياع ساعات الدراسة، بعد أن فرضت الجامعات نظام التعلم عن بعد في تلك الفترة.
وربما تُصدر المحكمة أمرًا قضائيًّا بحق جامعة (London Global University)؛ لدفع تعويض للطلاب بعد أن اتجهت إلى التعليم عن بعد بشكل كامل خلال العام الدراسي 2021-2022 بعد انتشار الجائحة، وستنظر المحكمة في قضايا رُفعت ضد 17 جامعة أخرى.
وقد شارك في تحريك الدعوى القضائية عدد كبير من الطلاب، ما سيؤدي إلى كسب مبالغ مالية كبيرة من الجامعات في حال نجاح الدعوى، وقد اجتمعت منظمة (Russel Group) التي تضم كبرى جامعات بريطانيا لمناقشة الأمر.
يُذكَر أن الجامعات حقَّقت أرباحًا إضافية عند انتشار الوباء؛ لأن التعليم عبر الإنترنت يسمح للجامعة بتوفير كثير من التكاليف، وبلغت أرباح الجامعات الـ18 التي رُفعت الدعوى القضائية ضدها نحو 18 مليار باوند العام الماضي.
وتسعى الجامعات البريطانية إلى تكريس التعليم المدمج، وهو مزيج من التعلم عبر الإنترنت، إضافة إلى بعض الندوات الطلابية، دون أن تخفض رسومها السنوية البالغة 9250 باوند للطالب.
كما عانى الطلاب من إضراب الكادر التدريسي، وتأثر معظم الجامعات بالإضرابات، وضاع نحو 575 ألف ساعة دراسية في عام 2018 وحده!
رغم انتشار الجائحة..جامعات بريطانية لم تقدم أي خصم للطلاب
وفي هذا السياق صوَّت نحو 70 ألف عضو من اتحاد الجامعات الأسبوع الماضي على استمرار الإضرابات التي ستشمل نحو 150 مؤسسة تعليمية.
وستمثل بعض المؤسسات القانونية الطلاب أمام القضاء، ومنها مؤسسة (Asserson) التي صرَّحت بأن: “الجامعات وعدت الطلاب بتوفير الدروس الشخصية لهم، والسماح لهم بالاستفادة من الخدمات التي تتيحها الجامعات مقابل الرسوم الكبيرة التي يدفعونها، لكن الجامعات أخفقت في توفير ذلك كله أثناء والوباء والإضرابات، وما زالت تطالب الطلاب بدفع المبلغ كاملًا!”.
وقال المحامي رايان دنليفي في: “إن الجامعات الثرية عوَّضت خسائر كورونا والإضرابات من الطلاب، ولم تقدم لهم أي تخفيض جزئي!”.
“وفي الوقت الذي زادت فيه الجامعات من أرباحها خلال فترة انتشار الوباء، كان الطلاب يعتمدون على القروض المالية والديون، ولم تتخذ الجامعات أي خطوة لتعويض الطلاب عن تدني الخدمات التي قدمتها لهم خلال تلك الفترة”.
وبهذا الصدد قال المتحدث باسم جامعات بريطانيا الذي يمثل نحو 140 جامعة بريطانية: “فرض وباء كورونا تحديات غير مسبوقة على القطاع التعليمي والطلاب، لكننا فخورون بأداء الجامعات التي تكيَّفت مع الوباء، وبلا ريب فنحن لا نعلق على مؤسسة بعينها ولا نتناول الحالات الفردية”.
وقالت تيا أودونيل التي درست الفنون الجميلة في جامعة سنترال سانت ماتينز بلندن بين عام 2018 و2021: “تأثرت سنوات دراستي كلها إما بكورونا أو بالإضرابات أو بكليهما”.
وأضافت: “شعرت بالخذلان والإحباط الشديد؛ بسبب تجربتي البائسة في الجامعة، وتحول حفل تخرجي إلى مناسبة للاحتجاج، وقد علقت لافتة كتب عليها أريد استعادة أموالي أثناء حفل التخرج”.
خريجون يطالبون باستعادة أموالهم
وقالت أيضًا: “كنت أتمنى لو أنني حظيت بحياة جامعية كغيري. لقد شعرت بالفراغ خلال سنوات دراستي في الجامعة”. (https://thereader.com/)
“عادة ما يدخل الناس الجامعة لأنها تمنحهم الثقة بالنفس والمهارات المطلوبة في الحياة، لكنني لم أحصل على ذلك كله، وشعرت بأن شهادتي مزيفة”.
وأشارت أودونيل إلى أنها راسلت جامعتها بالبريد الإلكتروني بعد حصولها على الدرجة النهائية، وطالبت الجامعة بدفع تعويضات عن الفاقد التعليمي، لكن أودونيل لم تتلقَّ ردًّا، فانضمت إلى الدعوى القضائية التي شارك فيها آلاف الطلاب.
وتابعت أودونيل: “إن سنوات دراستي كلها تأثرت بالإضرابات وبكورونا. لم أحصل على التعليم من المصادر التي كنت أتمناها، ولم أظفر بأي فرصة جيدة أثناء دراستي الجامعية، وبعد ذلك بدأت الإضرابات، وهدد الكادر الجامعي بعدم إقامة حفل تخرج للطلاب بعد تخفيض رواتبهم”.
وقال الخريج ديفيد هاموند: كنت أدرس الماجستير في السياسة العامة الدولية في جامعة كوليدج لندن المرموقة خلال العام الدراسي 2020-2021.
وقد كلفته دراسة الماجستير 14.160 باوند، وعلى الرغم من أن الجامعة أكدت له أنه سيحصل على تعليم مباشر مدة ست ساعات في الأسبوع على الأقل، فإنه تابع دراسته عبر الإنترنت!
اقرا أيضًأ :
الرابط المختصر هنا ⬇