تفضيل الجامعات البريطانية للأقليات .. تنوع إيجابي أم عنصرية ضد البيض؟
تفضيل الجامعات البريطانية للأقليات .. تنوع إيجابي أم عنصرية ضد البيض؟ يبدو هذا السؤال غير ذا أهمية في الوهلة الأولى ولكن تصاعد حدة المعارضين للسياسات التفضيلية في بريطانيا وأمريكا قد يقود إلى حملات عكسية خطيرة، فهل آن أوان التخلي عن ذلك؟
مع اتخاذ بعض الجامعات والشركات في بريطانيا خيار تفضيل تعيين واختيار الأشخاص من الأقليات العرقية أو الجنسية أو غيرها من باب الموازنة وإعطاء الفرصة للجميع، ظهرت أصوات معارضة لمبدأ التنوع، حيث يبدو بأنه غير عادل للأغلبية من الذكور البيض في البلاد الذين يرون بأنهم ضحايا فقدان فرص مهمة بسبب هذا المبدأ والذي يعد قانونا في الولايات المتحدة باسم Affermative Action.
المنظمات الكبرى في بريطانيا والولايات المتحدة تسمي هذا التفضيل للأقليات باسم “التمييز الإيجابي” فالمفهوم الحقيقي للعمل الإيجابي الذي يُؤوَّل في أذهان معظم الناس بالعنصرية هو تمييز إيجابي بوجهة نظر تلك المنظمات، وبخاصة في نظام التعليم العالي.
التمييز الإيجابي
يُعَد التمييز الإيجابي شكلًا من أشكال التمييز الذي يكون بتفضيل شخصٍ ما من خلال معاملته بطريقة إيجابية ومختلفة عن الآخرين. ومثال ذلك: تعيين جامعة أو مؤسسة لشخص من مجموعة ناقصة التمثيل في منصب ما دون الأخذ في الاعتبار امتلاكه المهارات الكافية لهذا المنصب مع تجاوز المرشحين الآخرين المؤهلين.
وقد يكون لاختيار طالب أو توظيف شخص غير مؤهل عدد من العواقب الوخيمة، أولها تعريضه للخطر لقيامه بدور لا يملك المعرفة والمهارات الكافية لتأديته، ما يعرضه للتوتر والضغط النفسي وعدم الانسجام مع باقي الطلبة والموظفين.
وقد يشعر المرشحون الآخرون الذين رُفضت طلبات تقديمهم بعدم الرضا فيقدمون طعونًا قانونية على القرار، ما يؤدي إلى أخطار مالية والإضرار بسمعة المؤسسة. ويمكن أن يؤثر ذلك في سمعة المؤسسة الإنتاجية وتوليد الدخل فيها.
بين التنوع و التفضيل
التنوع الإيجابي شكل من أشكال التشجيع لزيادة عدد المرشحين لتخصص دراسي أو منصب ما، وتكون عملية الاختيار مبنية على الكفاءة والمهارات اللازمة بغض النظر عن العرق أو الجنس وما إلى ذلك.
يوجد عدد من الأشياء التي يمكنها توسيع تنوع المرشحين:
- التحقق من أن اللغة المستخدمة في إعلان التوظيف شاملة ولا تستخدم عن غير قصد مصطلحات قد تمنع تقديم المرشحين.
- استخدام مجموعة واسعة من الوسائط للإعلان، ومن ذلك الصحافة المحلية والمواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، وكذلك استخدام المنظمات التي تروِّج المساواة بين المجموعات المحمية.
- الترويج لأي سياسات مراعية للأسرة، مثل العمل المرن والتشجيع على استخدام التعديلات المعقولة لذوي الاحتياجات الخاصة.
- الحملات التي تتحدى الصور النمطية الاجتماعية للأدوار، على سبيل المثال: حملة “Men Do Care” هي أيضًا شكل من أشكال العمل الإيجابي.
النقطة الأساسية من هذه الخطوات هي جذب المرشحين، وليس تجاوز عملية الاختيار المشروعة أو التدخل فيها بأي شكل من الأشكال.
التمييز القانوني وتفضيل الجامعات البريطانية للأقليات
يكون التمييز قانونيًّا في بريطانيا في بعض الحالات مثل:
عندما يكون لدى المرشح إعاقة فيحتاج إلى تعديلات يجب إجراؤها لتسهيل تقديمه على عملية الاختيار، وفي أي تخصص جامعي أو وظيفة مستقبلية يجب علىمسؤول المباشر النظر في تلك التعديلات وتنفيذها.
ومثال ذلك: ضمان إجراء جميع المقابلات الخاصة بالقبول الجامعي أو الوظيفة في مكتب يمكن الوصول إليه بسهولة لمستخدم الكرسي المتحرك مع وجوب توفر جميع المعايير والشروط في هذا المرشح.
لا ينبغي أن تكون الإعاقة عائقًا أمام طلب التقديم أو الاختيار للمنصب، ولكن توجد وظائف لا تسمح بإجراء تعديلات مثل العمل خارج المكتب أو العمل في مناطق نائية.
ويكون إجراء التعديلات وتطبيقها على أساس فردي.
النقطة الثانية التي يكون فيها التمييز قانونيًّا هي عندما يجب اتخاذ قرار نهائي بين مرشحين متطابقين. في هذه الحالة يمكن للمؤسسة أو لجنة الاختيار تعيين المرشح من المجموعة ذات التمثيل الناقص في مكان العمل، وهو خيار يعود إلى رب العمل وليس ملزمًا به.
اقرأ المزيد:
لماذا يتجه الطلبة في بريطانيا نحو المعاهد المهنية عوضا عن الجامعات؟
ارتفاع طلبات الالتحاق بالجامعات لسكان المناطق الأكثر فقرا في بريطانيا
ما الفرق بين وظيفتك والوظائف التي زاد دخلها مؤخّرًا في بريطانيا؟
الرابط المختصر هنا ⬇