تحذير لملايين الأمهات في بريطانيا بسبب فقدان 302 باوند من حساباتهن البنكية

أرقام جديدة صادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية في بريطانيا تكشف واقعًا صادمًا: ملايين الأمهات يخسرن ما يعادل 302 باوند أسبوعيًا مقارنة بالآباء. هذا الفارق يعني عمليًا أن الأمهات يعملن مجانًا منذ الأول من سبتمبر، أي قبل ما يقارب ثلاثة أشهر من “يوم المساواة في الأجور” الذي يُحسب لجميع النساء سنويًا.
فجوة تتسع بعد الإنجاب
التحليل أظهر أن النساء اللواتي لديهن أطفال يتقاضين ثلث دخل الرجال تقريبًا أسبوعيًا، أي ما يقارب 20% أقل في الساعة. وبذلك، يوافق الأول من سبتمبر هذا العام ما يُعرف بـ “يوم المساواة في الأجور للأمهات”، وهو تاريخ يسبق الموعد المعتاد لجميع النساء بفترة طويلة، ما يعكس اتساع الفجوة بشكل أكبر عند الإنجاب.
جويلي بريارلي، مؤسسة برنامج “Growth Spurt” المخصص لدعم الآباء والأمهات في العودة إلى العمل، أوضحت أن السبب يعود إلى التأثير السلبي الكبير لمرحلة تأسيس الأسرة على دخل النساء. وأضافت أن كثيرًا من الأمهات اضطررن إلى ترك وظائفهن بسبب تكاليف رعاية الأطفال، أو نتيجة التمييز أثناء الحمل والإجازة، فضلًا عن غياب خيارات العمل المرنة.
تمييز بنيوي ونظام قديم
بريارلي أكدت أن معظم الأمهات في بريطانيا واجهن شكلًا من أشكال التمييز أو الحرمان المهني، بدءًا من تفويت فرص الترقيات وصولًا إلى التهميش في أماكن العمل. وأشارت إلى أن نظام الإجازات الحالي يعزز الأدوار النمطية بين الجنسين؛ حيث يُتوقع من النساء أخذ إجازات طويلة لرعاية الأطفال، بينما يعود الرجال إلى أعمالهم بسرعة، ما يسمح بمواصلة مسيرتهم المهنية بينما تتراجع فرص النساء.
من جانبها، رحّبت بيني إيست، المديرة التنفيذية لجمعية “Fawcett Society” التي تُحدد سنويًا “يوم المساواة في الأجور”، بالتحليل الجديد معتبرة أنه يسلط الضوء على حجم المشكلة المتفاقمة.
تكشف هذه الأرقام أن قضية المساواة في الأجور ليست مجرد إحصاء، بل انعكاس مباشر لواقع غير عادل تعيشه ملايين الأمهات. في العرب في بريطانيا نرى أن معالجة هذه الفجوة تحتاج إلى إصلاح جذري لأنظمة الإجازات ورعاية الأطفال، بما يضمن مشاركة عادلة بين النساء والرجال. المساواة ليست رفاهية، بل شرط أساسي لبناء مجتمع متوازن يُقدّر عمل النساء كما يُقدّر عمل الرجال.
المصدر: برمينغهام مايل
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇