بنوك بريطانية تجمد حسابات منظمات مؤيدة لغزة بذريعة “الامتثال للقوانين”

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، تم تجميد حسابات مصرفية لاثنتين على الأقل من المنظمات الشعبية المؤيدة لفلسطين في المملكة المتحدة، ما يثير القلق من وجود محاولة أوسع لإسكات الأصوات المناصرة لغزة. وتشير هذه الخطوة إلى تعقيد الوضع السياسي في بريطانيا، خاصة في ظل تصاعد التضامن مع فلسطين في الفترة الأخيرة.

تجميد حسابات المنظمات

تم قطع الوصول إلى الأموال بشكل غير محدد لكل من “أصدقاء فلسطين في مانشستر الكبرى” (GMFP) و”حملة التضامن مع فلسطين في اسكتلندا” (PSC)، واللتين تنظمان احتجاجات سلمية ووقفات vigil. وجاء ذلك من قبل مصرفي Virgin Money وUnity Trust Bank على التوالي. وقد علمت صحيفة “الغارديان” أن فرعًا محليًا لحملة التضامن مع فلسطين في إنجلترا تعرض هو الآخر لتجميد حسابه المصرفي، إلا أنه لم يتسنَّ تأكيد ذلك بشكل مباشر.

محاولات إسكات الأصوات المناصرة لغزة

يأتي تجميد الحسابات المصرفية في وقت حساس، بعد حظر مجموعة “Palestine Action” في وقت سابق من هذا الشهر، واعتقال أكثر من 100 شخص بتهمة إظهار الدعم للمجموعة. بالإضافة إلى ذلك، تم تهديد أحد المتظاهرين السلميين بالاعتقال لحمله علم فلسطين ولافتة كتب عليها “حرّروا غزة”. هذا التصعيد عزز المخاوف من وجود حملة قمع تستهدف مؤيدي فلسطين في المملكة المتحدة.

ردود الفعل على تجميد الحسابات

أوين كوبر، المسؤول المالي المشارك في GMFP، أشار إلى أن المجموعة كانت تنظم مسيرات سلمية منذ أكثر من عام ونصف دون أي حوادث أو نشاط إجرامي. ورغم ذلك، رفضت Virgin Money الإفصاح عن السبب وراء تجميد الحساب المصرفي. وقال كوبر: “إذا كان السبب الوحيد هو أن اسم فلسطين موجود في اسم الحساب البنكي، فذلك أمر مقلق للغاية”.

وأضاف كوبر أن هذا التجميد يعني أن GMFP لم تعد قادرة على إرسال الأموال إلى غزة والضفة الغربية لمساعدة المحتاجين، بما في ذلك تزويدهم بالطعام والإمدادات الطبية. وقال: “هم في الواقع يمنعون وصول المساعدات والدعم إلى غزة، وهذه المساعدات تذهب للطعام والإمدادات الطبية”.

الموقف الرسمي للبنوك

تصف بنك Unity Trust نفسه بأنه “البنك المفضل لجميع المنظمات ذات التوجه الاجتماعي في المملكة المتحدة”، بما في ذلك الجمعيات الخيرية والنقابات.

لكن ميك نابير، من اللجنة المالية لحملة التضامن مع فلسطين في اسكتلندا، اعتبر أن قرار تجميد الحساب كان “مخزيًا”. وأوضح أن السبب الذي أُبلغوا به لتجميد الحساب الشهر الماضي هو وجود زر على موقعهم الإلكتروني يسمح بالتبرع لمجموعة “Palestine Action” قبل حظرها في 5 يوليو. ورغم إزالة الزر بعد حظر المجموعة، إلا أن الحساب لم يُسترجع، مما أثار استياءهم.

التصريحات الرسمية للبنوك

وقد طلبت صحيفة “الغارديان” من كلا البنكين توضيح أسباب تجميد الحسابات، وما إذا كان هناك أي تأثير خارجي، لكن كليهما قالا إنهما لا يستطيعان التعليق على حسابات العملاء الفردية.

وأضاف متحدث باسم Virgin Money أن هناك “عدة أسباب قد تدفعنا أو تُلزمنا قانونيًا بتعليق أو إغلاق حساب ما، وذلك امتثالًا للقوانين واللوائح المعمول بها”. بينما قال متحدث باسم Unity Trust Bank إن البنك “منظمة محايدة سياسيًا” وأكد أن “مهمتنا وقيمنا تستند إلى التزامنا بالعمل بنزاهة”.

وترى منصة العرب في بريطانيا أن تجميد حسابات المنظمات المؤيدة لغزة خطوة غير مبررة، قد تثير المزيد من القلق بشأن حرية التعبير في المملكة المتحدة.

وفي وقت تزايدت فيه الدعوات من مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية للتضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته، فإن مثل هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تهميش أصوات المدنيين والمنظمات السلمية التي تسعى فقط إلى تقديم الدعم والمساعدة الإنسانية.

من المهم أن تظل القوانين الدولية والمحلية ملتزمة بحماية حرية التعبير والحق في الاحتجاج السلمي، دون فرض قيود غير مبررة على الأنشطة التي لا تهدد النظام العام. نؤمن أن الشفافية في التعامل مع هذه القضايا من قبل البنوك والشركات ذات العلاقة أمر أساسي لضمان استمرارية الحقوق المدنية في المملكة المتحدة.

المصدر: الغارديان

إقرأ أيضًا:

• تحذير عاجل لملايين العملاء في أكبر بنوك بريطانيا بشأن حسابات التوفير
• البنوك البريطانية قد تؤخر المدفوعات لمكافحة الاحتيال الرقمي
• تحذيرات من عمليات الاحتيال بعد ظهور آلاف مواقع الويب المقلدة لبنوك بريطانيا