العرب في بريطانيا | جوين دانيال: تجريم الاحتجاج على معاناة غزة يزيد...

1447 جمادى الأولى 24 | 15 نوفمبر 2025

جوين دانيال: تجريم الاحتجاج على معاناة غزة يزيد من إقصاء فلسطينيي بريطانيا!

نواب يحثون حكومة بريطانيا على اتخاذ إجراءات حازمة ضدّ إسرائيل
اية محمد April 16, 2024

في مقالها الأخير، قدمت الكاتبة جوين دانيال تحليلًا عميقًا لتأثير تجريم الاحتجاج على معاناة غزة على المجتمع الفلسطيني في بريطانيا. وتشير دانيال إلى أن رد الفعل السلبي مثل الإنكار والانفصال وإلقاء اللوم على الضحية يزيد من مشاعر العزلة والصدمة بين الفلسطينيين.

وأشارت دانيال أن عدم القدرة على الدفاع والسكوت يُعدُّ مشكلة أساسية، إضافةً إلى قضية عدم تحقيق العدالة وعدم محاسبة الجناة. وفي ظل المأساة الشديدة التي يواجهها الفلسطينيون في غزة، فإن هذه العوامل تُعتبر حاسمة للتعافي.

وبالإضافة إلى ذلك، أشارت دانيال إلى وجود حوالي 20 ألف فلسطيني يعيشون في المملكة المتحدة قلقين على أقاربهم في غزة. حيث استُشهِد عدد من أفراد أسرهم، بما في ذلك الأطفال والرضع.

تجريم الاحتجاج على معاناة غزة يزيد من إقصاء فلسطينيي بريطانيا!

الدمار في غزة
الدمار في غزة

وأكدت دانيال أن هذه المأساة تُشعر الأشخاص بالعجز والشعور بالذنب والخجل من وضعهم الآمن، ما يزيد من معاناتهم. وأضافت أن عدم القدرة على القيام بأكثر من الاتصال الهاتفي يُفاقم المعاناة، وإذا كنت محظوظًا، فإنك تتلقى الرد – الذي لا يبعث على الاطمئنان على الإطلاق -: “نحن على قيد الحياة … في الوقت الحالي”.

وفي تصريح للصحفي الفلسطيني أحمد الناعوق، الذي فقد 21 فردًا من عائلته في غزة في بداية نوفمبر، قال: “ما حدث لعائلتي هو ما حدث لأكثر من 1200 عائلة أخرى”.

ويصف الناعوق وآخرون كيف يُطلب منهم، في كل مرة يتحدثون عن خسائرهم، أن يدينوا حركة حماس، كما لو كان ذلك “اختبارًا حقيقيًا لمعرفة ما إذا كان الفلسطينيون يستحقون العيش والحزن”.

وطُرح هذا السؤال المروع في برنامج “نيوزنايت” الذي تبثه بي بي سي، مباشرة على حسام زملط، السفير الفلسطيني في لندن، بعد وفاة عائلته في غزة.

تجريم الحزن

مظاهرات مؤيدة لفلسطين في بريطانيا
مظاهرات مؤيدة لفلسطين في بريطانيا

وكتبت جوين دانيال تحت عنوان “تجريم الحزن”، يعيش سكان غزة تحت وطأة الحصار المستمر والتهميش الاقتصادي والهجمات القاتلة المتكررة.

ويختلط الحداد والاحتجاج في مشهد واحد، حيث تظهر الأعلام والملصقات والمنشورات ووسائل التواصل الاجتماعي والمسيرات بأشكال مختلفة، لكن تصوّرها السلطات الحاكمة على أنها تهديد للنظام الاجتماعي أو هجوم على الهوية الوطنية أو تصعيد للانقسامات المجتمعية.

إن محاولة الحكومة في بريطانيا تجريم الحزن والاحتجاج يزيد من الضغط والإهانة، خاصةً عندما يدعم السياسيون ووسائل الإعلام المعتدين بشكل واضح، كما حدث بالفعل في أيام ما بعد 7 أكتوبر، حيث أضاءت المباني الحكومية بألوان العلم الإسرائيلي.

وقد كشفت الأشهر الستة الماضية عن درجة العنصرية والتحيز الموجهين ضد الفلسطينيين في خطابات الحكومة البريطانية، حيث وصفت وزيرة الداخلية السابقة مظاهرات غزة بأنها “مسيرات كراهية” و”تلوث شوارعنا”، واعتبر الوزير الحالي أن المتظاهرين لا يملكون هدفًا حقيقيًا.

هكذا، يُظهر الخطاب الحكومي عادةً الاحتجاجات بأنها تهديدات، دون الاعتراف بجدية الموقف وحق شعب غزة في التعبير عن حزنه واحتجاجه.

التجرد من الإنسانية

 الإبادة الجنائية في غزة

وكشفت دراسة لتغطية وسائل الإعلام الطريقة التي يمكن من خلالها لغة التقارير أن تقلل من وحشية الجرائم المرتكبة ضد قطاع غزة. خلال فترة من 7 أكتوبر إلى 4 نوفمبر، استخدم الصحفيون في (بي بي سي) كلمات مثل “القتل الجماعي” و”القتل الوحشي” و”القتل بلا رحمة” 52 مرة لوصف مقتل إسرائيليين، بينما لم تُستخدم على الإطلاق لوصف شهداء الفلسطينيين.

وفي وصف الهجوم على إسرائيل، تُستخدم أفعال المبني للمجهول، بينما يُشير في غزة إلى الكارثة الإنسانية التي “تحدث” أو “تتفاقم”، دون الإشارة إلى أي جهة مسؤولة فعليًا.

وأمام هذا الانحياز في السلطة، يمكن أن ينجرف الفرد بسهولة إلى شعور بالعجز والإرهاق واليأس، حيث يتضاعف الحزن بسبب الظلم الذي يتجسد في رفض وزارة الداخلية منح التأشيرات للفلسطينيين، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى اللجوء إلى حملات التمويل الجماعي وهم يشعرون باليأس لإنقاذ عائلاتهم.

وعلى الرغم من المعاناة المؤلمة التي تثيرها هذه المبادرات، مثل تسهيل الهجرة، يعتقد معظم الأشخاص الذين يجدون أسرهم في خطر أنهم ليس لديهم خيار آخر.

كما يشير بانكاج إلى أن الغضب العالمي، والمنعكس من خلال المسيرات والوقفات الاحتجاجية والمقاطعة، قد لا يقنع أحدًا في الأطراف السياسية الغربية المتشددة، ولكن يمكن أن يتضامن ويخفف من شعور الفلسطينيين بالوحدة في الوقت الحالي.

المصدر: ميدل إيست آي


إقرأ أيضًا: 

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة