تأييد العمال في بريطانيا ينخفض في عدة مناطق من 70% إلى 28%
يشهد الوضع السياسي في بريطانيا تحولات بارزة مع تراجع كبير في دعم حزب العمال في عدة مناطق، حيث انخفضت نسبة التأييد للحزب بشكل كبير في بعض المجتمعات خلال الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت في الثاني من أيار/ مايو.
وتعزى هذه الظاهرة إلى عدة عوامل، منها موقف الحزب من القضايا الدولية، وبشكل خاص من الحرب في غزة، إضافة إلى التغيرات المحلية والتحول نحو المرشحين المستقلين والأحزاب الأخرى.
تراجع تأييد العمال في بريطانيا
ووفقًا لتحليل سياسيين، يبدو أن موقف حزب العمال من حرب إسرائيل في غزة يكلف حزب السير كير ستارمر الكثير في الانتخابات المحلية.
واعترف بات مكفادين، وهو عضو بارز في حكومة الظل برئاسة ستارمر، على قناة سكاي نيوز أن الأحداث التي تدور في غزة، ودعم زعيم حزب العمال لإسرائيل، كان لهما تأثير على الأصوات.
كما زعمت مصادر من فريق ويست ميدلاندز التابع لحزب العمال أن بعض الناخبين المسلمين قاطعوا الانتخابات بسبب هذه القضية احتجاجًا على ما قد يساعد في منح النصر لرئيس بلدية حزب المحافظين آندي ستريت في منافسة رئيسة.
التحليل الانتخابي
نتائج الانتخابات الأخيرة كشفت عن تقلص كبير في نسبة التأييد لحزب العمال في مناطق تضم عددًا كبيرًا من السكان المسلمين.
ففي بعض الدوائر، انخفضت نسبة التأييد من 70٪ في عام 2021 إلى 28٪ فقط خلال الانتخابات المحلية الأخيرة.
ولا يقتصر هذا التراجع على النسب العامة، بل يتجلى أيضًا في تفاصيل النتائج حيث انخفضت نسب التصويت لحزب العمال بنسب مذهلة في عدة دوائر محددة.
فيما يلي ملخص لنتائج بعض الدوائر:
في بارك وارد (Park Ward)، انخفضت نسبة التأييد من 64.7٪ إلى 20.4٪، بانخفاض قدره 44.3 نقطة مئوية.
في ميلكستون وديبليش وارد (Milkstone and Deeplish Ward)، انخفضت النسبة من 80٪ إلى 24.5٪، بانخفاض قدره 55.5 نقطة مئوية.
في أودلي وكوينز بارك وارد (Audley and Queen’s Park Ward)، انخفضت النسبة من 39.4٪ إلى 30.6٪، بتغيير قدره -8.8 نقطة مئوية.
في باستويل وديزيفيلد وارد (Bastwell and Daisyfield Ward)، انخفضت النسبة من 76.4٪ إلى 38.7٪، بانخفاض قدره 37.7 نقطة مئوية.
في شير برو وكوربوريشن بارك وارد (Shear Brow and Corporation Park Ward)، انخفضت النسبة من 90.9٪ إلى 26.8٪، بانخفاض قدره 64.1 نقطة مئوية.
العوامل المؤثرة
يعزى التراجع الحاد في دعم حزب العمال إلى عدة عوامل، منها:
الموقف من غزة: لعبت مواقف الحزب من العدوان الإسرائيلي على غزة دورًا كبيرًا في تأثيرها على الناخبين المسلمين، حيث لم يرق التصرف المتوقع من الحزب، إلى توقعات الناخبين المتعاطفين مع الفلسطينيين.
الديناميات المحلية والوطنية: لم تقتصر العوامل المؤثرة على القضايا الدولية، بل شملت أيضًا التحديات المحلية مثل تدابير التقشف والأوضاع الاقتصادية التي أثرت على استياء الناخبين في بعض المناطق.
التحول نحو المرشحين المستقلين والأحزاب الأخرى: شهدت الانتخابات تحولًا بارزًا نحو دعم المرشحين المستقلين وأحزاب أخرى مثل حزب الخضر، الذي كان أكثر تماشيًا مع مشاعر الناخبين المؤيدين للفلسطينيين.
رد فعل القيادة العمالية: أقرت القيادة العمالية بأهمية هذه القضايا وأعربت عن استعدادها لمعالجتها واستعادة ثقة الناخبين.
في ذات السياق، قال كريس هوبكنز، مدير الأبحاث السياسية في شركة سافانتا لاستطلاعات الرأي، إن حزب العمال أجرى “أداء جيد في الانتخابات المحلية حتى الآن”، لكنه حذر من أنه قد يخسر المزيد من المقاعد مع مجالس مثل بيرنلي وبرادفورد التي لما تعلن بعد.
المصدر: إندبندنت
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇