تحليل: حزب العمال ينفق على برامج الشباب أقل من حزب المحافظين

كشف تحليل حديث أن حكومة حزب العمال تنفق على برامج الشباب في إنجلترا أقل من حكومة حزب المحافظين، رغم تعهد رئيس الوزراء بدعم الشباب.
حيث أظهرت البيانات أن الإنفاق الحالي على العمل مع الشباب لا يعكس حجم التزام الحكومة بالكلمات التي تصدر عن المسؤولين.
انخفاض التمويل رغم الالتزامات الحكومية

وأشار تحليل جمعية UK Youth، وهي أكبر جمعية خيرية تعمل مع الشباب في المملكة المتحدة، إلى أن التمويل المخصص لبرامج الشباب في حكومة حزب العمال لا يتجاوز 146.5 مليون باوند، مقارنة بـ 191.8 مليون باوند التي خصصتها حكومة المحافظين في مراجعة الإنفاق لعام 2021، والتي تشمل تمويل صندوق استثمار الشباب (YIF) وبرامج أخرى مثل خدمة المواطن الوطني التي تم إغلاقها.
وقالت فيكي براونيغ، الرئيسة التنفيذية للجمعية: “الكلمات الطيبة لن تفي بالغرض، بل يجب أن تتبعها إجراءات ملموسة تدعم تلك الوعود بالتمويل الذي يعادل على الأقل ما كانت تقدمه الحكومة السابقة”. وأضافت أن هذه اللحظة يجب أن تكون نقطة تحول بعد أكثر من عقد ونصف من التقشف وقلة الاستثمار في القطاع.
تصريحات وزيرة الثقافة وتحديات التمويل
في سياق متصل، وصفت وزيرة الثقافة، ليزا ناندي، تخفيضات تمويل العمل مع الشباب بأنها “مصدر للخجل الوطني”، مؤكدة أن الحكومة تعتزم نشر استراتيجية وطنية للشباب هذا الصيف بناءً على نتائج “تمرين استماع وطني” حول احتياجات القطاع.
لكن العاملين في القطاع أبدوا قلقهم من أن الانتظار لزيادة التمويل قد يؤدي إلى المزيد من إغلاق مراكز الشباب وفقدان الوظائف. وقالت ديبي جونز، الرئيسة التنفيذية لمشروع Corner House Youth في ستوكتون-أون-تيس: “إننا نكافح من أجل الحصول على تمويل، فنحن نخصص 70% من وقتنا فقط لجمع الأموال للحفاظ على استمرارية المراكز”.
تأثيرات تقليص الإنفاق على مراكز الشباب
تسبب تقليص الإنفاق على العمل مع الشباب في انخفاض كبير بعدد مراكز الشباب التي تديرها السلطات المحلية، حيث انخفض عدد هذه المراكز بنسبة تقارب 50% بين عامي 2012 و2023. كما تم تخفيض إنفاق المجالس المحلية على برامج الشباب بنسبة 75%، مما أدى إلى فقدان نحو 4500 وظيفة في القطاع.
وقالت كات آجر، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة Oasis Community Partnerships، إن الحكومة أصدرت تصريحات إيجابية العام الماضي ولكنها لم تُترجم إلى تمويل فعلي. وأضافت: “نحاول أن نظل متفائلين ولكننا نعلم أن الميزانية المقيدة تجعل من الصعب الحفاظ على هذا التفاؤل”.
التزام رئيس الوزراء ودعمه للشباب
في الوقت نفسه، أكد رئيس الوزراء البريطاني دعم الحكومة للشباب في بريطانيا، حيث تحدث عن أهمية دعم الشباب خارج المنازل، مشيرًا إلى أن المخاطر التي يواجهها الشباب في المنازل قد تفوق تلك التي يتعرضون لها في الأماكن العامة. كما أظهرت دراسة حديثة من معهد الدراسات المالية أن إغلاق مراكز الشباب أدى إلى انخفاض أداء المراهقين في الامتحانات بنسبة 4% وزيادة بنسبة 14% في احتمال ارتكاب الجرائم بين الشباب.
الاستراتيجية الوطنية المستقبلية للشباب
بينما تتطلع الحكومة إلى نشر استراتيجية وطنية للشباب في المستقبل القريب، أعرب العاملون في القطاع عن قلقهم من أن عدم توفير التمويل الكافي لتنفيذ هذه الاستراتيجية قد يؤدي إلى تدهور الوضع بدلاً من تحسينه. ومن المتوقع أن يساهم هذا المخطط في تحسين الوضع، شريطة أن يتم تمويله بشكل يتيح تحقيق التغيير الحقيقي في حياة الشباب.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇