بي بي سي: توني بلير يناقش إدارة مرحلة انتقالية في غزة بعد وقف إطلاق النار

كشفت بي بي سي (BBC) أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، السير توني بلير، يجري مشاورات مع الولايات المتحدة وأطراف دولية بشأن توليه دور قيادي في إدارة مرحلة انتقالية في قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار.
وفقًا للتقارير، يحظى المقترح بدعم من البيت الأبيض، وينص على إنشاء ما يُسمى “السلطة الدولية الانتقالية لغزة” (GITA) لتكون المرجعية السياسية والقانونية العليا في القطاع لمدة خمس سنوات، بتفويض من الأمم المتحدة وبمشاركة دول خليجية. وتشير الخطط إلى أن مقر الهيئة سيكون مبدئيًا في مصر قرب معبر رفح، قبل انتقالها إلى غزة برفقة قوة متعددة الجنسيات بمجرد استقرار الأوضاع.
موقف بلير وخلفيته

أكد مكتب بلير أنه لن يؤيد أي خطة تتضمن تهجير سكان غزة، فيما يثير اسمه جدلًا واسعًا نظرًا لدوره في حرب العراق عام 2003، والتي خلصت لجنة تحقيق بريطانية إلى أنها استندت إلى معلومات استخباراتية غير دقيقة.
وبعد مغادرته منصبه عام 2007، عمل بلير مبعوثًا للجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط، وركز على دعم مشاريع اقتصادية في فلسطين والدعوة إلى حل الدولتين.
تأتي هذه التطورات عقب إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس استعداده للتعاون مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وزعماء عالميين لتنفيذ خطة سلام تقوم على حل الدولتين، بشرط أن يتخلى الفلسطينيون عن حقهم في المقاومة والدفاع عن أرضهم وألا يكون لحركة حماس دور في الحكم المستقبلي لغزة.
في الأشهر الماضية، طُرحت عدة مبادرات حول مستقبل القطاع:
- في فبراير، اقترح ترامب أن تتبنى الولايات المتحدة “ملكية طويلة الأمد” لغزة وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، في خطة تضمنت تهجيرًا قسريًا للفلسطينيين.
- في مارس، رفضت واشنطن وتل أبيب خطة عربية لإعادة إعمار غزة تتيح للفلسطينيين البقاء في أرضهم، بينما رحبت بها السلطة الفلسطينية وحماس، ما يوضح هدفهم بإبادة القطاع.
- في يوليو، قدّمت فرنسا والسعودية مقترحًا في مؤتمر دولي بنيويورك لتشكيل لجنة إدارية انتقالية تعمل تحت مظلة السلطة الفلسطينية، وحظي المقترح بتأييد أغلبية الجمعية العامة للأمم المتحدة.
اعتراف متزايد بفلسطين

مؤخرًا، اعترفت بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا وعدة دول أخرى رسميًا بدولة فلسطين، خطوة وصفها عباس بأنها تاريخية، رغم أن بعض الدول مثل الدنمارك ربطت الاعتراف بتحقيق شروط محددة. غير أن إسرائيل والولايات المتحدة اعتبرتا الاعتراف “مكافأة لحماس”.
تأتي هذه النقاشات في ظل استمرار العدوان على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ومنذ ذلك الحين استشهد ما لا يقل عن 70,000 فلسطيني في العدوان الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة في غزة. كما خلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إلى أن إسرائيل ارتكبت جريمة إبادة جماعية، وهو ما تنفيه تل أبيب.
طرح اسم توني بلير لقيادة مرحلة انتقالية في غزة يعكس استمرار نهج فرض حلول خارجية على الفلسطينيين، بدلًا من تمكينهم من تقرير مصيرهم بأنفسهم. فبينما يتحدث المجتمع الدولي عن “حل الدولتين”، تبدو الخطط المطروحة أقرب إلى وصاية دولية قد تعمّق الأزمة وتؤجل تحقيق العدالة والاستقرار.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇