ذا ناشونال: هل تروج بي بي سي لسياسات اليمين المتطرف تجاه اللاجئين؟
تعرّضت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” لموجة جديدة من الانتقادات، بعدما اتهامها بالانحياز الواضح لحزب ريفورم اليميني من خلال برامجها الحوارية، خصوصًا في الوقت الذي يشهد فيه ملف اللاجئين والهجرة جدلاً متزايدًا داخل بريطانيا. ويقول متابعون إن التغطيات الأخيرة بدت موجّهة نحو تضخيم خطاب الحزب اليميني الشعبوي على حساب أحزاب أخرى، ولا سيما في اسكتلندا.
حضور طاغٍ لحزب ريفورم في مقابلة بي بي سي

وأثارت الحلقة الخاصة من برنامج “وقت الأسئلة” التي بثّت مساء الخميس جدلًا واسعًا؛ إذ حصل ضياء يوسف، رئيس قسم السياسات في حزب ريفورم، على وقت مضاعف تقريبًا مقارنة بزاك بولانسكي، زعيم حزب الخضر.
كما لفت المشاهدون إلى أن مُقدِّمة البرنامج فيونا بروس قاطعت بولانسكي أكثر بكثير مما فعلت مع يوسف، في حين سمحت للأخير بمقاطعة الضيوف الآخرين، ثم دافعَت عنه بقولها: “دعوه يتكلم” عندما حاول الآخرون الرد عليه.
ويرى المنتقدون أن هذا الخلل يصب في صالح تعزيز خطاب ريفورم الشعبوي والمتطرف، خاصة بعد انضمام اللورد أوفورد إلى الحزب عقب انشقاقه عن المحافظين.
وفي ختام الحلقة، وجّه زعيم حزب الخضر انتقادًا مباشرًا لبي بي سي متسائلًا: “متى سنرى حلقة خاصة حول تكلفة المعيشة أو أزمة المناخ أو فرض ضرائب على الأغنياء؟”
وقد قوبل ذلك بتصفيق واسع من الجمهور، في تعبير واضح عن استيائهم من تحيز التغطية الإعلامية.
مخاوف في الأقاليم من “هيمنة إنجليزية” سياسية وإعلامية
وفي رسائل لاحقة نُشرت للقراء، أعرب عدد من المواطنين في اسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية عن خوفهم من استمرار فرض التوجهات السياسية الإنجليزية على بقية الأقاليم، مشيرين إلى أن انتخابات مايو المقبلة قد تضعهم أمام أحزاب لا تعكس أولوياتهم، في ظل صعود ريفورم داخل إنجلترا تحديدًا.
كما دعا بعض الكتّاب إلى إعادة تقييم علاقة الأقاليم ببعضها وبإنجلترا، معتبرين أن الوقت قد حان لتمكين إنجلترا من رسم مسارها السياسي بعيدًا عن بقية دول الاتحاد.
جدل حول تغيير الولاء الحزبي
وأشاد عدد آخر بتنحي مالكولم أوفورد عن مقعده بعد انتقاله من المحافظين إلى ريفورم، معتبرين ذلك نموذجًا نادرًا لسياسي يعترف بفقدان الشرعية عندما يغيّر انتماءه السياسي بعد تولي المنصب.
وتطرّقت رسائل أخرى إلى الدور الدولي لبريطانيا، إذ دعا أحد الكتّاب رئيس الوزراء إلى مطالبة الولايات المتحدة بسحب قواعدها العسكرية إذا استمرت واشنطن في التقليل من قيمة التحالفات الأوروبية.
إشادة بأداء سياسيين اسكتلنديين

كما أثنى بعض القراء على أداء أعضاء في الحزب الوطني الاسكتلندي، خصوصًا في دفاعهم عن مشروع الاستقلال وتقديم رؤى أكثر وضوحًا حول مستقبل الطاقة والعملة في حال انفصال اسكتلندا. وفي رسالة لافتة، عبّر مواطن عن تقديره للنائبة والطبيبة السابقة فيليبا ويتفورد، معتبرًا أنها مؤهلة لقيادة هيئة الخدمات الصحية الوطنية بفضل خبرتها المهنية.
وعلى ضوء ذلك، ترى منصة AUK أن الجدل المتصاعد بشأن تغطية بي بي سي لأجندة الهجرة يعكس استقطابًا سياسيًا متزايدًا داخل بريطانيا، لا سيما مع صعود حزب ريفورم وخطابه المتطرف القائم على تضخيم ملف اللاجئين. وتؤكد المنصة أن التركيز غير المتوازن على الهجرة يُهمّش قضايا أكثر إلحاحًا، مثل أزمة المعيشة، وتمويل الخدمات الصحية، وتفاقم الفقر.
وتدعو المنصة وسائل الإعلام البريطانية إلى الالتزام بالحياد والعدالة في تغطية الملفات السياسية، وإلى ضمان تمثيل منصف لجميع الأطراف. كما تشدد المنصة على ضرورة تناول ملف اللاجئين بموضوعية بعيدًا عن التهويل أو الشعبوية، بما يعكس حقيقة التحديات والفرص التي يطرحها هذا الملف على المجتمع البريطاني.
المصدر: The National
اقرأ أيضًا:
- اتهامات لـBBC بالترويج لحزب ريفورم اليميني رغم تمثيله المحدود
- “ديمقراطية للبيع”.. غضب واسع بعد تبرع غير مسبوق لريفورم بقيمة 9 ملايين باوند
- فاراج يتوقع صفقة انتخابية بين حزب ريفورم اليميني المتطرف والمحافظين
الرابط المختصر هنا ⬇
