تغييرات مرورية مهمة تواجه ملايين السائقين في بريطانيا بدءًا من 12 أكتوبر

يستعد ملايين السائقين البريطانيين لمواجهة تغييرات كبرى ابتدا من الـ12 من تشرين الأول/أكتوبر، بعد إعلان الاتحاد الأوروبي عن إدخال نظام جديد عند السفر من منطقة شينغن وإليها، الأمر الذي أثار قلقًا واسع النطاق لدى العاملين في قطاع النقل والشحن.
وبحسَب ما أُعلِن عنه، فإن نظام الدخول/الخروج (Entry/Exit System) سيدخل حيّز التنفيذ في هذا التاريخ، وسيُطلب من المواطنين البريطانيين تقديم بصمات الأصابع وصور الوجه عند عبور الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، بدلًا من الطريقة التقليدية القائمة على ختم جوازات السفر يدويًّا.
هذا التغيير، الذي وصف بأنه أحد أكبر التحولات في قواعد السفر والعبور منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، دفع خبراء اللوجستيات إلى التحذير من تداعياته، ولا سيما على السائقين المحترفين وشركات النقل الدولية.
مخاوف قطاع النقل
أشارت رابطة نقل البضائع على الطرق (RHA) إلى أن السائقين الذين يعملون على نقل البضائع والركاب عبر الحدود سيكونون الأكثر تأثرًا بهذا الإجراء. وقال ريتشارد سميث، المدير العام للرابطة: “إنها مشكلة لشركات النقل بالحافلات والشاحنات العاملة دوليًّا، وسيكون لها انعكاسات أوسع على الاقتصاد البريطاني وأمن سلاسل التوريد، مع زيادة الاعتماد على شركات النقل الأوروبية”.
وأضاف سميث موضحًا أن الحكومات البريطانية المتعاقبة لم تولِ اهتمامًا كافيًا للتكلفة الاقتصادية المترتبة على هذه السياسات، ومشيرًا إلى أن اعتماد الشاحنين خلال العقود الماضية على ناقلين من أوروبا الشرقية بأسعار منخفضة أضرّ بالقطاع المحلي دون أن يُؤخذ ذلك في الحسبان.
تداعيات اقتصادية وتجارية
وتؤكد الرابطة أن هذه التغييرات لن تقتصر آثارها على شركات النقل فقط، بل ستمتد لتؤثر في حركة التجارة والصادرات والواردات، إذ يعتمد مشغلو النقل البريطانيون بشكل أساسي على السائقين المحليين لربط السوق البريطانية بالأسواق الأوروبية.
وأوضحت الرابطة: “نعتقد أن هناك حاجة ملحة لإقرار إعفاء خاص للسائقين المحترفين من قيود شينغن، بالنسبة لأولئك الذين ينقلون البضائع أو الركاب بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في رحلات ذهاب وعودة”.
حوار مع الحكومة
ومع تولي الحكومة البريطانية الجديدة مهماتها، نبّهت الرابطة إلى ضرورة استمرار الحوار مع البرلمانيين؛ لضمان فهمهم لحجم العقبات التي ستواجه شركات النقل البريطانية. وقالت: “مع إصرار الحكومة الجديدة على إعادة ضبط العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، سنواصل الضغط لضمان أن تكون هذه القضايا على رأس الأولويات”.
وكان أشتون كول، كبير مسؤولي الشؤون العامة في الرابطة، قد شارك في حملة برلمانية نُظمت في فبراير الماضي، لتسليط الضوء على خطورة هذه التغييرات بالنسبة لقطاع النقل البريطاني.
تغيير جذري للسفر والعبور
وبينما يرى مراقبون أن النظام الجديد يسعى إلى تعزيز أمن الحدود الأوروبية وتسهيل عمليات المراقبة، يحذّر آخرون من أن توقيته سيضيف عبئًا جديدًا على السائقين البريطانيين، في وقت تسعى فيه المملكة المتحدة إلى تحسين علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع الاتحاد الأوروبي بعد سنوات من التوتر.
وبذلك لن يكون السابع عشر من أكتوبر المقبل مجرد موعد لتطبيق إجراء إداري جديد، بل نقطة تحول مهمة قد تعيد رسم ملامح حركة النقل والتجارة بين بريطانيا وأوروبا، مع ما يحمله ذلك من انعكاسات على السائقين والاقتصاد البريطاني على حد سواء.
المصدر: chroniclelive
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇