الداخلية البريطانية تصرّ على ترحيل طفلة سورية رغم مشاكل نفسية تهدد حياتها
تُصِرّ الداخلية البريطانية على ترحيل طفلة سورية تبلغ من العمر 11 عامًا رغم أنها تعاني من مشكلات نفسية تهدد حياتها. وجاءت الطفلة إلى بريطانيا في عام 2021؛ للانضمام إلى شقيقها الأكبر بعد أن سجنت السلطات السورية والدتها في سبتمبر 2020. وقالت الأسرة: إن النظام السوري اتهمها باستخدام هاتف محمول للتصوير!
وفي مايو 2021 أُبلِغت العائلة أن والدة الطفلة قُتِلت في انفجار قنبلة في أحد السجون. لكن بعد وصول الطفلة إلى المملكة المتحدة، تبين أن والدتها على قيد الحياة، بعد نقلها في وقت سابق إلى سجن مختلف.
وقد أُطلِق سراح الأم في فبراير 2022، وتقدمت الأسرة بطلب للحصول على تأشيرة لم شمل الأسرة في سبتمبر 2022 لإحضارها إلى المملكة المتحدة.
ترحيل طفلة سورية على الرغم من حالتها الصحية المتردية!
قالت عائلة الطفلة: إن الطفلة تعاني من اضطرابات نفسية حادة وقد حاولت الانتحار عدة مرات. وعلى الرغم من ذلك فقد طلبت وزارة الداخلية من محامي الأسرة تقديم مزيد من الأدلة لإثبات أن حالتها الصحية لا تسمح لها بالذهاب إلى سوريا لتعيش مع والدتها هناك. ومن المفترض أن تتخذ وزارة الداخلية قرارًا بشأن طلبات لم شمل العائلة خلال ثلاثة أشهر، لكن الأسرة تنتظر منذ أربعة أشهر ونصف دون أي رد.
وبهذا الصدد صرحت شركة ويلسن التي تمثل الطفلة قانونيًّا: نشعر بقلق كبير من سؤال وزارة الداخلية عن سبب عدم تمكن هذه الطفلة الصغيرة المعرضة للإصابة بأزمة نفسية في حال العودة إلى منطقة حرب. ولا سيما أن من واجب وزير الخارجية توفير الحماية والرفاهية لأطفال المملكة المتحدة. “إن التأخير في اتخاذ القرار يؤثر في الصحة العقلية للطفلة بشدة ويعرض حياتها للخطر. كل يوم يمر دون اتخاذ قرار إيجابي يزيد من معاناتها ويزيد الأعباء على كاهل مقدمي الرعاية لها في المملكة المتحدة”.
حالة نفسية حرجة!
قال شقيق الطفلة البالغ من العمر 28 عامًا والذي يعيش مع أخته وعائلته في ويمبلي: “أختي لا تأكل، وتبكي كل يوم؛ لأنها بحاجة إلى أمها. إنها متعلقة بأمنا كثيرًا. هي لا تعلم ما معنى وزارة الداخلية، وتسأل باستمرار: “لماذا لا تشتري تذكرة طائرة لأمي لكي تتمكن من القدوم إلى هنا؟” أشعر بالانزعاج من كل شيء. “إنها تضرب رأسها على الأرض! وقبل يومين ألقت نفسها من الدرج في الساعة الثانية ليلًا!”.
يُذكَر أن الأدلة الطبية التي قدمها فريق الصحة العقلية إلى وزارة الداخلية توضح كيف أن الفتاة “يائسة من لم شملها مع والدتها”، وأنها أبلغت عن رغبتها في الموت!”. وقال طبيب الأسرة أيضًا: “لقد تخلى شقيقها عن العمل؛ لرعايتها ومنعها من إيذاء نفسها، بناءً على نصيحة مختصي الصحة العقلية. وقد أثر هذا كثيرًا في حياته الأسرية؛ إذ إنه المسؤول عن أطفاله الصغار”.
هذا وقالت وزارة الداخلية: “إجراءات تأشيرة لم شمل العائلة للاجئين تسمح للذين يتمتعون بوضع الحماية في المملكة المتحدة باستدعاء شركائهم، أو الأطفال دون سن الـ18. وفي الغالب يكون اتخاذ القرار معقدًا، ويتطلب بحثا دقيقًا لكل حالة على حدة”.
اقرأ ايضا
اللاجئون في بريطانيا يعولون على القضاء لوقف خطط الترحيل إلى رواندا
الرابط المختصر هنا ⬇