تقرير صادم يكشف: بريطانيا أرسلت أكثر من 500 طائرة تجسس إلى غزة!

كشف تحقيق استقصائي أجرته منظمة “العمل ضد العنف المسلح” (AOAV) لصالح موقع Declassified UK، أن القوات الجوية الملكية البريطانية (RAF) نفذت ما لا يقل عن 518 مهمة تجسس واستطلاع جوي فوق قطاع غزة، وذلك بين ديسمبر 2023 ومارس 2025.
هذه المهمات نفذتها طائرات Shadow R1 التابعة للسرب 14 من قاعدة أكروتيري البريطانية في قبرص، وسط تكتم شديد وغياب للشفافية، ما أثار تساؤلات بشأن مدى تورط بريطانيا في تقديم معلومات استخباراتية ساهمت في الهجمات الإسرائيلية على غزة.
حجج رسمية.. وتشكيك متزايد

وتصر الحكومة البريطانية على أن هذه الرحلات تهدف حصريًا إلى البحث عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، لكنها لم تقدم أدلة مقنعة تدعم هذا الادعاء. وقد تزامنت العديد من هذه المهمات مع هجمات إسرائيلية دموية، ما زاد من الشكوك بشأن استخدام المعلومات البريطانية في تلك العمليات.
تزامن خطير مع مجازر إسرائيلية
من أبرز الأمثلة التي أوردها التقرير:
-
24 مهمة ISR نُفذت في الأسبوعين السابقين ويوم تنفيذ الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات في 8 يونيو 2024، والذي أسفر عن استشهاد 274 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 700، رغم أن العملية أدت إلى تحرير أربعة رهائن فقط.
-
15 مهمة ISR سبقت الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح في 12 فبراير 2024، الذي أدى إلى استشهاد 67 فلسطينيًا.
-
6 مهمات ISR نُفذت خلال ما سُمي بـ”الهدنة المحدودة” في فبراير 2025، ما يثير التساؤلات بشأن استمرار الدعم الاستخباراتي رغم وقف إطلاق النار المزعوم.
هبوط مباشر في قواعد عسكرية إسرائيلية
في 13 فبراير 2024، يُرجح أن طائرة Shadow R1 بريطانية هبطت في قاعدة نفاتيم العسكرية الإسرائيلية، وبقيت هناك لساعتين. وتُعد هذه القاعدة مركزًا رئيسيًا للطائرات الإسرائيلية من طراز F-35، التي شاركت على نطاق واسع في قصف غزة.
مشاركة من حكومتين بريطانيتين

الطلعات الجوية نُفذت تحت إشراف حكومتين متتاليتين:
-
303 مهمة خلال فترة رئاسة ريشي سوناك (حزب المحافظين).
-
215 مهمة خلال فترة كير ستارمر (حزب العمال).
وقد شهد عام 2024 ذروة النشاط، حيث سُجلت 49 مهمة في بعض الأشهر، بمدة وصلت أحيانًا إلى أكثر من 7 ساعات للرحلة الواحدة.
وأثار غياب الرقابة البرلمانية مخاوف قانونية وإنسانية من تورط بريطانيا في انتهاكات للقانون الدولي، بما في ذلك إمكانية اعتبارها شريكة في جرائم حرب بموجب نظام روما الأساسي.
مخاوف قانونية دولية
تأتي هذه المعلومات في وقت تواجه فيه إسرائيل اتهامات بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية (ICJ) وجرائم حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية (ICC). وقد صدرت بالفعل مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.
رغم أن المملكة المتحدة موقّعة على اتفاقيات جنيف ومعاهدة تجارة الأسلحة الدولية، إلا أن الحكومة البريطانية أقرت في المحكمة بأن إسرائيل لا تلتزم بالقانون الإنساني الدولي، ومع ذلك لا تزال الطلعات الجوية مستمرة.
مطالب بتحقيق علني ومساءلة دولية
يتصاعد الضغط من نواب ومؤسسات حقوقية لفتح تحقيق عام على غرار “تقرير شيلكوت”:
-
النائب المستقل جيريمي كوربين دعا إلى تحقيق شامل في “التعاون العسكري مع إسرائيل”، محذرًا من أن “البرلمان مُغيب تمامًا”.
-
منظمات مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش طالبت بكشف شامل لطبيعة الطلعات الجوية ودورها المحتمل في قصف المدنيين.
-
وقالت الناشطة نوبريت كالرا من منظمة CODEPINK: “عندما تُذبح عائلات تحت الخيام أو يُقتل صحفي بطائرة مسيّرة، علينا أن نسأل: من أين جاءت الاستخبارات؟ بريطانيا يجب أن توقف فورًا هذه الرحلات وتغلق قواعدها العسكرية في قبرص”.
المصدر: declassifieduk
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇