تقدّم صادم لحزب ريفورم.. فاراج يتفوق على حزب العمال بـ15 نقطة ويحلم بالسلطة

أظهر استطلاع رأي حديث صدمة في المشهد السياسي البريطاني، بعد أن حقق حزب ريفورم البريطاني (Reform UK) بقيادة نايجل فاراج تقدّمًا كبيرًا على حزب العمال، بلغ 15 نقطة كاملة، وهو أكبر فارق يسجله الحزب منذ بدء مؤسسة (BMG) استطلاعاتها لمصلحة صحيفة آي في نيسان/إبريل 2022.
وبحسَب نتائج الاستطلاع، فإن 35 في المئة من الناخبين أعلنوا نيتهم التصويت لحزب ريفورم مقابل 20 في المئة فقط لحزب العمال، فيما جاء المحافظون في المرتبة الثالثة بـ17 في المئة.
ولو جرت الانتخابات العامة اليوم، فإن هذا التقدم كان سيُترجَم إلى أغلبية ساحقة تصل إلى 400 مقعد تضع فاراج على عتبة مقر رئاسة الوزراء في داونينغ ستريت.
أزمة القوارب تدفع الناخبين لدعم حزب ريفورم
يرى محللو الاستطلاع أن خيبة أمل الناس بإخفاق الحكومات المتعاقبة في كبح أزمة قوارب المهاجرين عبر القنال الإنجليزي كانت المحرك الأبرز لصعود حزب ريفورم.
وأظهر الاستطلاع أن 41 في المئة من الناخبين يثقون بفاراج وحزبه لمعالجة الملف، مقابل 14 في المئة فقط للعمال و8 في المئة للمحافظين.
وكان فاراج قد أعلن هذا الأسبوع خطة لترحيل 600 ألف مهاجر خلال خمس سنوات في حال وصوله إلى السلطة، تشمل الانسحاب من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان واحتجاز آلاف المهاجرين قسريًّا داخل بريطانيا. ورأى 39 في المئة من الناخبين أن خطته قابلة للتحقيق، في حين شكك 29 في المئة في إمكان تنفيذها.
شعبية المحافظين في تراجع
حمل الاستطلاع أنباء قاتمة أيضًا لزعيمة المحافظين كيمي بادينوك، إذ تراجع حزبها بـ7 نقاط مقارنة بالانتخابات العامة الماضية، فيما لم يبدِ سوى 8 في المئة من الناخبين ثقتهم في قدرة المحافظين على حل أزمة القوارب.
كما تراجعت شعبية بادينوك نفسها إلى معدل بلغ -9، في حين ارتفعت معدلات الرضا عن أداء فاراج إلى +5، إذ قال 37 في المئة من البريطانيين إنهم راضون عن أدائه مقابل 32 في المئة غير راضين.
في المقابل، تهاوت أرقام رئيس الوزراء وزعيم حزب العمال كير ستارمر إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، بصافي عدم رضا بلغ -41 في المئة، ليصبح غير محبوب بقدر ما كان سلفه ريشي سوناك قبل الانتخابات الماضية.
سخط المحافظين يغذي صعود ريفورم
أوضحت نتائج الاستطلاع أن جزءًا كبيرًا من قاعدة دعم ريفورم الحالية جاء من ناخبي المحافظين، حيث إن 30 في المئة من داعميه الجدد صوّتوا للمحافظين في انتخابات 2024، في حين جاء 15 في المئة من العمال.
كما رأى 34 في المئة من الناخبين أن حزب ريفورم هو الأكثر ثقة في مواجهة ارتفاع مستويات الهجرة، مقارنة بـ15 في المئة للعمال و10 في المئة للمحافظين.
ويرى محللو (BMG) أن “خيبة الأمل بإخفاق حزب العمال والحكومات السابقة في السيطرة على أزمة القوارب تغذي بقوة الدعم لحزب ريفورم”، مضيفين أن المزاج العام يتجه نحو نهج أكثر حزمًا في ملف الهجرة، يشمل تشديد العقوبات، وزيادة ضبط الحدود، والنظر في الطلبات خارج البلاد.
العمال في موقف دفاعي
لم يقتصر الضغط على حزب العمال على الأرقام الكارثية في الاستطلاع، بل واجه أيضًا عقبات عملية خلال الصيف. فقد تجاوز عدد اللاجئين الذين عبروا القنال منذ وصول ستارمر إلى السلطة 50 ألفًا، كما أثار حكم قضائي بإخلاء فندق لجوء في إسكس موجة احتجاجات، رغم أن محكمة الاستئناف ألغت القرار لاحقًا.
مع ذلك، يصر العمال على امتلاكهم خطة “منضبطة ومنظمة” لإنهاء استخدام فنادق اللجوء بحلول 2029. ويؤكد الحزب أنه خفّض بالفعل عدد هذه الفنادق من 400 فندق في صيف 2023 إلى نحو 200 فندق حاليًّا، ما قلّص التكاليف اليومية من 9 ملايين باوند إلى 5.5 مليون باوند.
وفي تعليقها على حكم محكمة إبينغ الأخير، قالت وزيرة الداخلية أنجيلا إيغل: “لقد ورثنا نظامًا فوضويًّا يكلف المليارات، لكننا سنغلق جميع فنادق اللجوء بحلول نهاية هذه الدورة البرلمانية. الشعب البريطاني يستحق أفضل من ذلك، ولن نتوقف حتى إنجاز المهمة”.
أرقام كارثية للعمال وعقبات مقبلة
يرى خبراء (BMG) أن الأرقام الأخيرة تهدد بإعادة تشكيل الخريطة السياسية البريطانية. وقال روبرت ستراذرز، رئيس وحدة الاستطلاعات بالمؤسسة: إن السياسة في البلاد “تتعرض لاهتزاز جذري بفعل صعود حزب ريفورم”، مؤكدًا أن “هذه النتائج كارثية بالنسبة للعمال، وإذا لم يتغير الوضع فسيزداد الضغط من أجل تغيير الاستراتيجية وربما حتى تغيير رئيس الوزراء”.
وقد أُجري الاستطلاع على عيّنة ممثلة من 1504 بالغين في بريطانيا عبر الإنترنت بين الـ26 والـ28 من آب/أغسطس 2025، وفق معايير مجلس الاستطلاعات البريطاني.
المصدر: آي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇