العرب في بريطانيا | تقرير: مشروعات الشباب المسلم تساهم بـ30 مليون ب...

1447 ربيع الثاني 12 | 05 أكتوبر 2025

تقرير: مشروعات الشباب المسلم تساهم بـ30 مليون باوند سنويًا في الاقتصاد البريطاني

4645503-897128901
شروق طه October 4, 2025

أظهر تقرير حديث أن المبادرات الشبابية التي تقودها منظمات إسلامية في بريطانيا تحقق أثرًا اجتماعيًّا واقتصاديًّا كبيرًا، إذ تساهم بتوفير ما يصل إلى 30 مليون باوند سنويًّا على دافعي الضرائب، من خلال تدخلات مباشرة تستهدف الفئات الشابة وتحد من انتشار العنف بينهم.

التقرير الذي أصدره مركز الأبحاث “إكوي” تحت عنوان “مواجهة عنف الشباب: أثر المنظمات الإسلامية”، يأتي في وقت حساس تشهد فيه البلاد ارتفاعًا مقلقًا في معدلات العنف المرتبط بالمراهقين، إذ ازدادت وَفَيَات الشباب بسبب حوادث الطعن بالسكاكين بنسبة 141 في المئة، ما أثار قلقًا متزايدًا لدى السلطات والمجتمع على حد سواء.

مبادرات واسعة النطاق

ويُعد هذا التقرير الأول من نوعه في بريطانيا الذي يقيس القيمة الاجتماعية والاقتصادية للعمل الشبابي الذي تقوده منظمات دينية.

فقد تناولت سبع مبادرات شبابية إسلامية تمتد من لندن حتى إدنبرة، وتصل بطريقة مباشرة إلى أكثر من 45 ألف شاب سنويًّا.

ووفقًا للتقرير، تحقق هذه المبادرات عائدًا استثماريًّا لافتًا، إذ توفّر ما يعادل 5.3 باوندات مقابل كل باوند يُنفَق، بفضل النتائج الملموسة المتمثلة في تقليل الانخراط في الجرائم، تحسين الصحة النفسية، رفع مستويات التحصيل الدراسي، وخفض معدلات العودة للجريمة.

قصص نجاح على أرض الواقع

وسلّط التقرير الضوء على قصة “يوسف”، وهو مراهق استُبعِد من المدرسة، ووجد نفسه في دائرة عنف متكررة.

من جانبه أكد يوسف أن التحلي بالإيمان ساعده على كسر هذه الدائرة، وهو اليوم يعمل مرشدًا شبابيًّا يساعد آخرين يواجهون تجارب مشابهة.

وقال: “نحن لا نبقي الأطفال بعيدًا عن الشوارع فحسب، بل نساعدهم على التعافي والنمو والقيادة، لكن لا يمكننا القيام بذلك بمفردنا، نحن بحاجة إلى أن يرى صانعو السياسات عملنا، وأن يمولوه، وأن يتعاونوا معنا”.

دور المساجد والمراكز المجتمعية

أشاد التقرير بالدور الكبير للمنظمات الإسلامية، إذ لا يقتصر دعمها على الإرشاد والاستشارات، بل يمتد ليشمل إشراك أولياء الأمور، وتوفير مسارات للتوظيف، وتقديم التوجيه الروحي.

ويعمل كثير من هذه المبادرات انطلاقًا من المساجد والمراكز الشبابية والمجتمعية، وهي أماكن يصعب على الخدمات الحكومية الرسمية الوصول إليها بسهولة، كما تسهم هذه المبادرات في سد الفجوات عبر التعاون مع المدارس والشرطة والخدمات الاجتماعية.

فرص غير مستغلة وتحديات قائمة

مع وجود أكثر من ألف مسجد في بريطانيا، يرى التقرير أن هناك إمكانات غير مستغلة لتوسيع نطاق العمل مع الشباب، مستفيدين من البنية التحتية القائمة.

غير أن هناك عقبات حقيقية تواجه هذه الجهود، أبرزها صعوبة توجيه التبرعات التطوعية من الجاليات الإسلامية إلى مشاريع شبابية طويلة الأمد، إضافة إلى نقص البيانات الذي حال دون إدراج هذه المنظمات في التقييمات الوطنية.

دعوة للحكومة والداعمين

وحثّ مركز “إكوي” الحكومة البريطانية والسلطات المحلية والجهات الممولة على الاعتراف بالمنظمات الدينية كشركاء استراتيجيين في تعزيز الصحة العامة وأمن المجتمع.

وتضمنت التوصيات توفير تمويل طويل الأجل وغير مشروط، واعتماد سياسات تعاقد أكثر حساسية للثقافات المتنوعة، وإدراج مقدمي الخدمات الدينية في استراتيجيات الوقاية الوطنية من العنف.

ضرورة أخلاقية واقتصادية

من جانبه نبّه جافيد خان، المدير العام لمركز “إكوي”، إلى أن الاستثمار في هذه المبادرات ضرورة مزدوجة، أخلاقية ومالية على حد سواء.

وقال: “هذه ليست مجرد ضرورة أخلاقية، بل هي ضرورة مالية أيضًا. لدينا أدلة تثبت أن هذه البرامج تنجح. والسؤال الآن هو ما إذا كان صانعو السياسات على استعداد للاستثمار فيما ينقذ الأرواح والأموال بالفعل”.

وبينما يتصاعد النقاش في بريطانيا بشأن سبل مواجهة العنف بين الشباب، يبرز التقرير بوصفه دليلًا على أن المنظمات الإسلامية قادرة على أداء دور محوري في حماية المجتمع، مع تقديم قيمة اقتصادية ملموسة تعود بالنفع على الدولة والمجتمع بأسره.

المصدر: arabnews


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
1:14 am, Oct 5, 2025
temperature icon 12°C
broken clouds
76 %
1010 mb
18 mph
Wind Gust 29 mph
Clouds 79%
Visibility 10 km
Sunrise 7:07 am
Sunset 6:29 pm

آخر فيديوهات القناة