إرشادات تعامل الأسر المسلمة مع الأبناء بشأن الثقافة الجنسية
يُعَد تعامل الأسر المسلمة مع مسألة التثقيف الجنسي داخل المجتمع المسلم إحدى المعضلات الكبرى التي يصعب تخطيها، لذا يلجأ البعض إلى تجاهلها بشكل تام.
وفي هذا السياق تنصح سميرة قريشي مديرة برنامج التثقيف الجنسي بمؤسسة (HEART Women and Girls) الأسر المسلمة باتباع بعض الخطوات؛ ليكون لهذه الأسر دور في التوعية الجنسية لأطفالها وفق تعاليم الدين الإسلامي.
1) تحدث مع أولادك
ينبغي أن تتحدث إلى أبنائك وتسلحهم بالمعلومات العلمية قبل أن يحضروا دروس الصحة الجنسية في المدرسة.
هناك سببان يستدعيان منك فعل هذه الخطوة، الأول: يتعلق بحديث الأطفال مع بعضهم وتبادلهم المعلومات، فلا بد أن يتناهى إلى مسامع طفلك شيئًا من هنا أو هناك، إذ يمكن أن يتلقى معلومات مغلوطة، لذا ينبغي أن تسبق ذلك بخطوة.
والسبب الآخر يتعلق بأن التثقيف الجنسي يُعَد وقاية من تعرض الأطفال لأي اعتداء جنسي، فإن لم يتعلموا عن أجسادهم والحدود التي تؤطِّر علاقاتهم مع الآخرين، فلن يتمكنوا من استيعاب أي اعتداء قد يقع عليهم، ولن يستطيعوا إخبارك بذلك أيضًا.
2) قدم لهم معلومات تتعلق بسلامة أجسادهم واختياراتهم
حاول أن تقدم لهم معلومات في مجال الصحة الجنسية من منظور روحي إيجابي قائم على تعاليم الدين، بدلًا من المناقشة القائمة على التخويف والترهيب.
قدم لهم معلومات عن الصحة الإنجابية، ناقش معهم العلاقات الصحية والسلامة الجسدية، ومن ثَمّ فإن الشباب سيختارون في النهاية الامتناع عن ممارسة الجنس خارج إطار الزواج؛ لأن هذا الأمر سيتحول عندهم إلى قيمة راسخة بدلًا من الامتناع بدافع الخوف.
3) التوعية بالأمراض الجنسية
يعاني كثير من الشباب من الأمراض الجنسية؛ نتيجة ممارسة الجنس قبل الزواج ودون حماية أنفسهم أو شركائهم.
وقد أظهرت دراستان مستقلتان أن نحو ثلثي الشباب المسلم يمارسون الجنس قبل الزواج، إلا أن العديد من الآباء المسلمين ينفون هذا الأمر، مستخدمين عبارات مثل: “ليس داخل عائلتنا”، أو مبررات أخرى تستند إلى كيفية تقييد أطفالهم في علاقاتهم الاجتماعية، والتحاقهم بمدرسة إسلامية.
وبدلًا من ذلك، يجب على الآباء تجنب التفكير في أن أبناءهم محصنون لأي سبب من الأسباب من الوقوع في ذلك، وإن كنت مسلمًا فلا يعني أن بحوزتك درعًا واقية تحميك ما لم تصبح المعتقدات يقينًا راسخًا، ويتحقق ذلك بتعزيز هذه المعتقدات بالعلم والوقاية.
4) منهجية تقديم المعلومات
رغم الرغبة الشديدة عند الآباء في إكمال التثقيف الصحي الجنسي في جلسة واحدة مع أطفالهم على مائدة العشاء، فإن هذا غير ممكن.
يجب أن يكون تعليم الأطفال معلومات الصحة الجنسية مناسبًا من الناحية التنموية، وأن يُقدَّم بجرعات مناسبة ومفهومة، وفي أوقات التعلم الطبيعية.
أنصح الآباء بألا يجلسوا مع أطفالهم في غرفة المعيشة للحديث عن التغيرات التي تحدث لأجسادهم؛ سيكون هذا محرجًا للجميع. وأوصي بدلًا من ذلك بوضع كتب معينة في جميع أنحاء المنزل أو في مكتبة القراءة الخاصة بأطفالك.
5) عدم التهويل من الأمر
لدى منظمة الصحة العالمية وصف رائع للصحة الجنسية: “الصحة الجنسية هي جزء من الصحة البدنية والعقلية والاجتماعية”. لذا يتطلب نهجًا إيجابيًّا لتقديم المعلومات.
يحتاج الآباء إلى توسيع تعريف الصحة الجنسية لاستخدام نهج شامل عند تعليم الأطفال؛ فالتثقيف في مجال الصحة الجنسية ليس مجرد تعليم عن الجنس، بل يتعلق الأمر بالقِيَم وصورة الجسم والتواصل ووضع الحدود وتطوير الذات وخلق عادات معيشية صحية.
6) التوقف عن ربط كلمة “العار” بالصحة الجنسية
لا عيب أو خجل في البحث عن معلومات بشأن الصحة الجنسية، ويشمل ذلك: النظر إلى المخططات التشريحية، والقراءة عن فسيولوجيا الجهاز التناسلي، والتعرف على العلاقات الصحية باستكشاف المعلومات في القرآن والحديث.
من المؤسف أن نسمع بعض الناس يصفون ذلك بالعار، هل عُدنا إلى عصور ما قبل الإسلام؟! أم أننا سنثقف أنفسنا دون خجل، كما فعلت نساء الأنصار عندما سألنْ السيدة عائشة -رضي الله عنها- بصراحة متى يستطعن الصلاة بعد الحيض.
اقرأ أيضًا:
إرشادات لحماية أبناء المسلمين في بريطانيا من التفكير في الانتحار
الرابط المختصر هنا ⬇