تأخير التعليم يُحبط طالبي اللجوء من المراهقين في بريطانيا: “نشعر بأننا منسيون”
يشكو عدد من المراهقين من طالبي اللجوء في أيرلندا الشمالية من حرمانهم من حقهم في التعليم، ما تسبب لهم بإحباط شديد وشعور بالعزلة، رغم طموحاتهم الكبيرة في بناء مستقبل مهني وأكاديمي مشرق داخل المملكة المتحدة.
قصص فردية تعبّر عن واقع جماعي

من بين هؤلاء، هاني (19 عامًا) القادمة من كردستان، وحسام (20 عامًا) من السودان، وكلاهما يحلمان ببدء مشروع تجاري خاص بهما، لكنهما يواجهان تحديات كبيرة في تحقيق هذا الحلم بسبب تعقيدات الوضع القانوني لطالبي اللجوء وعدم وجود برامج تعليمية ملائمة.
هاني وصلت إلى أيرلندا الشمالية منذ قرابة ثلاث سنوات، وكان أول طلب لها هو الالتحاق بالتعليم. غير أن الرد كان مخيبًا: “في سن السادسة عشرة لا يمكن تسجيلك كطالبة”، لتجد نفسها محرومة من الدراسة الرسمية.
رغم أنها أصبحت الآن تتحدث الإنجليزية بطلاقة، إلا أن حاجز اللغة في البداية منعها من دخول الكليات أو معاهد التعليم المستمر. لجأت بعد ذلك إلى منظمة “تجمّع النساء أنكا” التي قدمت لها دروسًا في اللغة، لكنها تصف فترة الانتظار تلك بأنها كانت محبطة ومحبطة للآمال.
طموحات جامعية تواجه جدار اللغة
أما حسام، الذي وصل إلى بلفاست في يناير 2024 مع شقيقه التوأم وياسم للالتحاق بوالدتهما اللاجئة، فقد أكمل دراسته الثانوية في السودان، لكنه لم يتمكن من مواصلة تعليمه في بريطانيا.
ورغم رغبته القوية في دراسة إدارة الأعمال وتصميم الأزياء، اصطدم أيضًا بعائق اللغة. تحدث إلى BBC News NI عبر مترجم قائلاً: “نحن هنا منذ عام ونصف ولم نجد أي تعليم رسمي. درسنا باللغة العربية في السودان ولا نتقن الإنجليزية، ولم نجد أي مكان يساعدنا على تعلمها.”
وأضاف: “نريد دخول الجامعة، لكننا بحاجة إلى مستوى معين من اللغة الإنجليزية أولاً.”
نقص البرامج التعليمية المتخصصة
تشير الوقائع إلى غياب برامج تعليمية ممنهجة وممولة من الدولة لفئة الشباب من طالبي اللجوء في أيرلندا الشمالية. في المقابل، توفر بعض المناطق الأخرى في المملكة المتحدة – مثل إنجلترا – تعليمًا مجانيًا لطالبي اللجوء حتى نهاية السنة الدراسية التي يبلغ فيها الطالب 19 عامًا.
وقد أطلق “تجمّع النساء أنكا” بالتعاون مع منظمة “المشاركة وتطبيق الحقوق” (PPR) تقريرًا بعنوان “أحلام عالقة”، والذي تم عرضه في قاعة بلدية بلفاست، مطالبًا بإطلاق برنامج تعليمي متخصص للفئة العمرية ما بين 16 إلى 24 عامًا من طالبي اللجوء واللاجئين.
يُوصي التقرير بإطلاق مشروع تجريبي بحلول بداية العام الأكاديمي 2026/2027، يتضمن تعليم اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم وغيرها من المواد الأساسية.
دعوات أكاديمية لتدخل عاجل
أكدت مورغان ماتينغلي من جامعة كوينز في بلفاست أن هناك “حاجة ملحة” لدعم هؤلاء الشباب لغويًا وأكاديميًا. وقالت:
“رغم أن هؤلاء الشبان يتوقون للالتحاق بالمدارس والتعلم، إلا أن خياراتهم تكاد تكون معدومة في غياب برامج تعليمية كاملة.”
كما علقت كاثرين غلادويل، المديرة التنفيذية لمنظمة Refugee Education UK، على التفاوت بين المناطق البريطانية قائلة:
“التعليم هو أولوية لهؤلاء الشباب، لكن غياب استراتيجية حكومية شاملة أدى إلى وجود فجوات واضحة بين إنجلترا وأيرلندا الشمالية.”
وزارة التعليم: هناك مشاورات
وفي رد رسمي، صرّح متحدث باسم وزارة التعليم في أيرلندا الشمالية بأنهم على علم بوجود فئات من الشباب، مثل طالبي اللجوء، بحاجة إلى دعم إضافي. وأوضح أن الوزارة بصدد التشاور بشأن تشريع جديد يلزم جميع الشباب بالمشاركة في التعليم أو التدريب حتى سن 18 عامًا.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇