تحذير صحي عاجل قبل عودة الطلاب إلى المدارس في بريطانيا

حذّرت جمعية رعاية مرضى الربو (Asthma + Lung UK) من ارتفاع كبير في حالات دخول الأطفال المستشفيات بسبب نوبات الربو مع بدء العام الدراسي الجديد في بريطانيا. وتشير البيانات الرسمية الأخيرة من هيئة NHS England إلى أن أطفال المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 14 سنة أكثر عرضة بخمس مرات لدخول المستشفى في سبتمبر مقارنة بشهر أغسطس، حيث سجّل العام الماضي زيادة بنسبة 408% في حالات الإدخال.
ويبدو أن الأولاد أكثر عرضة لدخول المستشفى من البنات، إذ أظهرت السجلات دخول 1,190 صبيًا في الفئة العمرية المذكورة إلى المستشفى في سبتمبر 2024، مقابل 730 فتاة.
خطر الربو يزداد لدى الأطفال مع بداية العام الدراسي في سبتمبر
ويُعد الربو أكثر الحالات المزمنة شيوعًا بين الأطفال والشباب، ويقع ضمن الأسباب العشرة الرئيسية لدخول المستشفى الطارئ في بريطانيا، وفقًا لكلية طب الأطفال والصحة العامة الملكية (RCPCH).
وقال الدكتور آندي ويتامور، المسؤول الطبي في الجمعية والممارس كطبيب عام: “من المهم التأكيد على أن سبتمبر هو وقت خطر لجميع الأطفال المصابين بالربو، بغض النظر عن الجنس”. وأضاف أن موسم العودة إلى المدرسة يصاحبه انتشار نزلات البرد والإنفلونزا، ما يزيد من احتمال تفاقم أعراض الربو ودخول الأطفال المستشفى.
أهالي الأطفال المصابين بالربو يخشون تفاقم حالتهم مع العودة إلى المدرسة
أعربت سارة باج، 37 عامًا، من إيلي (كامبريدجشير) ، عن قلقها بشأن عودة ابنها نوح، البالغ من العمر ست سنوات، إلى المدرسة، بعد تعرضه لنوبة ربو خطيرة في سبتمبر الماضي.
وقالت: “تم إدخال نوح إلى المستشفى لأول مرة في مايو 2024، ومنذ ذلك الحين خضنا عدة رحلات مرعبة إلى قسم الطوارئ. في سبتمبر، أصبح مريضًا بعد أيام قليلة من بدء الصف الأول بعد إصابته بفيروس، والذي أصبح أحد المثيرات الرئيسية لديه، واضطر لأخذ وقت طويل بعيدًا عن المدرسة”.
وأضافت: “لقد تعلمت التعرف على علامات التحذير، مما ساعد في إبقاء نوح بعيدًا عن المستشفى، لكن القلق مستمر. وعندما يزداد الربو سوءًا، لا يصدر عنه الصفير المعتاد، بل يسعل باستمرار، ويواجه صعوبة في النوم، ويكون عاطفيًا، ويحتاج إلى استخدام جهاز الاستنشاق الأزرق بشكل متكرر”.
وأشار الدكتور ويتامور إلى أن الأولاد لديهم “ممرات هوائية أضيق نسبيًا مقارنة بحجم الرئتين”، إضافة إلى “ردود فعل مناعية أقوى واستجابات للمُهيجات”، ما قد يفسر زيادة احتمالية دخولهم المستشفى، مؤكدًا أن المزيد من البحوث ضرورية لفهم هذا الرابط.
أعراض الربو عند الأطفال وتنبيهات استخدام جهاز الاستنشاق
تركز الأعراض الرئيسية على مشاكل في التنفس، وتشمل:
- الصفير
- السعال
- ضيق التنفس
- شعور بالضيق في الصدر
ويشير الدكتور ويتامور إلى أن علامات تفاقم الربو تشمل “السعال والصفير، خصوصًا في الليل أو الصباح الباكر، ضيق التنفس، الشكوى من ألم في الصدر أو البطن، أو الحاجة إلى جهاز الاستنشاق الأزرق ثلاث مرات أو أكثر في الأسبوع”.
إرشادات للآباء لتقليل خطر نوبات الربو لدى أطفالهم
توصي الجمعية باتباع الإجراءات التالية لتقليل خطر نوبات الربو في سبتمبر:
- التأكد من استخدام جهاز الاستنشاق الوقائي الستيرويدي كما هو موصوف، لمنع الالتهاب في الممرات الهوائية وتقليل احتمال النوبات.
- التحقق من حصول الطفل على تطعيمات MMR (الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية) والتواصل مع الطبيب إذا فات أحدهما أو كلاهما.
- إجراء مراجعة سنوية للربو مع طبيب الطفل أو ممرضة الربو للكشف المبكر عن الأعراض وتحديد المثيرات.
- التأكد من أن الطفل لديه الأدوية الصحيحة للربو ويأخذها بالطريقة الصحيحة.
- للطلاب في المدارس الثانوية، يُنصح التأكد من وضع جهاز الاستنشاق الأزرق وجهاز الفاصل (Spacer) في الحقيبة يوميًا مع ضمان إمكانية الوصول إليه أثناء حصص الرياضة أو الرحلات المدرسية.
- الاطلاع على سياسة المدرسة في إعطاء الأدوية.
- امتلاك خطة عمل محدثة للربو ومشاركتها مع المدرسة.
- التأكد من قدرة الطفل على استخدام جهاز الاستنشاق بشكل صحيح ومعرفة متى يطلب المساعدة.
- في حال حدوث نوبة ربو وعدم تحسن الأعراض باستخدام جهاز الاستنشاق،يُنصح باتباع خطة عمل الربو ثم الاتصال برقم الطوارئ 999.
الجمعية تحث المدارس على دعم الأطفال المصابين بالربو وتدريب الموظفين
تدعو الجمعية مديري المدارس لمشاركة سياسات المدرسة المتعلقة بالربو، بما يشمل:
- كيفية ووقت إبلاغ الأهل باستخدام جهاز الاستنشاق وأعراض الربو.
- أماكن تخزين أجهزة الاستنشاق.
- تدريب الموظفين على الربو، وإعطاء الأدوية، وإجراءات الطوارئ.
كما أعدّت الجمعية ملصقًا مجانيًا للمدارس يوضح الخطوات المتبعة عند حدوث نوبة ربو.
وأشادت سارة باج بدعم مدرسة ابنها: “جميع معلميه يفهمون حالته ولديهم نسخة من خطة العمل الخاصة به، ويعرفون ما يجب فعله إذا ساءت حالته، ما يشعرنا بالطمأنينة. نوح أيضًا قادر على الدفاع عن نفسه وطلب المساعدة عند الحاجة”.
مع هذا التحذير، يبقى من الضروري للآباء متابعة حالة الأطفال المصابين بالربو عن كثب، والالتزام بخطط العلاج والمراجعات الدورية مع الأطباء، والتأكد من أن المدرسة على دراية بخطة العمل الخاصة بكل طفل.
التحضير المبكر والوعي بأعراض الربو والتعامل معها بشكل صحيح يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في تجربة العام الدراسي، ويحولها إلى فترة أكثر أمانًا وطمأنينة للأطفال. وبهذا السياق، قد يجد بعض الآباء أنفسهم يعيدون ترتيب روتينهم اليومي أو يراجعون استراتيجياتهم الصحية، لتكون بداية العام الدراسي مناسبة للجميع.
المصدر :Huffington Post
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇