تحذير طبي: سماع “نبض” في الأذن قد يكون مؤشرًا على تمدد الأوعية الدموية

في تحذير طبي جديد يسلط الضوء على أحد الأعراض التي قد يُغفل عنها كثيرون، شدد خبراء الصحة على ضرورة عدم تجاهل سماع صوت “نبض” في الأذن، والذي قد يبدو للبعض أمرًا بسيطًا أو عرضًا يمكن التغاضي عنه، لكنه في الحقيقة قد يكون مؤشرًا على مشكلة صحية خطيرة تتطلب تدخلاً طبيًا فوريًا.

طنين الأذن النابض.. أكثر من مجرد صوت مزعج

يُعرف هذا العرض طبيًا باسم طنين الأذن النابض (Pulsatile Tinnitus – PT)، وهو حالة نادرة يعاني فيها المصاب من سماع أصوات تشبه “الصفير” أو “الهمهمة”، وغالبًا ما تتزامن هذه الأصوات مع نبضات القلب. 

وعلى عكس أشكال الطنين الأخرى التي قد تكون ثابتة أو متقطعة، يتميز هذا النوع بارتباطه المباشر بنبضات القلب، ما يجعله مؤشرًا محتملًا لمشكلات طبية تتعلق بتدفق الدم في الأوعية الدموية القريبة من الأذن.

تتفاوت شدة هذه الحالة بين الأفراد؛ فبينما يعتبرها البعض مصدر إزعاج بسيط يمكن تجاهله، قد تكون لدى آخرين مشكلة مزمنة ومُنهكة تمنعهم من التركيز أو حتى من النوم، ما يؤثر سلبًا على جودة حياتهم اليومية.

علامة تحذير لمشكلات صحية أكثر خطورة

يرى الأطباء أن ارتباط طنين الأذن النابض بنبضات القلب قد يكون إشارة تحذيرية لوجود حالات خطيرة كامنة، مثل تمدد الأوعية الدموية أو الأورام. 

ويُحذر الدكتور أحمد، طبيب عام بريطاني، من تجاهل هذه الأعراض، مؤكدًا على ضرورة مراجعة الطبيب فور ملاحظة مثل هذا الصوت. ويضيف: “إذا لاحظت وجود صوت نابض يتزامن مع ضربات قلبك في أذنك، فمن المهم جدًا أن تستشير طبيبك على الفور”.

تشخيص طنين الأذن النابض.. فحوصات لا بد منها

يبدأ التشخيص عادةً بإجراء فحوصات شاملة لتحديد السبب وراء الطنين، حيث يتم فحص تدفق الدم في الأوعية الدموية الصغيرة داخل الأذن، بالإضافة إلى إجراء اختبارات سمعية. 

وفي بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة لفحوصات متقدمة مثل الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، للكشف عن أي تمدد في الأوعية الدموية أو وجود أورام محتملة.

الأسباب المحتملة وراء طنين الأذن النابض

في أغلب الحالات، يكون طنين الأذن النابض عرضًا لمشكلة صحية أخرى تؤثر على تدفق الدم. وتشمل الأسباب الأكثر شيوعًا:

• ممارسة التمارين الرياضية المكثفة، التي تزيد من تدفق الدم بشكل طبيعي.
• ارتفاع ضغط الدم، وهو سبب شائع يؤدي إلى تسارع تدفق الدم عبر الأوعية الدموية.
• الحمل، حيث تحدث تغيرات هرمونية وفسيولوجية تؤثر على الدورة الدموية.
• فرط نشاط الغدة الدرقية، الذي يؤدي إلى زيادة في معدل ضربات القلب وتدفق الدم.
• فقر الدم، حيث يحاول الجسم تعويض نقص الأكسجين بزيادة سرعة تدفق الدم.

حالات خطيرة تتطلب تدخلًا فوريًا

رغم أن العديد من الحالات تكون بسيطة ويمكن علاجها بسهولة، إلا أن هناك أسبابًا أكثر خطورة تستدعي تدخلاً سريعًا، من بينها:

• تمدد الأوعية الدموية: وهو انتفاخ في جدار الشريان قد يؤدي إلى انفجاره إذا تُرك دون علاج.
• تصلب الشرايين: حيث تتراكم الرواسب الدهنية في جدران الشرايين، ما يعيق تدفق الدم.
• الأورام الموضعية: التي قد تتسبب في ضغط على الأوعية الدموية المحيطة بالأذن.
• ارتفاع الضغط داخل الجمجمة مجهول السبب: والذي يسبب ضغطًا زائدًا على الأوعية الدموية.

خيارات العلاج: من الأدوية إلى الجراحة

يعتمد علاج طنين الأذن النابض على السبب الكامن وراءه. إذا كان ناتجًا عن حالة طبية محددة، فقد يؤدي علاج هذه الحالة إلى اختفاء الأعراض. تشمل الخيارات العلاجية:

• الأدوية: لعلاج الحالات المرتبطة بارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات الدورة الدموية.
• التدخل الجراحي: لعلاج الأوعية الدموية المتضررة أو استئصال الأورام.
• تشغيل الضوضاء البيضاء (White Noise): للمساعدة في تقليل وضوح الطنين وتخفيف الشعور به.
• مولدات الصوت: تُستخدم لإنشاء ضوضاء خلفية ثابتة تساعد في تشتيت الانتباه عن الطنين.
• التدريب على التكيف مع الطنين (Tinnitus Retraining Therapy): وهو أسلوب يساعد المرضى على التكيف تدريجيًا مع الأصوات المزعجة.

رسالة أخيرة: لا تتجاهل العلامات المبكرة

يشدد الأطباء على أهمية عدم تجاهل أي تغيرات مفاجئة في حاسة السمع، خاصةً إذا كان الطنين يتزامن مع نبضات القلب أو يزداد سوءًا بمرور الوقت. 

وعلى الرغم من أن معظم الحالات قد تكون بسيطة وغير مقلقة، إلا أن تجاهل الأعراض قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة.

المصدر: ميرور

اقرأ أيضًا:

• إصدار تحذير طبي لملايين مُلاك الكلاب في بريطانيا
• تحذير طبي بريطاني من وصف حُقن أوزمبيك لإنقاص الوزن
• تحذيرات طبية من استخدام لقاحات إنقاص الوزن