تلغراف: حتى ترامب لا يستطيع كبح جماح نتنياهو

في تحليلٍ نشرته صحيفة التلغراف البريطانية يوم الأحد 7 يوليو 2025، تحت عنوان: “Not even Trump can stand in Netanyahu’s way”. يسلط الصحفي والمحلل الدفاعي المخضرم كون كوغلين الضوء على عمق التوترات بين الحليفين: الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك على خلفية الجدل الدائر حول وقف إطلاق النار في غزة.
ورغم الدعم العسكري الكبير الذي قدمته إدارة ترامب مؤخرًا لإسرائيل في عمليتها ضد المنشآت النووية الإيرانية، يرى الكاتب أن نتنياهو لن يقبل بأي وقف لإطلاق النار في غزة قبل “القضاء التام على حماس”، حتى لو أغضب ذلك حليفه في البيت الأبيض.
من طهران إلى غزة.. حسابات لا تتطابق
وفقًا للتقرير، وافق ترامب على مشاركة الولايات المتحدة بشكل مباشر في الهجوم على إيران، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات من طراز Bunker Buster، لضرب منشآت التخصيب النووي الإيرانية المحصنة في نطنز وفوردو. وقد منح هذا التدخل دفعة حاسمة للهجوم الإسرائيلي المعروف باسم “عملية الأسد الصاعد”.
لكن ما إن انتهت الضربة على إيران، حتى أعاد ترامب تركيز اهتمامه على ملف غزة، مدفوعًا برغبته في تحقيق إنجاز دبلوماسي كبير يدعمه في مسعاه لنيل جائزة نوبل للسلام، خاصة بعد تعثّره في الملف الأوكراني نتيجة رفض بوتين التفاوض.
صفقة غزة.. بين الأسرى والانسحاب
يرى كوغلين أن ترامب يسعى إلى فرض هدنة جديدة في غزة، تقوم على صفقة تبادل أسرى بين الطرفين، مقابل تخفيف الحصار واستئناف المساعدات الإنسانية، وربما انسحاب عسكري تدريجي من القطاع.
لكن العقبة الكبرى أمام هذا السيناريو، بحسب التلغراف، هي تمسّك نتنياهو بهدفه الأساسي: إزالة أي وجود لحركة حماس في غزة، وهو ما يصعّب عليه القبول بأي انسحاب قبل استكمال ما يسميه “تحقيق النصر”.
غضب ترامب وامتعاض نتنياهو
التوتر الشخصي بين الرجلين ليس جديدًا؛ فترامب، بحسب الصحيفة، يتّهم نتنياهو بالجحود وعدم الامتنان، رغم دعمه السياسي والعسكري غير المسبوق له. وقد بلغ الغضب ذروته حين وصف ترامب سلوك إسرائيل – إلى جانب إيران – بأنه “غير مسؤول”، واتّهم الطرفين بـ”عدم معرفة ما يفعلونه”، وهو تصريح نادر في وصف حليف استراتيجي.
ورغم أن واشنطن وتل أبيب نسّقتا الهجوم على إيران بدقة، فإن ملف غزة لا يزال محل خلاف حاد، قد يخرج إلى العلن خلال زيارة نتنياهو المقبلة إلى العاصمة الأميركية.
نهاية الدعم الإيراني لحماس؟
من بين النقاط المثيرة التي يطرحها كوغلين، أن الهجوم الأميركي-الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية أضعف قدرة طهران على دعم حماس ماليًا وعسكريًا، مما جعل الحركة “في أضعف لحظة منذ 7 أكتوبر”، بحسب تقدير التلغراف.
ويعني ذلك أن نتنياهو قد يرى الآن فرصة سانحة لتصفية الحركة نهائيًا، حتى وإن جاء ذلك على حساب العلاقة مع واشنطن.
وجهة نظر “العرب في بريطانيا” (AUK):
تعكس تحليلات كهذه حجم التصدعات داخل معسكر داعمي الحرب الإسرائيلية على غزة، وتُظهر أن الخلاف ليس بين القوى العالمية و”حماس” فحسب، بل يمتد أيضًا داخل المؤسسة الغربية نفسها حول جدوى هذا المسار الدموي.
إن استمرار الاحتلال والعدوان، ورفض الانصياع لأي جهود جادة لوقف إطلاق النار أو الانسحاب العسكري، يكرّس منطق القوة ويقوّض فرص الاستقرار في المنطقة.
وترى منصة “العرب في بريطانيا (AUK)” أن السبيل الحقيقي لوقف العنف يمرّ عبر رفع الحصار عن غزة، وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب، لا عبر الرضوخ لمعادلات القوة المجردة التي تتجاهل العدالة والكرامة الإنسانية.
المصدر: التلغراف
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇