تحذير لملايين الأسر البريطانية: فاتورة الطاقة الشتوية قد تصل إلى 233 باوند
تدخل الأسر البريطانية فصل الشتاء وهي مثقلة بديون طاقة متراكمة على نحو غير مسبوق منذ ثماني سنوات، مع ارتفاع متوسط المبالغ المستحقة إلى 233 باوند لكل أسرة، ووصول إجمالي المتأخرات إلى نحو 780 مليون باوند. وتُظهر بيانات حديثة من موقع مقارنة الأسعار «يوسويتش» أنّ أكثر من 3.5 مليون أسرة غارقة حاليًّا في ديون لمزوّدي الطاقة، بزيادة تُقدَّر بـ46% مقارنةً بالعام الماضي، فيما يتجه ملايين إلى أشهر البرد بلا أي رصيد ائتماني يحميهم من قفزة الاستهلاك الموسمية في الغاز والكهرباء.
ديون قياسية وتآكل للوسادة المالية

أفاد «يوسويتش» بأنّ متوسط الدين قفز بنحو الثلث خلال عام واحد، من 173 إلى 233 باوند، بينما هبط متوسط الأرصدة الإيجابية في حسابات العملاء إلى أقل من 100 باوند للمرة الأولى منذ تفجّر أزمة الطاقة. ويُقدَّر أنّ عشرة ملايين منزل لا يملك أي رصيد ائتماني على الإطلاق، بينهم قرابة مليوني أسرة منخفضة الدخل؛ ما يجعلهم عرضة لصدمات فواتير عند تشغيل التدفئة.
هيئة تنظيم الطاقة «أوفجم» أشارت إلى أنّ مزوّدي الطاقة يدين لهم المستهلكون بأكثر من 4 مليارات باوند من الفواتير غير المسدّدة، بزيادة 750 مليون باوند خلال اثني عشر شهرًا. ويقول بن غاليتزي، المتخصص في الطاقة لدى «يوسويتش»، إن ارتفاع الديون إلى أعلى مستوى في ثماني سنوات يُنذر بـ«صدمة فواتير» مع تحديث مستويات السحب عبر أقساط الخصم المباشر، في ظل انحسار برامج الدعم الحكومي وتكلفة المعيشة المرتفعة.
الضغط أشدّ على ذوي الدخل المنخفض: نحو أسرة من كل ستٍّ ممّن يقل دخلها السنوي عن 20 ألف باوند تتأخر في السداد بمتوسط دين يبلغ 60 باوند، بينما يؤكد واحد من كل عشرة أنّه غير قادر على السداد أصلًا—وهي نسبة تضاعفت خلال عام. كما يقرّ ثلاثة من كل عشرة ممّن عليهم متأخرات بأنّ ديونهم زادت مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ويقول ثلثهم إن مزوّدهم لم يتواصل معهم بشأن المبالغ المستحقة؛ في المقابل، أفاد قرابة 60% ممّن تلقّوا تواصلًا بأنهم حصلوا على نصائح أو أشكال من المساندة.
ورغم تراجع الفاتورة السنوية النموذجية—وفق سقف الأسعار الحالي—من نحو 2,500 باوند في مطلع 2023 إلى 1,755 باوند، إلا أنّها ما تزال أعلى بكثير من مستويات ما قبل أزمة الطاقة، ما يُبقي الضغوط قائمة مع ارتفاع تكاليف الغذاء والإيجارات والرهون العقارية. وتستعد أربع أسر من كل عشر لارتداء طبقات إضافية لتقليل التدفئة، فيما ينوي ثلاثة من كل عشرة خفض ضبط منظم الحرارة. أما الأسر التي لا تزال في وضع ائتماني إيجابي، فمتوسط رصيدها 214 باوند انخفاضًا من 222 باوند الخريف الماضي، ولم يعد سوى 55% من المنازل يحتفظ بأي رصيد.
ما الذي يمكن فعله الآن؟ برامج دعم وخيارات خفض الكلفة

يدعو «يوسويتش» الأسر إلى مراجعة أهليتها لبرامج الدعم المتاحة أو لصناديق المساعدة لدى المزوّدين، بما في ذلك:
• خصم التدفئة الشتوية (Warm Home Discount): خصم قدره 150 باوند لفئات محددة.
• مدفوعات الطقس البارد (Cold Weather Payment – إنجلترا وويلز): 25 باوند عن كل أسبوع بارد لبعض ذوي الدخل المنخفض والمتقاعدين.
• مدفوعات وقود الشتاء (Winter Fuel Payment): بين 200 و300 باوند للأسر في سن التقاعد.
• مدفوعات التدفئة الشتوية في اسكتلندا (Winter Heating Payment – Scotland): 58.75 باوند للأسر منخفضة الدخل.
ويشدّد الخبراء على ضرورة التواصل المبكر مع المزوّد عند الانزلاق إلى الدين، للاستفادة من خطط السداد المرنة وصناديق الصعوبات، والنظر في التحوّل إلى عقود ثابتة أرخص إن توافرت لتخفيف كلفة الشتاء.
ترى «العرب في بريطانيا» أنّ حماية الفئات الأضعف من صدمات الفواتير ضرورة عاجلة، وتدعو الحكومة والجهات المنظمة إلى تعزيز شبكات الأمان وتوسيع الوصول إلى الدعم، وضمان شفافية أكبر في تسعير الطاقة وتحديث الأقساط. كما تحثّ الأسر على التحرّك المبكر: مراجعة الأهلية للدعم، والتفاوض مع المزوّدين، واعتماد إجراءات ترشيد آمنة داخل المنازل. إنّ توازنًا أفضل بين العدالة السعرية واستدامة السوق هو الطريق لتخفيف عبء الشتاء عن ملايين البريطانيين.
المصدر: نوتينغهام بوست
إقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇
