كيف أصبح تومي روبنسون زعيم اليمين المتطرف في بريطانيا؟
تجمّع نحو 40 ألف شخص في ساحة ترافلغار وسط لندن في يوليو الماضي؛ لدعم الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون، الذي ألقى كلمة تعهد فيها بعدم الخضوع لما وصفه بـ”الأكاذيب” التي تُوجّه ضده، وقال: “الموت أو السجن أو المجد، لن نخضع”. وبعد ذلك حُكم على روبنسون بالسجن 18 شهرًا بتهمة ازدراء المحكمة، حيث أشار القاضي جونسون في محكمة وولوِتش الملكية إلى عدم إبداء روبنسون أي ندم وعدم وجود احتمال لإعادة تأهيله، مؤكدًا أن تصرفاته تدل على أنه يرى نفسه فوق القانون.
وبينما كان في قفص الاتهام، ضرب روبنسون صدره وألقى التحية على مؤيديه الذين بادلوه التحية بإلقاء القبلات، قبل نقله إلى سجن بلمارش الشديد الحراسة في جنوب شرق لندن. ويمثل سجن روبنسون حلقة جديدة في رحلته التي بدأت من امتلاك صالون تسمير في لوتون ببدفوردشير إلى أن أصبح رمزًا لليمين المتطرف في بريطانيا والولايات المتحدة ودول أخرى.
تومي روبنسون
وُلد تومي باسم ستيفن ياكسلي في 1982 بمدينة لوتون لأب إنجليزي وأم إيرلندية، له تاريخ طويل في السجن، حيث قضى أربع عقوبات سابقة وبدأ الآن عقوبته الخامسة. ويُعَد روبنسون من الشخصيات البارزة على الساحة اليمينية، ويصفه نيك لويلز، المدير التنفيذي لمجموعة “أمل لا كراهية” المناهضة للعنصرية، بأنه “شخص معقد ومتناقض لكن لا ينبغي التقليل من شأنه”.
وفي بداية مسيرته، أسس روبنسون مع ابن عمه كيفين كارول منظمة “رابطة الدفاع الإنجليزية” للتصدي لما وصفه بـ”صعود الإسلام المتطرف”، وبدأت الرابطة بجذب مؤيدين من مشجعي كرة القدم المحليين. ومع ازدياد التغطية الإعلامية، اختار اسم “تومي روبنسون” بوصفه اسمًا مستعارًا استوحاه من أحد مشجعي نادي لوتون تاون.
تأسيس رابطة الدفاع الإنجليزية وبدء التحريض ضد المسلمين
وركز روبنسون وأعضاء “رابطة الدفاع الإنجليزية” على ما اعتبروه تهديدًا إسلاميًّا، حيث كانت الهتافات التي تدعو إلى طرد “المسلمين الإرهابيين من شوارعنا” تتردد في تجمعاتهم، وزعم روبنسون أن المسلمين سيتفوقون عدديًّا على الأوروبيين خلال عقود.
وطيلة سنوات استمر روبنسون في بناء قاعدته الشعبية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وجمع الأموال من التبرعات. وفي عام 2018، حظرت منصة تويتر حساب روبنسون بسبب “خطاب الكراهية”، وتبعتها منصتا فيسبوك وإنستغرام. وعاد على تويتر في 2023 بعد استحواذ إيلون ماسك على الشركة، حيث استقطب مليون متابع جديد.
الدعم الخارجي: دعم من اليمين المتطرف الأمريكي والكندي
وخارج بريطانيا، اكتسب روبنسون دعمًا من اليمين المتطرف في الولايات المتحدة وكندا وبعض الأثرياء. وقال لويلز: “لقد نجح روبنسون في تحويل الكراهية إلى مصدر للدخل بطريقة لم يسبق لها مثيل”.
أسس روبنسون مؤخرًا منصة “أوربان سكوب” التي تدعي تقديم صحافة مستقلة بعيدة عن “تأثير الشركات”، وتتيح لمؤيديها التبرع عبر العملات الرقمية وشراء منتجات تحمل شعاره.
ازدياد شعبية روبنسون بين مؤيديه
ورغم إعلان روبنسون إفلاسه في 2021، كشفت منظمة “أمل لا كراهية” أن أسلوب حياته الفاخر لم يتأثر، حيث يقال إنه ينفق أموالًا طائلة على القمار والشرب والفنادق الفاخرة. وقد أثار الجدل مؤخرًا بعد أن حرّض الناس على إثارة الشغب في المملكة المتحدة من فندق من فئة خمس نجوم في قبرص عقب حادثة مقتل ثلاث فتيات صغيرات في ساوثبورت، واستخدم منصاته لنشر معلومات مغلوطة عن الحادث ودعوة مؤيديه “للانتفاض”.
ويبدو أن حركة روبنسون اليمينية المتطرفة تزداد قوة، إذ يشير مراقبون إلى أن العدد الكبير في تجمعات ترافلغار يُبرِز ازدياد شعبية هذه الحركة التي تتسم بأنها “ما بعد تنظيمية” وتعتمد كثيرًا على تأثير روبنسون بوصفه “مؤثرًا اجتماعيًّا”، حيث أصبح رمزًا لحركة شعبية تتجاوز الأحزاب والسياسة الرسمية، لكنها تظل ذات تأثير ملموس في الشارع.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇