ثوبي تاريخي وسَيبقى

لكلِّ بلد في العالم زيّ يُميزهُ عن البلد الآخر، وبِمُجَردْ أن نَرى هذا الزي نعلم هو لأيّ بلد يُنْسَب فَعِنْدَما نَرى ذاكَ الثوبَ الجَميل المُطرز بالخيوط الذّهَبية والأَلْوان الجميلة مع رَبْطة(حِزام ) على الخَصْر يجعل من تلبسه تشعر وكَأنّها أَميرة نَعلم بأنّه القفطان المغربيّ وعندما نرى الثوب ذا الأكمام الطويلة المصنوع من القطن أو الحرير ومعه غطاء الرأس من القماش نفسه نعلم أنّها (الدَّراعة) الكويتية. أمّا الثوب ذو التطريز اليدويّ والمسمّى (بالمدرقة) فنعلم بأنَّها النشمية الأردنية لباس يميز البلدان ويُدوّن بتاريخهم .
أطلق تلفزيون فلسطينيّ؛ وهي قناة فلسطينية تعرض كلّ الفنون الفلسطينية الجميلة والتي تبثّ من لبنان حملة استمرت عشرة أيّام حيثُ انتهت بالسابع والعشرين من شباط وكانت ردة فعل على ما فعله المحتلّ وهو أنّه نسب الثوب الفلسطينىّ الذي يصل عمره الى أكثر من ٥٠٠ عام له فألبس ملكة جماله الثوبَ الفلسطينيّ على أنَّه تراث إسرائيليّ.
حملة ثوبي تاريخي تصدّرت مواقع التواصل الاجتماعيّ جميعها في الفترة الماضية . و سعدنا بردود أفعال الشعوب العربية فيها. كيف لا ولغتنا واحدة …تاريخنا …آمالنا و أحلامنا واحدة، كيف لا والوجع واحد.
#ثوبي_تاريخي 🇵🇸
I am a proud Palestinian refugee.
Careful when looking at my 34-year-old traditional dress #thobe, it has an “ambiguous suspicious past”, like me, the “uncivilized” from a “war” country.
Note: war was created in my country by civilized people from Europe pic.twitter.com/KZWTOsyS8Z— Dima Khatib (@Dima_Khatib) February 28, 2022
ثوبي تاريخي مُطرز
بالأمس كان جُل حلمنا تحرير فلسطين وكلّ بُكائنا عليها واليوم نبكى على العراق، مصر، سوريا. نبكي على اليمن، السودان، لبنان . أم نبكي على دولٍ خذلتها حكوماتُها بتطبيعهم مع العدو فوق الطاولة ..
كلُّنا يعلم محاولات العدو الدائمة لسرقة المقدسات والأراضي والآن يتمادى بسرقة الثوب والدبكة وبعض المأكولات و ينسبها لتراثه.

هذا الثوب الذي يُعد هُوِية تتميز الفلسطينية به من بلدة لأخرى، فَكلّ منطقة تُعبر بِثوبها عن طبيعة سكانها وأرضها. فمنطقة الساحل وبنت يافا بالتحديد يتميز ثوبها بتطريزه باللون المائل للبرتقاليّ؛ نسبة لبيارات البرتقال التي تُميز يافا الجميلة. أمّا الثوب الجبليّ فيخلو من التطريز بسبب عمل النسوة بالزراعة وعدم وجود الوقت لديهنَّ لَيُطزْنَ ثيابهنَّ. بينما يمتاز ثوب بئر السبع ووسط فلسطين بغزارة التطريز لتوفر الوقت لديهنَّ أكثر من نساء الشمال حيث الثوب الأبيض الخالي تمامًا من التطريز والربطة التي توضع على الخصر ويُسمَّى هذا النوع من الثياب بـ(المردن.) .أمّا بنات جنين وطولكرم فيلبسْنَ ثوبًا مخملًا في الشتاء وثوبًا أبيضَ سادة في الصيف يُسمّى( الليلك ) لباس يُميز كلّ سيدة فمن يراها لا يطلب أن يعرف هي من أيّ منطقة قادمة . فثوبها يتحدّث.

الثوب الفلسطينيّ الذي تشرَّب بدم الشهداء فَـكم من أمِّ شهيدٍ تشرَّبَ ثوبها بدم ابنها قبل أن يتشربه تراب الوطن .
أهدتني جدّتي ثوبها عندما تزوجت وأنا أهديته لابنتي . كتبت بخاطرة لي “ثوبك يا ستّي ما انسرق منك؛ مستحيل ينسرق مني” كيف ِلـلُمام الأرض الذين كانوا يعيشون بأحياء خاصة تُسمّى الجيتو، تلك الأحياء التي خصصها الأوربيون لهم حيثُ كانوا يُلْبِسُوهم ثيابًا صفراء حتّى يُميزوهم بسبب قذارتهم بعدها اختاروا وطني ليكون وطنهم . كان أولى بهم أنْ يلبسوها ثوباً أصفرَ لو أردنا الرجوع للأصل.
أدعو كلّ الفلسطينيات في العالم للمحافظة على لبس الثوب في كلّ المناسبات ولنحافظ على جعل العالم يتحدّث عن تلك الفلسطينية التي تتعامل برقي وجمال أخلاق وهي ترتدي ثوبًا يدلُّ على عراقة وأصالة شعب لن يُقهر. حتى ولو تمادى العدو وزاد بطشة لن نسمح له بكلّ ما أُوتينا من قوة فليفعل ما شاء .
اقرأ المزيد
حملة دولية للعناية بالثوب الفلسطيني تحت شعار ثوبي تاريخي
العشاء الفلسطيني النباتي الأول
الرابط المختصر هنا ⬇