ترحيل عشرات المهاجرين إلى فرنسا مقابل قبول 51 في بريطانيا
في محاولة لوقف تدفق المهاجرين الذين يعبرون القنال الإنجليزي بقوارب صغيرة، بدأت الحكومة البريطانية تنفيذ اتفاق تجريبي مع فرنسا يقوم على مبدأ “واحد مقابل واحد”؛ أي إعادة من يدخل البلاد بطريقة غير نظامية مقابل استقبال عدد مماثل ممن يتقدّمون عبر المسارات القانونية.
الاتفاق الذي وُقّع في وقت سابق من العام بين رئيس الوزراء كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دخل حيز التنفيذ في أغسطس، لكن المؤشرات المبكرة تُظهر أن موجات العبور لم تتراجع، بل ارتفعت مقارنة بالعام الماضي.
تفاصيل الاتفاق وأرقامه

أعلنت وزارة الداخلية البريطانية أن 75 مهاجرًا ممن عبروا القنال بقوارب صغيرة أُعيدوا إلى فرنسا حتى الآن، في حين استقبلت بريطانيا 51 شخصًا وصلوا عبر المسار القانوني بعد اجتيازهم الفحوص الأمنية.
وأكدت الوزارة أن رحلة جوية أقلّت 20 مهاجرًا إلى فرنسا يوم الخميس، في حين نُقل 13 آخرون في الأسبوع السابق، ضمن البرنامج الذي أُطلق للحد من محاولات العبور غير النظامية.
حادثة تُربك الحكومة

أثارت الحادثة الأخيرة لمهاجر إيراني أُعيد إلى فرنسا ثم عاد إلى بريطانيا بعد شهر، الجدل بشأن فعالية الخطة الحكومية.
رئيس الوزراء كير ستارمر دافع عن سياسته قائلًا: إن “النهج يسير في الاتجاه الصحيح”، في حين وصفت زعيمة حزب المحافظين كيمي بادنوك الوضع بأنه “فوضى تامة”. وتشير التقارير إلى أن الرجل يدّعي أنه ضحية للعبودية الحديثة، في حين تسعى وزارة الداخلية لترحيله مجددًا.
مواقف متباينة داخل بريطانيا
وفي هذا السياق قال متحدث باسم وزارة الداخلية: إن “هذه الإعادات تمثل تحذيرًا واضحًا لكل من يفكر في دخول البلاد بطريقة غير قانونية: إذا أتيت بالقارب، فستُعاد فورًا”.
لكن وزير الداخلية في حكومة الظل كريس فيلب وصف الاتفاق بأنه “إخفاق تام”، موضحًا أن “عددًا ضئيلًا فقط من المهاجرين أُعيد إلى فرنسا مقابل نحو 16 ألفًا عبروا القنال الإنجليزي منذ الإعلان عن الاتفاق”، واعتبر أن الخطة لا تمثل أي رادع فعلي.
الأرقام تُكذّب الوعود
تشير بيانات وزارة الداخلية إلى أن 36,954 شخصًا عبروا القنال إلى المملكة المتحدة منذ بداية عام 2025، وهو رقم يتجاوز إجمالي الوافدين خلال العام الماضي البالغ 36,818.
تلك الأرقام تكشف أن الاتفاق لم ينجح في كبح موجات الهجرة، بل إن وتيرتها مستمرة رغم تصاعد الخطاب الحكومي عن “الردع” و”السيطرة على الحدود”.
ما وراء خطاب الردع

ترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن سياسة “واحد مقابل واحد” تعكس مأزقًا أعمق في المقاربة البريطانية لملف الهجرة، إذ تُركّز الحكومة على الردع الرمزي بدل معالجة الأسباب الأساسية لتدفق الهجرة غير النظامية.
فالاستمرار في تصوير المهاجرين كتهديد أمني لا يوقف القوارب، بل يغذّي التوتر الاجتماعي ويقوّي الأصوات اليمينية.
وترى المنصة أن الحل الفعلي يكمن في بناء نظام لجوء عادل وفعّال، يوازن بين حماية الحدود والالتزام بالمعايير الإنسانية التي كانت تاريخيًا جزءًا من هوية بريطانيا القانونية والسياسية.
المصدر: Irish News
اقرأ أيضا:
الرابط المختصر هنا ⬇
